العدد 4267 - الثلثاء 13 مايو 2014م الموافق 14 رجب 1435هـ

هل سيتحمل وزير الصحة تبعات دم العبار؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليوم هو الأربعاء (14 مايو/ أيار 2014) يمر على جثمان الشاب عبدالعزيز العبار 27 يوماً من وفاته في مستشفى السلمانية الطبي، و81 يوماً من إصابته بطلق ناري من قبل قوات الأمن وبشكل مباشر في الرأس.

توفي الشاب العبار (27 عاماً) فجر الجمعة (18 أبريل/ نيسان 2014)، متأثراً بجراحه الموثقة نتيجة إصابة مباشرة بقنبلة غاز مسيل للدموع، وكذلك شظايا سلاح الشوزن.

وزارة الصحة أعلنت في التاسع من مايو/ أيار 2014 في بيان رسمي أن «المتوفى عبدالعزيز موسى العبار، أُدخل مجمع السلمانية الطبي بتاريخ 23 فبراير/ شباط 2014، وأمضى فيه 55 يوماً حتى وافته المنية، إثر هبوط في الدورة الدموية»، وتضمنت شهادة الوفاة، التي أصدرت له، أن سبب الوفاة «توقف في الدورة الدموية».

الإعلان السابق لوزارة الصحة يمثل «فضيحة» «مهنية» و«أخلاقية»، وهروباً من تحمل المسئولية، وعملية تستر على جريمة إنسانية، تنافي معتقداتنا الدينية.

وزارة الصحة في بيانها السابق، لم تذكر أبداً السبب الذي أدخل بسببه العبار إلى المستشفى، ولا الإصابات التي تعرض لها، ولا أي شيء آخر، سوى «توقف الدورة الدموية»، حتى أنها فضلت الهروب مما ذكره الطبيب الشرعي في شهادة الوفاة، من أن الوفاة بسبب «تلف في الدماغ»، في تناقض كبير وصريح بين ما ذكره الطبيب الشرعي في شهادة الوفاة، وما ذكرته وزارة الصحة في بيانها الأخير.

في كلا الحالتين، سواء توفي العبار بـ«تلف في الدماغ» أو «توقف الدورة الدموية»، فإن عائلته ترفض ذلك صراحة، لأنها مؤمنة بأن ابنها تعرّض لقذيفة نارية من قبل قوات الأمن.

هل وزارة الصحة عاجزة عن ذكر أسباب دخول العبار للمستشفى، ونوع إصابته، والأسباب الحقيقية التي أدت لوفاته؟ وهل الوزارة معنية بـ«التستر» على هذه الحقائق، خصوصاً أنها فور وصول العبار إلى قسم طوارئ السلمانية في 23 فبراير الماضي، قامت بدورها بالاتصال بالأجهزة الأمنية، كما هو مفروض عليها لإخبارهم بوجود «مصاب»، وبدورها قامت وزارة الداخلية بالإعلان في الوقت ذاته عبر حسابها بـ «تويتر»، عن «تلقي غرفة العمليات الرئيسية بلاغاً من مستشفى السلمانية مفاده إحضار شخص من قبل ذويه مصاباً في وجهه، وتم نقله من منطقة سار التي شهدت أعمال شغب وتخريب»، مؤكدةً وكالعادة، أن «الجهات المختصة تباشر إجراءاتها».

إعلان وزارة الداخلية، وثق أولاً دخول العبار إلى قسم طوارئ السلمانية مصاباً في الوجه، وإثر أحداث أمنية في سار، كما وثق الإعلان أيضاً توثيق وزارة الصحة للحادثة على أنها إصابةٌ في الوجه، وهي إصابة تشكل في ذاتها «شبهة جنائية» استوجبت منها مباشرة إخطار الأجهزة الأمنية، وعملاً بقرارات سابقة.

ورغم ذلك التوثيق من قبل وزارة الداخلية، إلا أن بيان وزارة الصحة، «هرب» من ذكر الحقائق، وتحدّث عن أن العبار «أُدخل مجمع السلمانية، وأمضى فيه 55 يوماً حتى وافته المنية، إثر هبوط في الدورة الدموية»!

وزارة الصحة في بيانها تحدثت عن التزامها بنص القانون البحريني، ونحن هنا نذكّرها بنص المادة (17) مكرر من مرسوم بقانون رقم (17) لسنة 1998 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (6) لسنة 1970 بتنظيم تسجيل المواليد والوفيات، والتي تنصّ بوضوح على أنه «لا يجوز دفن جثة بغير تصريح من طبيب الصحة المختص في وزارة الصحة، وإذا وجدت علامات تدل على أن الوفاة جنائية، أو ظروف تدعو إلى الاشتباه في ذلك، فلا يؤذن بالدفن إلا بعد إبلاغ السلطة المختصة بالتحقيق، والحصول على إذن منها بالدفن، وعلى حارس المقبرة عدم السماح بدفن أية جثة إلا بعد استلامه لتصريح الدفن».

فهل بإمكان وزارة الصحة أن تخبر الرأي العام في البحرين، هل جثمان العبار لا يوجد به ما يمثل «جناية» أو «شبهة جنائية»! خصوصاً أن القانون فرض عقوبة حبس وغرامة مالية «لا تتجاوز خمسمئة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خالف حكم تلك المادة»، ولماذا لم تتحدث عن وجود «الجناية» أو حتى «الشبهة الجنائية» في بيانها؟

قلنا من قبل إن ذكر سبب الوفاة، ليس بدعةً جديدةً تطالب بها عائلة العبار، فطالما طبقتها وزارة الصحة من قبل كثيراً، وذكرتها الأجهزة الأمنية أيضاً في حوادث مشابهة. ففي الثاني من أبريل 2014 كشفت شهادة وفاة الشاب حسين شرف (21 عاماً)، الذي توفي في حريق غامض بمنطقة العكر، عن أن سبب وفاته تعود لـ «إصابات انفجارية نتج عنها كسر في الحوض ونزيف في المخ وصدمة».

في حادثة مقتل أحمد إسماعيل (أبريل 2012) رفضت عائلة الشاب تسلّم جثمانه ودفنه قبل أن يذكر بشكل واضح أن سبب الوفاة «طلق ناري»، حتى خرجت النيابة العامة في مؤتمر صحافي (6 أبريل 2012) لتؤكد أن «شهادة وفاة الشاب مذكور فيها بالفعل أن الوفاة حدثت نتيجة طلق ناري».

وزارة الصحة كانت تعلل وتذكر سبب الوفاة، سواءً كان طلقاً نارياً أو «إصابات انفجارية»، دون الاكتفاء بالإصابة الناتجة عن ذلك. فلماذا ترفض الآن ذكر سبب الإصابات التي تعرض لها عبدالعزيز العبار، والتي أدت لوفاته؟

ويبقى السؤال: هل يستطيع وزير الصحة تحمل تبعات دم العبار، ونكران الحقائق رغم وضوحها؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4267 - الثلثاء 13 مايو 2014م الموافق 14 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 2:22 م

      أستاذ هاني

      هل تعتقد أنهم لا يعرفون ما تقول... ولكنهم يطبقون قاعدة قل ما تريد ونفعل ما نشاء

    • زائر 34 | 2:22 م

      شكراً لكم

      مقال رائع.... ولكن من سيسمع... وكما يقولون عمك أصمخ

    • زائر 33 | 12:49 م

      أحسنت يا صاحب القلم الحر

      شكرا للكاتب الصحفي القدير الأستاذ هاني الفردان على مقالاته الرائعة التي طالما أوضحت لنا حقيقة الأمور ، وكشف زيف الادعاءات الباطلة

    • زائر 30 | 9:35 ص

      فضيحة

      الإعلان السابق لوزارة الصحة يمثل «فضيحة» «مهنية» و«أخلاقية»، وهروباً من تحمل المسئولية، وعملية تستر على جريمة إنسانية، تنافي معتقداتنا الدينية... أحسنت في الوصف

    • زائر 29 | 9:34 ص

      صدقت

      ماذا سيقول الوزير الان

    • زائر 36 زائر 29 | 2:23 م

      بالتاكيد بيسوي روحه ما قراء شيء

      يمكن يقول مو انا المعني

    • زائر 28 | 7:48 ص

      v

      السؤال هل سيتحمل حر نار جهنم و لا يستلم علاوة بدل نار جهنم
      هو و من فوقه

    • زائر 26 | 4:24 ص

      نعم

      نعم يتحمل تبعات دم العبار

    • زائر 21 | 2:35 ص

      اين حق هذا المواطن

      يهل تقبلون اهدار حقة يا اهل الملة والشرع والحقوق والانسانية والضمير

    • زائر 18 | 2:17 ص

      ننتظر رد الوزير

      سننتظر رد الوزير وماذا سيقول... والحساب عسير في الدنيا او الاخيرة، وتبعات الامر لا تغتفر ابداً وحملها ثقيل

    • زائر 17 | 2:16 ص

      الحقيقة ستبقى

      الحقيقة ستبقى ولن يستطيعوا دفنها... كما كشفت حقائق السابق سيفتحض امره ايضاً

    • زائر 15 | 1:58 ص

      ان الموت حق

      اكرام الميت دفنة شراح يغير التقرير هل سيعيد الحياة للميت عجبا من هكذا عقول

    • زائر 23 زائر 15 | 3:01 ص

      اكتب وصيتك من الحين

      اكتب وصيتك من الحين وقول فيها عن نفسك الين ضربك شغب بقذيفة مسيل دموع في راسك الفله وسيل دمك الخفيف وانتقلت الي الرفيق الاعلي بان يدفنونك في نفس اليوم وما تحتاج تقرير .. اوكيه بابا

