العدد 4263 - الجمعة 09 مايو 2014م الموافق 10 رجب 1435هـ

«البلدي الشمالي»: سرقة قطعة تاريخية من معبد باربار... و3 مواقع أثرية غير مسجلة

لقاء ثانٍ قريباً يجمع المجلس بوزارة الثقافة لبحث حماية الآثار المعرضة للاندثار

قطع أثرية في معبد باربار عرضة للسرقة-تصوير عقيل الفردان
قطع أثرية في معبد باربار عرضة للسرقة-تصوير عقيل الفردان

أفصح مجلس بلدي المنطقة الشمالية عن «سرقة قطعة تاريخية عمرها يمتد إلى قرون من معبد باربار الأثري، بمقابل وجود قطع أخرى عرضة للعبث والسرقة في معابد سار والدراز وكذلك باربار».

وذكر المجلس أن «3 مواقع تاريخية وأثرية تقع في المنطقة الشمالية غير مسجلة رسميّاً لدى وزارة الثقافة، وقد شارفت على الاندثار والتدمير بسبب المد العمراني والسكاني إليها وعدم حمايتها، وذلك على رغم مرور عقود على عمرها».

وأكد المجلس البلدي مجدداً أن «المكتبة العلوية، وكذلك عين ومسجد «أبوزيدان» التاريخيين بغرب البلاد القديم (خلف سوق الخميس قديماً)، مازالت عرضة للاندثار من دون أي حماية على رغم المناشدات السابقة، ووكراً لمتعاطي المخدرات والخمور، لعدم وجود باب يحميها أثناء الليل، حيث تعرضت إحدى زواياها لعملية حرق، كما نمت الأشجار فيها بكثافة، وانتشرت الأوساخ الملقاة من قطع كارتونية، وبقايا علب وزجاج وغيرها حتى أصبحت مكبّاً للنفايات، كما أهمل المسجد الملاصق للعين وبقي من دون أية عناية من قبل الجهات المعنية، فباتت الأشجار تحيط به من جميع الجهات إلى درجة أنها أخفت معالمه، كما أن الأوساخ والمخلفات تملأه».

وأعلن المجلس اجتماع مرتقب يجمعه مع وزارة الثقافة حيال هذا الشأن، وهو اللقاء الثاني من نوعه خلال عام من أجل حماية المواقع التراثية والأثرية من الاندثار.

وقال عضو مجلس بلدي المنطقة الشمالية عن الدائرة الثالثة عبدالغني عبدالعزيز: «سُرقت آثار من معبد باربار منذ العام 2007 نتيجة عدم الاهتمام، وقد علمت الجهات الرسمية المعنية بهذا الشأن، إلا أنه لا توجد أية ردة فعل إزاء هذا الأمر، ولم نسمع قط عن حملة أو إجراءات لاسترجاع هذه القطعة التي لولا فحواها وقيمتها لما سرقت أصلاً».

وأضاف العضو البلدي أن «مواقع أثرية وتاريخية تحمل قيمة معلوماتية تعكس تاريخ هذه البلاد يجب ألا يقتصر الاهتمام بها على التسوير والإبقاء عليها كما هي، ولا نجد أنه من المبالغة تطويرها وتوفير حراسة عليها وجعلها تفاعلية، بحيث يقصدها الزوار باستمرار، كما حدث لقلعة البحرين وغيرها»، مؤكداً أن «المواطنين يلتمسون أن هناك تقصُّداً لإهمال بعض المواقع التاريخية التي تقع في نطاق قراهم، وإلا فإن هناك مواقع طورتها وزارة الثقافة، وأخرى اهتمت بها، وهي لا تتضمن مداً تاريخياً ولا تراثياً، إلا لأنها في مناطق محددة، ويؤسفنا أننا بدأنا نتحدث من هذا المنطلق، إلا أنه واقع نعيشه».

وتابع عبدالعزيز: «80 في المئة من المواقع التاريخية والأثرية الموجودة في البحرين تقع في نطاق المحافظة الشمالية، وللأسف أن الجهد والدور الرسمي في هذا الجانب لا يتعدى تسوير المواقع، أو وضع بعض اللوحات الإرشادية عليها»، مستدركاً أن «هناك إهمالاً واضحاً للمواقع التاريخية والأثرية، والتي تعكس ماضي البحرين المتجذر منذ عقود، ولو تم الاهتمام بها وإحياؤها كما حدث فعلاً لقلعة البحرين في كرباباد والتي أصبحت معلماً سياحياً يقصده المواطنون والمقيمون قبل السواحل، لباتت البحرين في مقدمة الدول ذات المعالم التاريخية والأُثرية المدونة في السجلات المخصصة، لكن للأسف أن المشروعات تنفذ بحسب أهواء ورغبات بعض المسئولين، لا الحاجة الملحة للحفاظ على كل المواقع».

وأسهب العضو البلدي: «أحياناً نلمس الإهمال المتعمد إزاء بعض المواقع التراثية والتاريخية؛ لأنها تقع في مناطق لا ترغب الجهات المعنية بتطوير بعض المعالم فيها، والكل يعرف خلفية هذا الموضوع وتفاصيله، ولا أرغب في الحديث مطولاً في هذا الأمر، لأنه بطبيعة الحال سأُتهم بأنني أعزز هذا المفهوم، وأخلق واقعاً غير موجود على رغم حدوثه على أرض الواقع، وبالتالي لا نستطيع في أي حال من الأحوال إثبات سوء أو حسن النوايا»، بحسب قوله، مستدركاً أن «موازنات ضخمة تصرفها وزارة الثقافة في تنظيم فعالية معنية بالثقافة وغيرها، وتتمثل في جلب فرق موسيقية وثقافية من بلدان أجنبية لتقديم عروض محلية، في حين أنه لو توجه هذه الموازنات لتطوير المعالم الأثرية والتاريخية المحلية، وخصوصاً أنها قريبة من المواقع السكانية وفي قلب البحرين، لأصبحت معمورة وبارزة إعلامياً وعلمياً بسبب ارتفاع عدد الزوار لها».

وأفاد عبدالعزيز بأنه «من دون مبالغة، إن عدداً كبيراً من المواقع التراثية والأثرية الواقعة في المنطقة الشمالية شارفت على الاندثار والمسح بالكامل، وهي إما بفعل المد العمراني الذي اقترب منها كثيراً ولم يدع لها مجالاً لحماية نفسها بنفسها على الأقل، أو بسبب الإهمال وعدم الرعاية الرسمية، وهو السبب الأبرز»، مشيراً إلى أنه «لماذا عكف قطاع الآثار والتراث على التنقيب والحفر وتسوير المواقع التاريخية، في حين أنه سيبقيها مفتوحة وعِرضة للعبث والسرقة؟، فقد كان الأحرى أن يبقيها على ما هي عليه أفضل». وبحسب المجلس البلدي الشمالي الذي أعد تقريراً عن المواقع الأثرية والتراثية في المنطقة الشمالية: يوجد 26 موقعاً أثرياً في المحافظة الشمالية.

العدد 4263 - الجمعة 09 مايو 2014م الموافق 10 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً