العدد 4285 - السبت 31 مايو 2014م الموافق 02 شعبان 1435هـ

إلى مصر الحبيبة وخليفة جمال عبدالناصر «السيسي» مع التحية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

وانا في محاولة لكتابة المقالة الاسبوعية والتي كانت تحضرني افكارها امس شبه متكاملة في ذهني، وجدتني مشتتة الافكار وفارقني التركيز ولم اتمكن من كتابة ما أريد! بسبب تواجدي في مصر الحبيبة اثناء فترة الانتخابات، على رغم وصولنا في اليوم الأخير منها لكن تمديد الانتخابات وجو الصخب والافراح، اضطراني لتغيير الموضوع لمشاعري التي تأثرت كثيراً بما يدور حولي، ولم اتوقع ان تكون الحياة قد تغيرت فيها لهذه الدرجة، وقد غبت عنها قرابة الخمس سنوات، فالزحمة الشديدة في شوارعها وتفاعل الناس وافراحهم فاقت كل التوقعات، من اجل انتخاب القائد السيسي والذي هام في حبه معظم النساء لرقته اثناء مخاطبتهن ووعوده باعطائهن حقوقهن كاملة معهن احبة الشباب والاطفال، بعد الاجحاف الذي عانوه مع حكم مرسي، وقد يكون تعبير لفرح والامل في غدٍ جديد، هو ما يُصبرهم ويلهيهم عن الفقر الشديد وتحمل آلامه!

والشيء الغريب ان الجميع اصبح سياسياً من ابسط الناس الى اغناهم، واضحى يُفتي ويناقش اسباب انتخابه للريس السيسي، واجمع معظم سواقي التاكسي الذين ركبت معهم على معاناتهم الأمرين خلال العام الماضي، والذي حكمهم فيهما الاخوان والجملة الموحدة بينهم بهلع (دي كانت سنة سوده وربنا ما يعيدها ايام)!

توقفت السياحة تماماً في السنوات المضطربة وخلَتْ من كل الانشطة الاخرى التي تُحرك المال، وبات الفقر والاهمال واضحاً يمزقان الجسد المصري في قلب القاهرة، من البنية التحتية وشوارعها ومبانيها المتهالكة لتوقف الصيانة للثورات المتتالية، وارصفتها المتكسرة بسبب ركوب السيارات عليها وحاجة الشباب لتكسيرها لاخذ الحجارة لقذف الشرطة منها، والتي تجعل المشاة كلاعبي السيرك اثناء سيرهم على الرصيف.

وباختصار، ان حال بلادنا العربية ومصر منها بات مؤلماً وحزيناً بل يُرثى له وانتشرت الشحاذة والفقراء في الشوارع وفي كل مكان، وأصبحت مهمومة ومشغولة بالقوت اليومي، والذي اصبح شحيحاً، وعلى رغم ذلك يسعى الجميع بالحركة الدؤوبة، ولبس اقنعة الفرح والبهجة، والمظاهرات المؤيدة وابداء الحب للرئيس والثقة المتناهية لإنجاح خليفة جمال عبدالناصر على حد قولهم!

وكأنه الخليفة المنتظر الذي سيفتح لهم ابواب الجنة أو علي بابا الذي سيغرف من الكنز ويعطيهم، والمهم الآن هو الخطط التي سيضعها النظام الجديد لاحتواء التضحيات التي قام بها الشعب لمساندته وتعيينه، للتغيير ودفن الماضي الكئيب، وهل سيتمكن من نشر العدالة والديمقراطية المرجوة منه وتوفير الاعمال للعاطلين وتحسين الصحة والتعليم والمواصلات والسياحة والبنية التحتية والاعتماد على تنمية الموارد الذاتية وايقاف نظام الشحاذة من الخارج... الخ؟ ومصر بلاد قديرة، اذا ما أُديرت مواردها الكثيفة بالاخصائيين والمفكرين المتخصصين، والتحكم في مواردها الرئيسية عن الخونة والسارقين، واستحداث الانظمة الحديثة للتقنيه التكنولوجية لمواجهة المستقبل المشرق، واخيراً هل سينفذ الرئيس وعوده للاصلاح العام؟

وكم سيستغرق ذلك من الوقت؟ اسئلة مهمة سيطرحها الشعب عاجلاً على ان يكون مستعداً لحمل تلك المسئولية الثقيلة، ومتى ستتحقق احلام هذه الشعوب التي غلبتْ على امرها مراراً وتكراراً؟

شعوبٌ صمدت وتنازلت وطال انتظارها وهي تتوقع ان تكون هذه الانتخابات هي المراحل الاخيرة من الخيارات للتعديلات المتوقعة والبدايات لاصلاح البلاد التي تبعثرت لاعوام عدة.

والسؤال الثاني والمهم مدى قدرة الشعب على مواصلة وتكملة المشوار ومساندة زعيمها بالعمل الجاد والمكثف، وما يتناسب مع المرحلة الجادة لتعمير البلاد؟ والالتزام بتحقيق ما يريد، على ان يتوقف عن المناكفة والاحتجاجات وان يتحد، وان يعطي الحكومة الجديدة المهلة والوقت اللازم للتخطيط وللجهود لتلك الاصلاحات التي ستوصل البلاد الى القرن الواحد والعشرين، نرجو ان يستوعب الجميع المسئولية الحرجة القادمة، والدعاء لله أن يديم السلام والامان على شعوبنا جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4285 - السبت 31 مايو 2014م الموافق 02 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:27 ص

      حسني مبارك لماذا مرسي لانه لم يبق حتى سنه اي لم تتم التجربه

      وعوده باعطائهن حقوقهن كاملة معهن احبة الشباب والاطفال، بعد الاجحاف الذي عانوه مع حكم مرسي، وقد يكون تعبير لفرح والامل في غدٍ جديد، هو ما يُصبرهم ويلهيهم عن الفقر الشديد وتحمل آلامه!

    • زائر 1 | 5:22 ص

      احلام يقظة

      البلدان لا يمكنها حل مشاكلها بالانتخابات فقط. او الاعتماد علي عبقرية شخص واحد. المشكلة هي هذه النقطة. الذين نزلوا الشارع و رقصوا و فرحوا يستحقون المقابلة بعد سنة ليعلنوا رأيهم الصريح. عملية حل المعضلات و التطوير مبنية علي التخطيط و ازالة كل المعوقات و منها اصحاب المصالح المنتفعين من الوضع الحالي. بلإضافة الي المعارضة بأنواعها. الكل يفكر لان وصوله الحكم حل للمشاكل. العقلية يجب ان تتغير.

اقرأ ايضاً