العدد 4273 - الإثنين 19 مايو 2014م الموافق 20 رجب 1435هـ

لعنة «غوتمان» ولعنتنا

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

قبل أكثر من 52 عاما وتحديدا في العالم 1962 عندما صرح مدرب بنفيكا البرتغالي في ذلك الوقت المجري بيلا غوتمان من أن بنفيكا لن يفوز بأي بطولة أوروبية ولو بعد 100 عام، لم يصدقه أحد بل لم يعر أحد تصريحه أي اهتمام.

فبنفيكا كان بطل دوري أبطال أوروبا بقيادة غوتمان لعامين متتاليين في 1961 على حساب برشلونة و1962 على حساب ريال مدريد والفريق كان في أوج عطائه وسيطرته الأوروبية، وما قاله غوتمان ليس أكثر من تعبير عن الغضب والسخط بعد قرار إقالته في ظروف غامضة من تدريب الفريق على رغم تحقيقه لقبين أوروبيين متتاليين و3 بطولات للدوري البرتغالي في 3 مواسم درب فيها الفريق.

لكن بعد خسارة بنفيكا النهائي الأوروبي الثامن منذ إقالة غوتمان قبل أيام قليلة على يد اشبيلية الاسباني وبركلات الحظ الترجيحية وخسارته أيضا نهائي البطولة نفسها الموسم الماضي أمام تشلسي الإنجليزي أدرك الجميع بما يدع مجالا للشك أن هذه اللعنة لم تعد خيالا وإنما باتت حقيقة مرة تؤرق الفريق على مدى أكثر من 52 عاما.

بنفيكا تأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا 5 مرات في أعوام 1963، 1965، 1968، 1988 و1990 خسرها جميعا، كما تأهل 3 مرات لنهائي الدوري الأوروبي أعوام 1983 و2013 و2014 وخسرها جميعا أيضا، وعلى رغم رحيل غوتمان عن الدنيا في العام 1981 إلا أن لعنته مازالت باقية إلى اليوم.

هذه اللعنة باتت تطارد الفريق مع كل نهائي أوروبي بل تحولت إلى اللعنة الأشهر في تاريخ كرة القدم، حتى أنها مثلت الحاجز النفسي الأكبر في وجوه اللاعبين والمشجعين والإدارة، فالفريق يجب عليه أولا أن يتخطى هذه اللعنة نفسيا قبل أن يهزم منافسه ميدانيا في النهائي.

مهاجم بنفيكا الشهير أوزيبيو زار قبر الراحل طالبا الصفح منه، كما أن الإدارة أقامت تمثالا للمدرب غوتمان تكريما له العام الماضي، كل ذلك لم يفلح في فك اللعنة فخسر الفريق نهائيا أوروبيا جديدا كان الأجدر به أمام اشبيلية الاسباني.

قد يكون الأمر كله محظ صدفة، تكررت على مدى 52 عاما ويمكن أن تتكرر على مدى 48 عاما قادمة هي عمر اللعنة الموعودة، ولكن يبقى الاستنتاج الأهم أن بعض القرارات الكارثية لا تؤثر فقط على حاضر النادي أو الفريق بل قد تؤثر على كل مستقبله.

غوتمان الذي شعر بمرارة كبيرة وظلم فادح من طريقة معاملته من قبل الادارة بعد إنجازاته بل وصل الأمر إلى إقالته، عبر عن هذه المرارة وعن هذا الظلم بهذا التصريح الشهير الذي خرج من أعماق قلبه فتحول إلى لعنة لم يفك أحد طلاسمها إلى اليوم.

رحل غوتمان وبقيت لعنته، ولا نعلم إن كان هناك بالفعل لعنات أخرى في عالم المستديرة لم نعرف عنها شيئا ومازالت تؤثر على حاضر ومستقبل فرق ومنتخبات.

فشلنا المتكرر في البحرين في الفوز بدورة الخليج العربي على رغم استضافتنا البطولة الأولى في العام 1970 وعلى مدى أكثر من 44 عاما حتى بتنا المنتخب الخليجي الوحيد الذي لم يتوج باللقب قد يكون خلفها لعنة مخفية ضمرت في قلب صاحبها ولكنها بقيت تحول بيننا وبين حلم التتويج، فمتى تفك لعنة بنفيكا ولعنتنا؟!.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4273 - الإثنين 19 مايو 2014م الموافق 20 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً