العدد 4271 - السبت 17 مايو 2014م الموافق 18 رجب 1435هـ

خطوة للأمام وخطوات للخلف!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نخطو خطوة للأمام من أجل المصالحة والحوار الوطني، ثمّ نخطو خطوات للخلف والتخلّف غير راضين عن تلك المصالحة ولا ذلك الحوار! ومناسبة الحديث تكرار حوادث الانفجارات في البحرين، ولا نعلم أسبابها وإن تعدّدت الأقاويل!

لا نريد أن نخطو خطوات للخلف من أجل البحرين، بل نريد المصالحة والحوار الوطني بأقصى سرعة، من خلال المفاوضات التي تتم بين الطرفين المتنازعين، فالأزمة لا تفيد أحداً غير فئة المتمصلحين والفاسدين والمؤجّجين.

هانحن نشهد انفجاراً آخر يودي بحياة شاب في ريعان الشباب، وهانحن نحصد الخسائر كل يوم، لماذا نستمر في مسلسل المشاهدات فقط؟ ولماذا لا يخطو الحوار إلى خطواته الصحيحة؟ وهل هناك من يريد لهذا الحوار الفشل والموت؟ أم أنّنا نتوهّم التأخير والتماطل!

حقيقة رئيسية لابد لنا أن نعلمها، نحن جميعاً شركاء في الوطن شئنا أم أبينا. نحن جميعاً معاً ولن يذهب أحدنا إلى المرّيخ للعيش فيه. نحن كلّنا نسمّى في النهاية «بحرينيين» لا غير، ومهما سافرنا أو رجعنا جوازنا الأحمر هو نفسه عند كل مواطن سُمّي بهذا الاسم.

ما يحزن هو عدم وجود ثقة بيننا جميعاً، وما يُحزن أكثر أننا نقسّم مجتمعنا إلى طبقات، في حين أننا لا نختلف عن بعضنا البعض، ولكن هذا هو طبع البشر... يحاول دائماً التميّز على غيره ولو بشيء ليس له دخل فيه، فهو قدر الله أن نكون سنّة أو شيعة، أو نكون يهوداً أو نصارى... إلخ.

البحرين تنتظر منّا الكثير، وأوّل ما تنتظره هو التعايش مع بعضنا البعض كما قامت الشعوب الأخرى بالتعايش، كايرلندا الشمالية على سبيل المثال، التي طحنتها الفرقة بين المواطنين لعشرات السنين، وما أن بدأت المصالحة الوطنية في 1998 حتى بدأت تنهض من جديد، ونتمنّى ألاّ يقوم أولئك المدسوسون المتمصلحون بتأجيج الوضع من أجل مآربهم الشخصية البحتة.

الوطن يحتاج شركاءه جميعاً في تحقيق اللحمة الوطنية، والوطن يحتاجنا جميعاً من أجله اليوم، ونعلم بأنّ من يريد الإصلاح والمصالحة والحوار والتفاوض، لا يسعى إلى التأجيج ولا التقسيم، ولا إلى رؤية النّاس على أساس انتماءاتهم.

إنّنا في وضع حرجٍ في هذه اللحظات، فبين التفجيرات وبين التقسيمات، وبين الحوار وبين المنازعات، نعلم بأنّ الحل هو أمامنا في المصالحة، والجميع على وعي بها وينتظرها من خلال تحقيق المطالب المشروعة التي تستطيع جميع الأطراف التوافق عليها، فهي ليست بتلك الصعوبة أو الاستحالة حتى لا تتحقق!

من أجل البحرين نريد لكل من يقول «أنا بحريني»، أن يعي هذه الكلمة جيداً، وأن يُخرس تلك الأبواق التي تدعو إلى التناحر والإبعاد، فنحن لا نريد لأجيالنا العيش بنفس الطريقة التي نعيشها اليوم ونشهد مضارها كل لحظة من لحظات حياتنا!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4271 - السبت 17 مايو 2014م الموافق 18 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:22 ص

      لا بد من الحوار هذا ما قاله القس هاني أيضا...

      القس هاني وهو في لدن يتحدث عن تعايش البحرينين فيما بينهم ففي كيلو متر وأحد تتواجد الكنيسة و والمأتم و المساجد لكلا الطائفتين الكريمتين والمعابد في مشهد يعكس إحترام الشعب البحريني لكل الديانات وتعايشه والحل للأزمة التي بدئت بمطالب محقه في دوار اللؤلوة من قبل الشعب سنته وشيعته ثم تحولت لمطالب سياسية نقلا عن أعلى سلطة البلد لا بد أن تحل بالحوار ولا شيء غير الحوار

    • زائر 17 | 8:03 ص

      التعايش كان موجود ولكن..

