العدد 4273 - الإثنين 19 مايو 2014م الموافق 20 رجب 1435هـ

ذهبت السكرة فمتى تأتي الفكرة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتاجت الدول الغربية إلى سنتين لاكتشاف خطأ خيارها الاستراتيجي في دعم الجماعات المسلحة في سورية، واحتاجت تركيا إلى ثلاث سنوات لإدراك ذلك الخطأ، أما الدول العربية فاحتاجت لأكثر من ثلاث سنوات.

لقد بات واضحاً اليوم للجميع، أن عوامل إجهاض الحراك السلمي للشعب السوري وإفشال مسعاه لتحقيق نظام ديمقراطي سليم، عسكرة الحراك والتدخلات الخارجية، عربيةً وأجنبيةً.

الدول الغربية تنبّهت لخطأها الفادح، حين أخذت تحصي أعداد مواطنيها النازحين للقتال في سورية. وكانت حساباتها تقوم على سؤال: ماذا سنفعل مع المقاتلين العائدين من سورية بعدما تنتهي الحرب؟

إقليمياً، لم يستمر حلف إسقاط النظام السوري لأكثر من عامين، إذ تفكك في منتصف العام الماضي، تزامناً مع الانقلاب الذي شهدته مصر على حكم الأخوان المسلمين، بدعمٍ خليجي واضح. وهكذا لم يبق في هذا المحور غير تركيا وقطر، اللتين باتتا تعانيان من عزلةٍ وعداء، بعدما كانتا قائدتين أساسيين في الحلف.

منذ مطلع العام الجاري، توالت الانقلابات في مواقف بلدان المنطقة، التي شهدت تغييرات في القيادات المؤثّرة في مسار الأحداث. وهكذا فشل جنيف 2، ومالت الكفة للنظام السوري ميدانياً، حتى انتهى إلى ترتيب انتخابات رئاسية، ما دفع بالمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى الاستقالة، وهو ما لم يقبله منه النظام فطالبه بالاعتذار.

على الأرض، ومنذ أسابيع، تشتد المعارك بين التنظيمات المسلحة، «النصرة» و»الجيش الاسلامي» و»الحر» و»داعش»، وهي قوى ظلت تتلقى دعماً كبيراً من الخارج لأكثر من ثلاث سنوات. وفي العامين الماضيين قرأنا مئات التقارير والمقابلات والتحقيقات، بعضها نشرته صحف خليجية رسمية، عن هذا الدعم. وأحد هذه التحقيقات ألقى الضوء على حملات التجنيد للقتال في سورية، بالإعلان في اليمن عن وظائف شاغرة في دولة خليجية غنية، وحين يصلون إلى عاصمتها يُرحّلون إلى تركيا، حيث يتم إلحاقهم بمعسكرات لمدة شهر، وبعدها يجري إدخالهم إلى الأراضي السورية.

كانت لعبةَ أممٍ كبرى، المستفيد الأول منها في الحسابات الاستراتيجية العليا، الولايات المتحدة و»إسرائيل»، وبعدهما بريطانيا وفرنسا، مع التسليم التام بحقّ الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي واختيار قيادته والتمتّع بحريته.

في إقليمنا الخليجي، حيث يفتقر أكثرنا إلى نظام ديمقراطي أو تجارب انتخابية، وجدت شعوبنا نفسها مندفعةً بحماسةٍ للقتال في سورية، (وليس في فلسطين التي أُسقِطت من الذاكرة عمداًً) بفعل الضخ والتحريض الإعلامي المتواصل، الذي اتخذ طابعاً طائفياً مركّزاً. وشهدت الساحة حملات دعمٍ للعمل المسلح في سورية باسم النصرة، وتسلل نواب بحرينيون وكويتيون إلى الأراضي السورية ليلتقوا بالمسلحين والتصوير معهم بالسلاح واللباس العسكري، كنوعٍ من العمل الدعائي. وحين انقلبت الموازين وصدرت قوانين تجرّم التعامل مع هذه الحركات، آثر هؤلاء السلامة النجاة بجلودهم ونفضوا أيديهم وأعلنوا أن «داعش» مارقة. وقبل أيام نشرت الصحف الكويتية أخباراً عن ملاحقة النواب والدعاة الذين شاركوا مؤخراً في حملة «سورية تناديكم».

قبل أسبوعين أعلنت السعودية عن ضبط مجموعة إرهابية من 62 شخصاً تواصلوا مع «داعش»، حيث سبق أن انتشرت فيديوهات تظهر سعوديين منتمين إلى «داعش» وهم يمزّقون جوازات سفرهم، ويطلقون تهديدات باستهداف أمن السعودية. وهو المنظر ذاته الذي تكرّر أمس الأول (الأحد) في نسخةٍ بحرينيةٍ، صدمت لغتها الجميع، حين بُثّ شريط فيديو يظهر بحرينياً من سكنة الرفاع، وهو يمزّق جوازه ويطلق تهديداته للبحرين التي تعيش أصلاً أزمة سياسية ومحنة داخلية دخلت عامها الرابع.

لاشك أنها ذهبت السكرة... لكن هل ستأتي الفكرة؟ أم ستحتاج البحرين لأكثر من أربع سنين؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4273 - الإثنين 19 مايو 2014م الموافق 20 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 7:54 ص

      اسباب

      اسباب هاده الدمار فى الدول العربيه انه الحكام ابتعدو عن شرع الله واتبعو الشيطان لهادا دمرت البلدان العربيه اما الان امريكا وحلفائها فرحين لانهم دمرو العرب والسبب انه الحكام اطاعوهم المشتكى لله والله اخلصنه من الجهل

    • زائر 12 | 3:49 ص

      يا سيد

      لا حراك سلمي و لا بطيخ من البدايه السالفه تبين فيها تآمر علي سوريا و المقاومه

    • زائر 13 زائر 12 | 6:51 ص

      لا تظلمهم ( 1 )

      بل كان الحراك في البداية سلميا ، وقد أقر بذلك الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه حين قال في خطابه أمام مجلس الشعب : أن الحراك لجأ للعمل المسلح قي رمضان ( أي بعد ستة أشهر تقريبا على بدأ الثورة ) ، وكلامه موجود بالفيديو على اليوتيوب ، بل أن سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله يؤكد دائما أن المطالب في بدايتها كانت ( شعبية ) و ( محقة ) فراجع خطاباته . . . . والنظام السوري لا تنقصه أسباب سقوطه أهمها فرضه قانون الطوارئ 47 سنة على الشعب ( في حين نحن في البحرين لم نتحمل ثلاثة أشهر !! )

    • زائر 14 زائر 12 | 6:59 ص

      لا تظلمهم ( 2 )

      فإذن لا نظلم إخواننا المساكين في سوريا ، نحن ضد داعش و الارهاب وعسكرة الثورة و التدخل الأجنبي ، لكننا لسنا ضد مطالبه العادلة ( التي أقر بها سماحة سيد المقاومة ) ولسنا ضد حراكه السلمي كما كان في البداية ( باعتراف الرئيس بشار ) ، فالمعادلة الصحيحة أن نقف مع حراكه السلمي والمشروع ونرفض ديكتاتورية النظام ، وعندما تنحرف الثورة عن مسارها نرفض الانحراف ، لا أصل المطالب المشروعة . . . أضف أن الكثير من المعارضين ( إن لم يكن معظمهم ) لا زالوا سلميين ويرفضون الارهاب ، كهيئة النتسيق وحركة التغيير وغيرها

    • زائر 11 | 2:51 ص

      بارك الله فيك

      لاشك أنها ذهبت السكرة... لكن هل ستأتي الفكرة؟ أم ستحتاج البحرين لأكثر من أربع سنين؟
      بارك الله فيك
      مقال جميل

