العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ

وزارة التربية والتعليم... أليس تسريب الامتحانات والجداول الوهمية مؤشر فساد؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

لقد ثبت عند التربويين أن التعليم في السنوات الثلاث الماضية وصل إلى مرحلة الخطر، وأنه يستغيث ويطالب بإلحاح شديد لإنقاذه، منذ أن بدأت وزارة التربية والتعليم بتنفيذ إجراءاتها وقراراتها العشوائية غير المدروسة وطنياً وتربوياً ومهنياً، والتي مورست تحت ضغط المؤثرات النفسية الطائفية، وعلى رغم الأرقام التي تثبت حجم مأساة التعليم التي لم تستطع الوزارة نفيها أو التقليل من حجم خطورتها، لم يتخلَّ التربويون المخلصون لوطنهم عن القيام بواجبهم الوطني تجاه التعليم الذي تعرض إلى الاستهداف القاسي في مخرجاته ومرتكزاته الأساسية بكل الوسائل والطرق غير التربوية، ولم يتركوا صغيرة ولا كبيرة ولا شاردة ولا واردة التي رأوها أنها تضر بالتعليم، إلا ونبهوا الوزارة من خطورتها على حاضر ومستقبل التعليم .

لقد نبهوها على أن توظيف المتطوعين غير المؤهلين تربوياً وتعليمياً وجعلهم يمثلون 20 في المئة من عدد العاملين في القطاع التعليمي خطير جداً على حاضر ومستقبل التعليم بكل المقاييس التربوية والمهنية والعقلية والمنطقية، وقالوا لها مراراً وتكراراً إن ما فعلته لم تفعله أية وزارة تعليم تقدس التعليم في العالم المتقدم أو النامي، وقالوا لها إن التعيينات والتوظيف والترقيات والحوافز والمكافآت التي تتم على أسس طائفية أو مذهبية أو سياسية لن تعطي إلا نتائج سلبية ووخيمة في كل المجالات التربوية والتعليمية وستوجد فساداً إدارياً ومالياً كبيرين يصعب معالجتهما، وقالوا لها إن الإجراءات التي اتخذتها ضد طلبة كلية البحرين للمعلمين وإغلاقها لبعض التخصصات في الكلية عمل يضر بمستقبل التعليم، وقالوا لها إن استهدافها لأكثر من 65 موظفاً في معهد البحرين للتدريب، هو تدمير للتدريب المهني في البلاد، وقالوا لها إن التمييز الواضح والمعلن في المناصب الإدارية العليا يعطي انطباعاً سلبياً في الأوساط العالمية المعنية بحقوق الإنسان.

وقالوا لها إن الفصل والتوقيف عن العمل والاستقطاع من الرواتب جميعها توجد بيئة غير سليمة للتعليم، وقالوا لها إن الاعتناء بالبهرجة الإعلامية والحفلات المصطنعة التي يراد منها إخفاء الواقع المأساوي الذي يعاني منه التعليم سيكون لها انعكاسات سلبية على كل مفاصل التعليم، وقالوا لها إن الإهمال في إيجاد البيئة التربوية والتعليمية السليمة في المدارس ستؤدي إلى وجود تداعياته خطيرة جداً على مخرجات التعليم، وقالوا لها إن الوزير عندما قال في رده على السؤال النيابي عن عدد الموظفين بوزارة التربية والتعليم أنه أكثر من 23 ألف موظف وموظفة، وقالوا حينها أن عبارة (أكثر من) توحي إلى وجود فساد واسع في التوظيف وكأن الجهة المعنية بشئون الموظفين في الوزارة أرادت إخفاءه حتى عن الوزير، وإلا ما هو المبرر الواقعي والموضوعي لعدم إطلاع الوزير على العدد الدقيق لموظفي الوزارة؟

الآن وبعد أكثر من 36 شهراً من التنبيه المستمر، هل تبين للوزير أن وزارته قد ارتكبت أخطاء كبيرة أم لا؟ هل تسريب امتحانات منتصف الفصل الدراسي الثاني للمرحلة الثانوية فتحت لوزير التربية أبواباً كثيرة لمعرفة حجم الفساد الذي كان سببه الطائفية البغيضة أم لا؟، وهل احتمال وجود جداول دراسية وهمية في مدارس المراحل الدراسية الثلاث، يولد عنده قناعة كاملة بتغلغل الفساد في كل مفاصل التعليم أو لا؟

بالتأكيد لم يتخذ الوزير هذه الإجراءات إلا بعد تفاقمها وتوسعها بصورة واسعة لم يستطيع القائمون بهذا الفساد تغطيته، نقولها بكل صراحة وصدق إلى الوزارة بكل إداراتها التربوية والتعليمية والمهنية، لن تحل هذه القضايا السلبية المستشرية في كل مفاصلها بتعميم أو بقرارات يوكل القيام بتنفيذها جهات ساهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في إيجاد الفساد في التعليم، ونؤكد أن مسئولية إنقاذ التعليم من الضياع تقع على عاتق الجميع في هذا الوطن الحبيب.

