العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ

ما بعد حوار الأديان والحضارات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الآن وقد اختتمت جلسات مؤتمر حوار الأديان والحضارات، بعد ثلاثة أيام من المداولات والمناقشات والأطروحات وتبادل النظريات، أما آن للمنامة أن تعود لتحاور نفسها وتنفتح على ذاتها؟

لقد نجحنا في جمع هذا العدد الكبير من مشايخ وقساوسة ورهبان الأديان السماوية والأرضية، من شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، ألم يحن الوقت لنطلق حواراً وطنياً حقيقياً جدياً منتجاً مثمراً، ذا معنى، يعيد الحق إلى نصابه، ويعيد الاعتبار لقيم المواطنة والمساواة والأخوة الإنسانية، بعد ثلاث سنوات من سياسات بثّ الكراهية والتحريض والتخوين والتشكيك في الدين والنسب والأصل والفصل؟

لقد نجحنا في جذب أنظار وسائل الإعلام العالمية، والفضائيات الكبرى، العربية والأجنبية، في تغطية وقائع مؤتمر حوار الأديان والحضارات، ونجحنا في إلقاء الأضواء اللازمة على ضرورة إشاعة روح المحبة والتسامح بين نبي البشر. وهو ما يشجعنا على الدعوة للاستفادة من كل تلك الدروس والمبادئ الجميلة، والانتقال إلى مرحلة التطبيق والتنفيذ.

لقد حان الوقت للدخول في حوار بحريني حقيقي، منتج، له معنى، وحسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «له مغزى»، لنثبت أننا استفدنا فعلاً من كل ما سمعناه من محاضرات ومداخلات، ومناقشات ومداولات.

لقد كنا بحاجةٍ فعلاً لمثل هذا المؤتمر الكبير، ليمهّد أمامنا الطريق اللاحب لإطلاق الحوار الداخلي الموعود، والمعطَّل منذ ثلاث سنوات عجاف، خصوصاً أن أمامنا الكثير الكثير من الملفات المعلقة والمشكلات العالقة. وكلها يحتاج إلى جديةٍ وصدق، والابتعاد عن المماطلة، وسياسة اللف والدوران، وإضاعة الوقت.

وإذا كان من الصعب المستصعب في هذه اللحظة التاريخية، إطلاق مثل هذا الحوار الوطني الصادق والحقيقي والذي له معنى، فلنبدأ بإجراءات أصغر وخطوات أقصر. وليكن أولها، على سبيل المثال، توفير حمايةٍ لأقدم مسجدٍ تاريخي في أرض أوال، يضم رفات الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي، والذي يعود إلى سبعينيات القرن الهجري الأول. هذا المسجد التاريخي العريق تعرّض –كما يعرف الجميع- إلى عمليات تخريبٍ متكرّرة على أيدي أشخاصٍ يفتقرون إلى الذائقة الإسلامية والفكر التسامحي الرشيد. ورغم وعود وزارة العدل بإعادة ترميمه وصيانته قبل عدة سنوات، إلا أنها لم تنفّذ وعدها، واستضافة مؤتمر الأديان فرصةٌ طيّبةٌ لإثبات التسامح والتعايش وسياسة العيش المشترك.

خطوةٌ أخرى تصب في ذات الاتجاه، الإقدام دون تأخيرٍ، على إعادة بناء بقية المساجد الإسلامية التي هدمتها وزارة البلديات بمباركة وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، في مارس 2011، حين تصاعدت حدّة الخلافات السياسية. وهي قضيةٌ أثارت الكثير من الدهشة والاستغراب على المستوى العالمي، باعتبارها حدثاً غريباً على مستوى العالم الإسلامي أجمع. وهو ما دفع رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك حسين أوباما، (وهو له عرقٌ إسلاميٌ وإن كان رقيقاً) إلى استنكارها على منبر الأمم المتحدة، في العام 2012. وعقد مثل هذا المؤتمر العالمي في المنامة حريٌّ بأن يدفع إلى لململة هذا الملف وحلّه على وجه السرعة، دون مماطلةٍ أو تسويف. فلم تعد المبررات الواهية التي سِيقت بشأن هدمها مقنعةً لأحد، مسلماً كان أو مسيحياً، بوذياً أو كونفوشيوسياً.

لقد اختتم مؤتمر الحضارات وتعايش الأديان... وآن الأوان لانطلاق مؤتمر تعالج فيه البحرين قضاياها، وتبحث عن حلولٍ لمشاكلها، لتخرج من أزمتها، لتثبت بصدقٍ للجميع، أنها أرض التسامح والأخوة والتعايش والسلام... والسلام عليكم ورحمة الله.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 9:19 ص

      من المحرق

      وهل الطرف المعارض يقبل للحوار قبل اطلاق هذا الكلام والكثير من المساعي والحوارات عقدت ولكن جماعتكم ينسحبون ويريدون حوار مشروط مفصل عند ترزية المرجعية و مفصل علي مقاس الحوزة ارجو ان تكون واقعي وتطرح مشكلة من يعطل الحوار ولا يريد ان يعقد وبمشاركة جميع الاطراف لا مشروط بأن تكونون انتم والحكومة لان هناك طرف له راي يجب ان يسمع والا لن يكون هناك حوار جدي واشك بأنكم تريدون حوار لان كل ما يكتب هو كلام نريد ونطلب ووقت الصج تضعون العراقيل وان لم تنفذ تنسحبون.