    • زائر 14 | 1:45 ص

      احسنت

      احسنت ايه الكاتب الرائع... تحرجهم، ولكن لا يستحون

    • زائر 13 | 1:44 ص

      لن تسمع له حس

      مختارينه بعناية.. ولذلك لن تسمع له حساً

    • زائر 32 زائر 13 | 9:37 ص

      5

      وزير عارفين ليش جايبينه

    • زائر 12 | 1:30 ص

      الوزير ينفّذ تعليمات وهو ملام ايضا

      نحن نعرف ان الوزير ماشي حسب التعليمات التي تأتيه من فوق ولكن هذا لا يعفي الوزير من مسؤوليته ويمكنه تجنيب نفسه تحمّل هذا الوزر الكبير وحفظ ماء وجهة بالاستقالة

    • زائر 11 | 1:20 ص

      انا مع وزير الصحة (انا لست مسئول)

      بعد احداث 2011 صارت الوزارات كلها يديرها ثلاثة وزراء ولا يستطيع اي وزير يصرح او يعمل شيء بوزارته الا بامر من الوزير المخفي فعذرا وزير الصحة

    • زائر 10 | 1:14 ص

      يا الله بالإمارة ولو على حماره

      اللي يحصل الكرسي يتحمل مو بس تبعات دم العبار. ..حتى دم ولده ممكن يتحمل تبعاته. ..الكرسي عزيز. ..والضمير ماله قيمه في هالزمان

    • زائر 9 | 1:13 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل

      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 7 | 1:01 ص

      عبود ربل

      وزير الصحة من عائلة يجب ان تتبرأ منه لانه مشترك في جريمة العبار وشكرا

    • زائر 31 زائر 7 | 9:36 ص

      شنو دخل العائلة

      لا تدخل العائلة

    • زائر 6 | 12:54 ص

      كلهم يموتون بسبب هبوط في الدورة الدموية

      هذا هو شعار مستشفى السلمانية الطبي سواء كان المتوفى نتيجة عمل جنائي أو أخطاء طبية أو إهمال النتيجة واحدة هبوط في الدورة الدموية ومن الطبيعي أن الهبوط يسبب الوفاة ولكن عندما يدخل المريض المستشفى هل لديه هبوط بالطبع لا بل يدخل لسبب آخر ولكن هذا الهبوط يحدث في المرحلة الأخيرة ولكن يبدو أن الهبوط في الدورة الدموية أصبح شماعة جاهزة للهروب من الواقع

    • زائر 5 | 12:46 ص

      اصلاُ الوزير مايدري

      لا تستغربون اذا الوزير ما يدري ان فيه شهيد فى المشرحة

    • زائر 25 زائر 5 | 4:22 ص

      صح كلامك

      انا أأيد كلامك، تحصله صدق ما يدري

    • زائر 4 | 12:34 ص

      متى سوف يتحمل تبعات دم الشهيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      يوم تقوم الساعة سوف يتحمل نار جنهم ..........الله على الظالم ياصادق الشهابي ...إستقيل من منصبك إذا أردت النجات

    • زائر 8 زائر 4 | 1:08 ص

      وأذا استقال الوزير

      هل سيتغير الوضع طبعا لا فهذا الشيئ موجود قبل وجود الوزير وسيستمر بعده وربما أشد وهل يملك هذا الوزير قرار نفسه لا والله بل هو يأخذ الأوامر وينفذها وربما هناك من في وزارته من لهم أكثر سلطة منه فلا نصحك غلى أنفسنا بل نبحث عن جذور المشكلة وربما نجد الحل وأقول ربما

    • زائر 3 | 12:18 ص

      الوزير بريئ

      لا تحمل وزير الصحة اي تبعات
      فهو متلقي للاوامر من أعلى
      يرجى عدم خلط الامور

    • زائر 2 | 11:02 م

      عشم ابليس بالجنة

      للاسف الشديد كل الوزارات صارت بعد 14 فبراير تحت مظلة وزارة الداخلية بما فيها ما تسمى وزارة حقوق الانسان , وطلب تبعات وزير الصحة لدم العبار هو نفس عشم بليس بالجنة

    • زائر 1 | 10:32 م

      نحتاج

      نحتاج لمشروع بسيوني مره ثانيه ليحقق في شي كلنا نعرفه نطالب ببسيوني باشا.

اقرأ ايضاً