    • زائر 10 | 2:33 ص

      لعبةَ الأممٍ النسخةٍ الجديدة-Self destruction

      لعبةَ الأممٍ النسخةٍ الجديدة-Self destruction: في سنة 2021 سوف تمتلئ حدائق الحيوان بالعرب ليس ليشاهدوا الحيوانات بل لحمايتهم من الإنقراض

    • زائر 9 | 1:40 ص

      من يقول ان الجماعات الارهابية يمكن ان تجلب ديمقراطية=حليب من تيس؟

      عالم غبي ومجنون وسفيه الذي يصدّق ان هذه الجماعات الأشد والاكثر تخلفا في العالم يمكنها في يوم الايام ان تكون مصدرا لديمقراطية او حقوق انسان. لا ادري كيف يسير هذا العالم الفاشل ومن يصدّق ان الحليب يأتي من تيس

    • زائر 8 | 12:57 ص

      كل يغني على ليلاه

      لا أظن الفكرة ستأتي الا بعد أن يقع المحظور فالآن الكل لاه في مصالحه والكل من المتنفذين يجري لجمع المال والأملاك ونسوا أمر الوطن والضحية هو المواطن المطحون لقد جعلوا الوطن بؤرة للمفسدين والمجنسين الذين استولوا على كل مفاصل الدولة وأصبح المواطن مبعدا في كل شيئ وها هي بعض الأصوات التي كانت تمجد وتهلل للمجنسين هاهي الآن تشكو الحال والقادم أعظم وكل ذلك بسبب المجنسين الذين لا ولاء لهم وخاصة من جلبوهم من دير الزور وهاهم يسعون لخراب بلدنا الجميل

    • زائر 7 | 12:46 ص

      لا يعرفون لغه غير التنجير والنحر

      لدي صديق ينتمي لهذا الفكر الداعشي تناقشت معه ذات مره ولكني صدمنت من تفكيره السطحي جدا فهو لا يفكر في شيء سوى التفجير والنحر والقتل ويتساهل في دماء الابرياء كثيرا ، اعتقد معمول له عسيل مخ تماما. الله يكفينا شرهم يا رب.

    • زائر 6 | 12:27 ص

      بشوت

      مادام بيع البشوت العرعوريه قائما لا سكره بتروح ولا فكره ستأتي

    • زائر 5 | 12:12 ص

      اتمني ان يردوا

      من كان يعلق و يخطب و يدعوا للجهاد في سوريا ارجو منه ان لا يسكت اليوم و يرد علي هذا المقال. سكوتهم لا يمحو هم من ذاكرتنا. نعرفهم ان هم يتناسون فنحن لم و لا ننسي.

    • زائر 4 | 11:37 م

      لحد الان

      في شوارع البحرين يوجد بعض الإعلانات لدعم الجماعات في سورية هذة الاموال تذهب الي اين ؟ أكيد ليس الي الحكومة !

    • زائر 3 | 10:36 م

      إلا من رحم ربي

      العرب عميان إلا من رحم ربي
      لن تنتهي السكرة منهم إلا أن
      تنتهي الكوارتين والدبيب الم
      جوفة.

    • زائر 2 | 10:08 م

      طيبة أهل البحرين الأصليين

      يتلقون الضربات ويموتون من أجل الوطن واقفون كما النخل.
      اللهم فرج هذه الغمة عن هذه الأمة.

    • زائر 1 | 9:54 م

      كانوا يريدون تدمير سوريا و قد تحقق الهدف ولم يكونوا يحملون مشروعا ديمقراطيا

      سوريا كقلعة صامدة في وجه الغول الصهيوني تقلق عربا وصهاينة و الغرب المتصهين وقد حاولوا جرها لمعسكر الصهينة ففشلوا حتى اصيبوا باليأس فما كان منهم الا ان تحطيمها بعد تصوير نظامها قاتل السنة و مبيد اهل التوحيد وحولوها الى سنة شيعية و النظام لا علاقة له بالشيعة و السنة وهو نظام علماني بل على العكس حارب النظام الشيعي في العراق عبر تأمين وصول التكفيريين للعراق

اقرأ ايضاً