    • زائر 21 | 7:28 ص

      الكذب

      الكذب يكشف الحقيقة

    • زائر 20 | 5:31 ص

      والله المستعان

      أي حورا يا أستاذي الفاضل الحكومة تعرف أين الحل ولكن لا تريد ولو أنها تريد الحل لعرفت الطريق إليه غلا أنها تراهن على الوقت لبث الكراهية لطائفة معينة عبر تهميشها من أبسط حقوققها كلمسكن والوظيفه أحبتي أصبح جليا أن الدولة أن تفرض هيمنتها بالقوة وعبر زج أكبر عددد من ...وتقوية نفوذهم وإعطائهم كل المزايا والله المستعان

    • زائر 19 | 4:34 ص

      مثل ما قال الشاعر الشعبي

      عندي دوا الناس ما عندي دوا روحي.
      حلوا مشاكلكم مع شعبكم وأوقفوا الظلم والتمييز بعدين تكلموا عن تعايش الاديان والحضارات

    • زائر 16 | 2:56 ص

      احنا نريد مؤتمر

      حول اثبات من هو الشعب الاصلي لهذا البلد لان الاقرار بمن هو الاصل يترتب عليه اشياء كثيره لان من غير المعقول ان يقوم من استوطن هذه الارض باضطهاد سكان البلد الاصلين وهدم مساجدهم ومقابرهم كي يمحي كل اثر لهم ويدعي انه صاحب هذه الارض ومن لم يعجبه سوف تسحب جنسيته ويهجر والاتيان بمواطنين جدد من كل اصقاع الارض

    • زائر 15 | 2:24 ص

      يا بو هاشم

      هذا الحوار كان مثل ( فقرة اعلانية ) في تلفزيون يبث طوال برامجه اخبار وتقارير وبين فترة واخرى دعاية او اعلان ، ونحن استمتعنا بهذه الفقرة ( حوار الحضارات ) الأعلانية وانتهت . والا هل هناك عاقل بيته تعمه الفوضى والخراب ويسعى لبناء بيت جاره ويجهد في صرف امواله عليه ؟؟؟ ماذا سيقول له اولاده واهل بيته واهل منطقته ( من يريد اصلاح الناس عليه اصلاح نفسه اولا ) ليكون القدوة الحسنة .

    • زائر 14 | 1:19 ص

      مابعد حوار .....

      لو عقد هنا مائة حوار بمائة مسمى فلن يغير ذلك من الواقع المرير لأن الحملة المستعرة ضد الفئة الكبرى في الوطن مستمرة وأقترح عقد حوار الكراهية والطائفية ويدعى لهذا الحوار مجموعة كبيرة من رواد الفتنة أولها الكتاتيب مدفوعي الأجر ومذيعي الغفلة والتهريج ومراسلي البواليع والأنفاق وأشباه رجال الدين السبابين والشتامين وكذلك يدعى المحرضين على قطع الأرزاق والتمييز ساعتها سيكون حوارا ناجحا بمعنى الكلمة ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )

    • زائر 13 | 1:14 ص

      تعسا للعبيد

      ألم تسأم من طلبتك لحوار ذا مغزى؟ ممن تريده؟
      أقبح مافي هذه الحياة رعونة العبيد لو وطأت رؤوسهم ألف ومزقت أجسادهم لن تستطيع خدش سليقة العبيد الذابة في شرايينهم!
      ألا بئسا وترحا لهم

    • زائر 12 | 1:12 ص

      سؤال

      بشأن ضريح الصحابي أو التابعي الجليل " صعصعة ابن صوحان " ، فمن المعلوم من يروج للحقد والكراهية حتى بشأن الأموات ونبش قبورهم، فلماذا يصلي هؤلاء في مسجد النبي الأكرم وفيه قبره الشريف ؟

    • زائر 11 | 1:10 ص

      حوارات أخرى على ظهور السياسيين

      أي حوار وأي هرار ؟ هل حواركم لا يدري عن حوار الجلادين بسياطهم على المعارضين السياسيين؟ ان كنتم لا تدرون عن تلك الحوارات في الزنازين فذلك قصور فيكم وإن كنتم تدرون عن تلك الحوارات وحضرتم ولم تتكلموا كلمة حقّ فمصيبتكم في دينكم اعظم

    • زائر 9 | 12:52 ص

      بأسم القانون

      في البحرين كرامة الانسان مهانة فكيف بمذهبة وعقائدة

    • زائر 7 | 12:36 ص

      العزيز

      والله العرب وبالذات الخليجين أناس تأصل فيهم الإيثار بحيث تضحي بشأنها الداخلي ولا تلتفت له لتحل مشاكل الحضارات العريقة والمتعايشة مع بعضها . صدق لين قالوا عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب . ماذا بعد المؤتمر ؟

    • زائر 6 | 12:24 ص

      عذراي تسقي البعيد وتخلي القريب

      حكومة البحرين يهمها فقط سماع كلام الإطراء والمديح
      وليذهب الشعب للجحيم ومن باجر نستورد شعب جديد

    • زائر 5 | 11:06 م

      تحرير فلسطين اول ثم مشاكلنا الداخلية

      ما صدقنة نسينه شوي رجعت تذكرنه بأحوالنه و مشاكلنا.
      لن يهدأ لنا بال قبل تحرير فلسطين و يعم السلام سوريا و العراق و ليبيا و يرجع السياح الى مصر و تونس.
      بعدها نلتفت الى مشاكلنا

    • زائر 4 | 11:04 م

      الزيدة شنو الحين

      إللي أبي أعرفه وش استفدنا من حوار الحضارات ؟ ماذا استفاد المواطن من هذا المؤتمر ؟ ناس جت وناس راحت وكلام في كلام ، طيب شنو النتيجة ؟ البهرجة الإعلامية التي صاحبت الحوار ماذا لو طبقت لحوار جاد في البحرين يحل أزمتها ؟ ألم يكن من الأفضل الالتفات إلى قضيتة البحرين ومشاكلها وحلها بدل التوجه إلى حل مشكلة الآديان والحضارات ؟ كما جاءوا ذهبوا ولم ولن يطبق شيئ من كل ما قيل وما سمعه المسئولون في البحرين ، أفيقوا يا معنيين بالأمر لا فائدة ترجى من حوارات خارجية مادام المواطن مكمم فاه ليس له حق قول كلمة حق .

    • زائر 8 زائر 4 | 12:49 ص

      الزبدة طمبورها

      الزبدة يا خلف جبدي ان الحكومة وبتنظيمها هذا المؤتمر تريد ان تمسح وجهها لتعطي المشاركين رسالة الى بلدانهم ان البحرين فيها من التسامح واحترام العقائد والحريات وكلة اخرطي في اخرطي يعني بالبحراني طمبورها

    • زائر 3 | 10:50 م

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      ومأجورين بختام فاتحة الأديان والحضارات
      كما عزينا أنفسنا بكسار فاتحة وعود حوار
      حوار الريموتات المخروب .(الفاتحة
      )

    • زائر 10 زائر 3 | 1:01 ص

      لماذا لا يستمع بشار إلى شعبه

      المشكلة فى أنه يسمههم و لا يستمع إليهم لهذا لا يتنحى عن الكرسي و هو يسمع صوت الشعب يسقط بشار و لكنه أخذته العزة بالإثم فأصبح كفرعون في مقالته للسحرة لا أريكم إلا ما أرى . السلطات لو أقامت مئات المؤتمرات و الندوات لتحسين الصورة و لو جلبت اّلاف الشركات التي تووّج لها فلن تحسن صورتها بمقدار ما تجريه من إصلاحات داخلية حقيقية و لو بالنزر اليسير

    • زائر 17 زائر 3 | 3:03 ص

      رد على زائر 10

      انته ليش تدخل بشار الاسد بالسالفه احنا هني بالبحرين شلك خص بسوريه يعني لو قام بشار الاسد بمحو سوريه عن بكره ابيها راح تسوون مثله هني بالبحرين بعدين بشار وانا اتابع تلفزيونهم الرسمي لم يخون احد بالعكس تتم المصالحات مع السوريين فقط وماله شغل مع المقاتلين الاجانب مفيه تلفزيون بلعالم سوى مثل تلفزيون العين العورة زائر 10 فتح مخك شوي واترك عنك الافكار الداعشيه ولا تاكل جبن وايد ترى مخك راح يجيم انت نفس ذيلا تتناقش واياه في موضوع راسا يوجه لك سؤال شرايك في ابوبكر وعمر

    • زائر 18 زائر 3 | 4:12 ص

      زائر 17

      إنما هو بصيغة إيك أعني و اسمعي ياجارة فبعض الرأساء يقول لغيره إستمع إلى ما يقول شعبك و لكنه شخصياً لا يستمع إلى ما يقوله شعبه. غل سمعت بقول الشاعر تغريضاً بأحدهم:
      وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق اللسان يقول ما لا يفعل

    • زائر 2 | 10:33 م

      فله

      الموتورون في حمله أعلاميه تصحيحيه لتلميع الصوره المشوهه أصلآ أنتهجو من العلاقات العامه والمحاضرات الدوليه منبر للتصحيح فالأولى من الجلوس مع أبناء بلدهم علي طاوله واحده مستديره يديروها بأنفسهم والسلام

اقرأ ايضاً