      التعايش والمحبة موجوده في اهل البحرين ولكن سياسة فرق تسد .. التي أوجدتها الحكومة والخوف من تحركات المطالبة بالحقوق أوجد للمتمصلحين الشعور بالخوف والحماية بظلم الآخرين ..........

    • زائر 15 | 5:25 ص

      نعم بحريني أصلي سني و شيعي

      نعم بحريني أصلي سني و شيعي و مسيحي و يهودي = إنسان له حقوق
      احط يدي في يد كل أخواني البحرينين الاصليييين لبناء وطننا الغالي ضد المفسديين و شيوخ الفتنة ,, و ألف شكر لج أخت مريم الشروقي و للوسط

    • زائر 13 | 5:03 ص

      يعطيش العافيه

      انت ياشريفة تكتبين لصالح الوطن والجميع لاكن هناك كتاب لازالو مستمرين بث سمومهم من اجل الفتن بين الطرفين هاؤلاء هم الي دمرو البلد من عملهم الشيطان الي مو رايدين يتركونه المشتكى لله من امة ابتليت بالجهل القبلى وشكرا ايها الشريفة والله يرحم شهدائنا الابرار

    • زائر 11 | 2:59 ص

      بحريني مسلم

      قبل ان نكون بحرينيين فنحن مسلمين نشهد ان الله واحد لا شريك له.
      ثم ان محمد عبده ورسوله.
      ثم نطبق قاعدتين قرآنيتين: "اطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم"
      "واذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول"
      اذا وعى المواطن تلك الحقائق واطاع ولي امره وهو الحاكم ولم يخرج جعليه مثل ما فعل الخوارج فأننا نطبق القاعدة التالية :"ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

    • زائر 9 | 1:26 ص

      هذا هو العشم في البحريني المحب لوطنه.

      نحتاج الى أشخاص من أمثالك حريصين على البلد من المتمصلحين والانتهازيين الذين يعيشون التأزيم .على العموم أختي مريم معدنك طيب والطيب يرى الناس أطياب ويحب الخير للناس كل الناس .

    • زائر 8 | 12:55 ص

      الله يشهد

      يا مريم بأنك تتحدثين بلسان الغالبية العظمى من أهل هذه البلد الطيبين

    • زائر 7 | 12:54 ص

      الوقت

      انتظروا عامل الوقت او مايملى عليهم من الخارج فسترونهم يسارعون ويهلعون للحوار .

    • زائر 5 | 11:36 م

      لمن يهمه الأمر

      2- المجتمع هو ( الكل ) و الفرد هو ( الجزء البسيط ) من أجزاءه والذي لا يستطيع مقاومة تأثير هذا - الكل - حين يضعه في موضع حتمي يدفعه الى ارتكاب فعل ما يجرم على أساسه . فمن هو الأحق بالتجريم الفرد أم المجتمع الذي عبث به حتى النخاع ؟

    • زائر 3 | 10:52 م

      لاننا بدون لا نقول كلمة الصدق والحق

      لو اننا شجعان ونقول كلمة الصدق والحق ولم نترك الساحة لمرضى النفوس و اصحاب المصالح الشخصية لصلح حالنا كغيرنا بل احسن قاتل الله التفاق وحب الدات وعدم مخافة الله

    • زائر 2 | 10:34 م

      شكرا ومليار شكر

      شكرا على هذا المقال وانا اضع يدي على يديكى اخت وقول كنا بحرينين

    • زائر 1 | 10:29 م

      الأستاذة والاخت مريم : هل رأيتي خطوة حقيقية للأمام ومتى

      لا توجد خطوات حقيقية للأمام بل هناك كلام واحد وهو ما نسمعه دائما (على الشعب القبول بالوضع الحالي والسكوت) وكأنك يا بو زيد ما غزيت والشعب يقول لا والف لا فبعد الذي جرى من سيل الدماء لا يمكن التراجع وها نحن سنراوح العام بعد الآخر وملفّ البحرين الحقوقي يتراكم وستكون النتائج ليست في صالح احد

اقرأ ايضاً