العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ

عضو كبار علماء الأزهر: مناخ مصر صفا من جيوب الإرهاب

صدام الحضارات يتعارض مع ثقافة الإسلام

الشيخ أحمد هاشم (أقصى اليمين) يلقي كلمته في إحدى الجلسات أمس
الشيخ أحمد هاشم (أقصى اليمين) يلقي كلمته في إحدى الجلسات أمس

أكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية في جهورية مصر العربية أحمد عمر هاشم أن «الإسلام بريء من الإرهاب بل هو ضده»، وتابع «نحن نعلن براءتنا من الإرهاب وجهادنا ضد الإرهاب، ونحاوره في أكبر الندوات واللقاءات من أجل تصفية جيوبه حتى صفا مناخ مصر منه».

وبيّن هاشم في ورقته التي استعرضها في جلسات حوار الحضارات يوم أمس الثلثاء (6 مايو/ ايار 2014) بفندق الخليج تحت عنوان «التطرف الفكري وأثره في تنامي ظاهرة العنف وصدام الحضارات» أن «للفكر المتطرف أثره في تنامي ظاهرة العنف، لأن أصحاب هذا الفكر أغلقوا على أنفسهم منافذ المعرفة وتمسكوا بما أملي عليهم من أفكار، وظنوا – ظلماً وجهلا – أنهم وحدهم على الحق وأن جميع من ليس على فكرهم على الباطل بل وصل الأمر إلى تكفير الغير وإلى استباحة دمائهم»، وأوضح أن «الإسلام ليس بدين إرهاب بل إن الإسلام ضد الإرهاب، وإن الإسلام يقاوم الإرهاب، وإن المسلمين قاطبة لا يرضون الإرهاب في أي وطن كان، في مصر أو في أي بلد أجنبي، لا يرضى المسلمون الإرهاب بحال من الأحوال، إنهم يدينونه في كل موقع وفي كل مكان، ولا يقبلونه بحال من الأحوال».

واستدرك هاشم «لكن يجب على المجتمع الدولي أن يفرق بين ظواهر العدوان والإرهاب التي تمثل عدواناً ظالماً على النفس الإنسانية وعلى الأموال وعلى الأعراض، وبين قوم يجاهدون ويدافعون عن أنفسهم وعرضهم وأرضهم ومقدساتهم، فإخواننا في القدس الشريف يدافعون عن أرضهم بين شعب اجتث من جذوره واقتلع من أرضه، وأصبحوا لاجئين، ويزرع في أرضهم مستوطنات غريبة»، وواصل «أفئن كافح هذا الشعب ليأخذ حقوقه وليأخذ حقه على الأرض وعلى ظهر هذه الحياة، أفئن كافح من اجل أن يدفع الظلم والعدوان، يسمى هذا إرهاباً؟! لا، يجب أن نفرق بين هذا الذي يدافع عن أرضه وعرضه، وبين المعتدي الذي يظلم الآمنين ويروع المدنيين، ويضرب كل مصالح الناس أياً كان هؤلاء الناس».

وأضاف هاشم «إننا ونحن نعادي الإرهاب يجب أن نوضح حقيقة يجب ألا تغيب عن الأذهان، أن المجاهدين في كل الأقليات الإسلامية في البوسنة وفي الهرسك وفي فلسطين ليسوا إرهابيين، لأنهم يدافعون عن دينهم وأرضهم التي أخرجوا منها بغير حق»، وواصل «العجوز الشمطاء التي تتداعى تحت أسقف، والرجل الكبير الذي ترك موطنه، والطفل الذي يضرب عياناً في وضح النهار، وهو لم يحمل سلاحاً – هؤلاء جميعاً يستصرخون الضمير الديني في كل قلب على ظهر الأرض».

ولفت هاشم إلى أن «الصواب ألا نأخذ بجريرة أفراد قلة دولة برمتها أو دولاً، بل يجب على الأمة برمتها وعلى النظام الدولي أن يكون على وعي بهذا، وأن يكون مدركاً أن ديننا الإسلام لا يمكن أن يقبل الإرهاب أبداً، ونحن نعلن براءتنا من الإرهاب وجهادنا ضد الإرهاب، ونحاوره في أكبر الندوات واللقاءات من أجل تصفية جيوبه حتى صفا مناخ مصر منه وندعو الله أن يصفى العالم من الإرهاب بكل أشكاله إنه لسميع قريب»، مؤكدا أن «الإرهاب من أبشع الجرائم التي تهدر حق المجتمعات في الأمن والاستقرار، وتهدر حق النفس، ولذلك كان الوعيد الشديد لمن يعتدي على النفس الإنسانية في الحياة».

وذكر عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن «القتل من اكبر الكبائر وأشد الجرائم على الناس، إنها جريمة إذا ظهرت في مجتمع أو تفشت في بيئة نشرت الرعب والفزع، وقضت على الأمن والاستقرار، وأشاعت البغضاء، وقضت على الروابط الإنسانية، ورملت النساء ويتمت الأطفال»، وأشار إلى أن «للفكر المتطرف أثره في صدام الحضارات للجهل بحقائق الإسلام الذي يدعو إلى الإسلام وإلى التعايش السلمي بين سائر شعوب الأرض، وبين جميع الحضارات، بحيث تحيا الشعوب في أمن وسلام، وبحيث لا تقوم الحروب بين الدول والشعوب فالبشرية جمعاء تنتمي إلى أصل واحد وأب واحد وأم واحدة، فلا يصح عدوان من دولة على أخرى، بل على الجميع أن يتعاونوا».

ونوه إلى أنه «إذا كان الذين تطرفوا في فكرهم زعموا أن غيرهم عدوهم فهم بهذا مخطئون وآثمون والحضارات واجبها التعاون وليس الصدام وإن ما يحدث من عداوات إنما هو نتيجة التطرف الفكري والجهل بحقائق الرسالات السماوية التي تدعو للسلام»، وأوضح أن «الساحة الدولية تشهد بين فترة وأخرى نظريات تعلن إفلاسها من حين إطلاقها، لأنها دعاوي تحمل بين طياتها الشر والتحريش بالمجتمعات وسوء النوايا «.

وتساءل هاشم «كم من نظريات طائشة ترنحت في دنيا الناس؟، وانتهت كما تنتهي الزوابع بعد أن تثير في المناخ آثارها السيئة، ومن بين هذه النظريات التي أطلقت نظرية صدام الحضارات، التي لا أثر لها، لا مضمون لها، ولا أساسا لها في الإسلام، الذي حملت ثقافته وحضارته السلام إلى عالم البشر، والطمأنينة والأمن إلى دنيا الناس، لأنها ثقافة مستمدة من الوحي».

العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:02 ص

      اعمالكم

      اعمالكم ايها المصريين وصلتكم لدمار بلادكم

    • زائر 1 | 12:21 ص

      حيرة

      والله نحن في حيرة من امر هؤلاء
      الذي يقتل وهو ساجد هذا ارهابي
      الذي يقتل وهو صائم هذا ارهابي
      اتقوا الله ايها العلماء ولماذا هذا التلون ؟

اقرأ ايضاً