لا بد أن تقوم جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية والجهة الرقابية والقضائية بمسئولياتها الوطنية تجاه التعليم، لمعرفة نوعية الداء والأسباب والمسببات والجهات التي أوصلت التعليم إلى هذا الحال المتردي والمخيف، ولا بأس أن يستعان بمراكز الدراسات التعليمية والتربوية المحلية والإقليمية والعربية والدولية لتحديد السبل العلمية والتربوية الموضوعية التي تساعد على النهوض بالتعليم. الواجب الوطني يحتم على جميع التربويين والمعلمين والحقوقيين والقانونيين ومؤسسات المجتمع المدني وغرفة تجارة البحرين وأولياء الأمور، القيام بمراجعة شاملة للعملية التربوية والتعليمية في البلاد والمشاركة الفعالة في إنقاذ التعليم قبل فوات الأوان.

ولا شك أن حجم المأساة التربوية والتعليمية كبير جداً، لكن ثقة أبناء الوطن بقدراتهم وإمكانياتهم وطاقاتهم الوطنية المتخصصة ليس لها حدود، جعلهم يعتقدون أنهم لن يقصروا في القيام بواجبهم الوطني تجاه التعليم وإظهار حقيقته المرة بكل شفافية، وجعلهم متيقنين أنهم سيفكرون في مستقبل الأجيال أكثر من تفكيرهم في مصالح الأفراد الآنية. ننتظر البدء في تنفيذ خطوات وطنية جادة حقيقية لإعادة التعليم إلى مواقعه الريادية، وكما يقال إن الاعتراف بالخطأ فضيلة والعمل الوطني الجاد على إزالة آثاره وتداعياته النفسية بداية الإصلاح، وقول بلا فعل لا قيمة له في النواميس الإنسانية والأخلاقية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:16 ص

      وليش

      لماذا هذه الطائفية والعنصرية في الموضوع وكذلك الردود الجاهزة .......

    • زائر 11 | 2:56 ص

      اعلم ايها الوزير

      ايها الوزير الظلم ظلمات اعلم ايها الوزير انك ستحاسب يوم القيامه على كل انتقاص بحق اي موظف مغلوب على امره كان ضحية للقمع المكارثي ولن يفيدك استعانتك بالاجانب وترقية من كان من طائفتك وابعاد البحارنه واعلم ان جميع المدرسين البحارنه راح يتقاعدون بعدين راح يجي الليوم اللي تترجاهم يرجعون للتدريس لان الوضع راح يصير وضع ماساوي وستتدنى نسبة النجاح حيث سيكون مصيرك الندم بعد فوات الاوان

    • زائر 13 زائر 11 | 3:27 ص

      بدون مبالغة

      انا إدارية في مدرسة إعدادية وفي بداية كل عام دراسي يتصل أولياء الأمور ويطلبون من الإدارة من وضع بناتهم في الصفوف آلتي تدرسها س و ص وع من المعلمات خاصة في المواد الرئيسية وكلهن من الطائفة المظلومة لأنهم على ثقة أن بناتهم في أيدي أمينة من حيث التدريس والمعاملة بالعدل مفضلين هؤلاء المعلمات على من هم من طائفتهم لمعرفتهم بسوء الاداء والإهمال وكثرة الغياب والتسيب

    • زائر 10 | 2:30 ص

      المعلمين يهربون!

      نرى الكفاءات تتقاعد تقاعد مبكر من أجل الهروب من الطائفية والتمييز والضغط الذين يعاملون به
      و رغم وجود الكفاءات إلا أنهم لا يحصلون على "كلمة" تقدير واحدة بل لا يقابلون إلا بالاضطهاد و التمييز
      ولا نغفل عن توظيف المعلمات المجنسات والمعلمين المجنسين من أجل جس نبض الكادر التعليمي في الامور السياسية
      و"التشويش" وخلق الفتن في ربوع الادارة المدرسية
      في الوقت الذي يتقاعد فيه المدرسون
      و يفصل فيه طلبة كلية المعلمين المتفوقين
      وزارة لا تقبل الا بإبعاد الكفاءات و تدميرها

    • زائر 12 زائر 10 | 2:59 ص

      ايام الأزمة

      عشنا فترة رهيبة بسبب وجود مجموعة من المعلمات كن يقمن بنقل ما يدور من حديث بين المعلمات والوشاية بهن على الرغم ان أحاديثهن عادية تخص المنزل والأولاد والدروس وهناك من تم ترقيتهن مقابل هذه الخدمة وما خفي أعظم اين الثقة يا وزارة التربية أهكذا تعامل المعلمات ليس لذنب سوى انتمائهن لطائفة غير محببة لكم حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 9 | 1:43 ص

      القادم ادهى وأمر

      من يطلع على سير العمل داخل اروقة الوزارة يدرك حجم المصيبة. غالبية الموظفين اذا لم يكن جميعهم من لون واحد. الاخوة العرب تغلغلوا في مناصب ووظائف ادارية ومناصب عليا عدا عن وظائف التدريس, استمرار الوزارة والوزير في هذا النهج هو اصرار على دفع التعليم ومستقبل البحرين نحو الهاوية. الضرر لن يكون على طائفة وتحدة فقط فالتعليم هو مستقبل الاجيال القادمة بكافة طوائفها واذا لم يدرك الجميع حجم الماساة ومدى صعوبة القادم.. اتوقع ان تقع الكارثة في المدى القريب

    • زائر 8 | 1:05 ص

      قال تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون)

      هكذا وصّفّهم الخالق عزّ وجل فهل سيكون هؤلاء مختلفين عن غيرهم؟

    • زائر 6 | 12:32 ص

      الكفاءات تهرب

      لي زميلة من أكفأ المعلمات في المدرسة وكنت اسميها دينامو المدرسة لنشاطها ومهارتها وإخلاصها في العمل حتى بعد الدوام وفي أيام العطل تذهب للمدرسة وتعمل بلا مقابل وهي لم تتعد الخمسة عشر عاما في سنوات خدمتها وفجأة اتخذت قرار التقاعد المبكر جدا بشراء خمس سنوات وكانت الأسباب أنها لا تحصل على التقدير المناسب لعملها في الوقت الذي يكافأ فيه المتردية والنطيحة وقالت اشتري صحتي وعافيتي قبل فوات الأوان

    • زائر 5 | 12:22 ص

      وزارة الطائفية والتمييز

      نصيحة لهذه الوزارة بتغيير مسماها إلى وزارة الطائفية والتمييز وهذا واضح فيكل شئ في التعيينات والترقيات والحوافز والمناصب العليا التي يشغلها من لايملكون الكفاءة لقد انتهى العصر الذهبي للتعليم وبدأ العصر الورقي فالتعليم أصبح أوراق وملفات مكدسة وأهملت عملية التعلم فلا كفاءات الا نادرة وأصبح هم الوزارة محاربة طائفة معينة في كل حركة ومجال مما اضطر أكثرهم للتقاعد وسلام على التعليم في البحرين من بعدهم

    • زائر 4 | 11:43 م

      التعليم في البحرين مجرد وقت للتسليه يا وزير التربية

      للاسف مع احترامي لك استاذ التعليم في البحرين فاشل من جميع الجوانب وانتشار الفساد والفتن والطائفيه في المدراس

    • زائر 3 | 11:04 م

      ليت الوزارة تتعظ

      اكثر مايؤسفني رؤية المساكين الطلبة المفصولين من كلية المعلمين الذين حوكموا وفصلوا و حرموا من أبسط الحقوق وهم لا زالوا شباب لم يعوا للدنيا بعد
      بل و تتبجح الوزارة بمطاردتهم بالقضايا والغرامات التي تفوق العشرة آلاف دينار بحريني بدلا من ارجاعهم لمقاعد الدراسة وفقا لشروط العقد المبرم بينها وبينهم
      لقد فاض المدرسون والطلبة من افعال الوزارة
      ولا نعرف متى تتعظ
      وتنقذ التعليم و تنقذ الوطن بإنقاذه

    • زائر 7 زائر 3 | 12:47 ص

      الدنيا دوارة والجزاء من جنس العمل

      من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يمهل ولا يهمل وهذه رحمة منه للمخطئ عله يتراجع عن الخطأ وليعلم كل مر تسبب في فصل هؤلاء الطلبة لن يكون بمنأى عن العقاب طال الزمن أو قصر فالله عادل في حكمه ودائما مع المظلوم والجزاء من جنس العمل وكلمة أقولها لمن في هذه الوزارة اتقوا الله في عباد الله ولا تظنوا أن الدنيا ستضحك لكم دائما فدعوة المظلوم ليس بينها وبين السماء حجاب وخذوا العبرة من غيركم ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

    • زائر 2 | 10:44 م

      التعليم في انحدار و تهاوي اسأل شركاء المدرسة في المجتمع

      تهاوي التعليم اسبابه واضحة حيث القيادات بدء من الوزير و نزولا بالوكلاء و مدراء المديريات و مدراء المدارس ومساعديهم و حتى الموجهين و الاخصائيين يعانون من فقر كفاءة بسبب معيار الطائفية في الاختيار و مكافاءة الخدمات الجليلة التي ليس لها طابع تربوي التي يقوم بها المعين في مركز قيادي في الوزارات و جر معها اختيار سيء للمعلمين من الخارج ت . توجد بالطبع كفاءات ولكن قليلة جدا وليست ذات تأثير

    • زائر 1 | 10:37 م

      بعد خراب البصرة

      التعليم في البحرين في انحدار كبير للأسفل بسبب سياسة التمييز الطائفي والضحايا هم الطلبة ًفالكفاءات المتميزة بدأت تغادر هذه الوزارة بعد أن شعروا أن المتسيبين وضعيفي الأداء هم من يحصلون على الإمتيازات والحوافز وبعدما امتلأت المدارس بكل من هب ودب وفي السابق كان المعلمون والمعلمات البحرينيون يستمرون في مسيرتهم التعليميمة لسنوات طويلة أما الآن فبدأوا يهربون من هذا الجحيم بأقل عدد من السنوات جحيم التمييز الطائفي في الترقيات والحوافز والمعاملة اليومية والله يذكرك بالخير يا دكتور علي فخرو

اقرأ ايضاً