العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ

سلوكيات صحية ضارة... ورق القصدير (الألمنيوم) مثالاً

محمد حسين أمان

طبيب ومدرس إكلينكي، باحث في طب الطوارئ

درجت العادة ومازالت على استخدام رقائق الألمنيوم في مراحل مختلفة عند معالجة غذائنا اليومي بدءاً من استخدامه لحفظ الأطعمة وانتهاء بالاستخدامات الأخرى عند طبخ أنواع اللحم المختلفة من لحوم بيضاء وحمراء باستخدام شوايات الأفران، وفي درجات حرارة متصاعدة، علماً بأن من أولويات ودواعي استخدام ورق الألمنيوم في الأساس هي حفظ الأغذية الباردة.

لقد أوصت منظمة الصحة العالمية التابعة إلى الأمم المتحدة وبينت أن الحد الأعلى من مادة الألمنيوم التي يستطيع الجسم البشري السليم التخلص منها عن طريق الكلى دون أضرار تذكر هو ما يعادل واحد مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم، أي لشخص وزنه سبعون كيلوغراماً، فإن الحمل الآمن من مادة الألمنيوم الذي لايؤثر سلباً على صحته هو سبعون مليغراما في اليوم الواحد.

إن عنصر الألمنيوم الذى يرمز له كيميائيا بالرمز (إل +3) هو ثالث أكبر العناصر شيوعاً في قشرة الكرة الأرضية وله من التأثيرات الصحية العديد منها، اذ يعمل على تثبيط العناصر والمعادن المهمة الأخرى ويمنع استفادة الجسم منها. مثال على ذلك يمنع الألمنيوم عناصر مثل الماغنسيوم والكاسيوم والحديد في عملية تنافسية كيميائية الجسم من الاستفادة من تلك المعادن المهمة التي تحتاج إليها العمليات الحيوية في بناء العظام والحفاظ على المستوى الطبيعي من مادة الهييموغلوبين المهمة جداً لإمداد أعضاء الجسم بالأوكسيجين، كما يقوم الجسم بامتصاص نحو 3 في المئة من الألمنيوم المتناول عن طريق الفم بواسطة الأمعاء ويتم ترسب ما لا يستطيع الجسم التخاص منه في أنسجة مختلفة مثل المخ والعظام والقلب والكبد، مسبباً اعتلالات مرضية عديدة مثل هشاشة العظام بسسب نقص مادة الكالسيوم والفوسفور.

كما أن ازدياد تركيز مادة الألمنيوم في الدماغ يعرض الانسان لخطر الاصابة بامراض مثل الشلل الرعاش ومرض الزهايمر حيث وجدت العديد من الدراسات والابحاث العلمية وجود تركيزات كبيرة من مادة الألمنيوم في نسيج المخ لمرضى مصابين بأمراض عصبية عديدة مثل الزهايمر.

إن رقائق الألمنيوم عند استخدامها في طهو الأغذية وتحت درجات حرارة مختلفة تنتج تحللاً وانتقالاً لتركيزات متفاوتة من عنصر الألمنيوم الى الطعام المطهو ومن ثم يتناوله الانسان غير عالم بما قد يمثل له ذلك من خطر محدق على صحته وحياته على المدى البعيد، ويمكننا ملاحظة عملية التحلل والتفاعل الكيميائي ذلك بتغيير وجه ورق القصدير الأقل لمعانا الى اللون الداكن مفرزا، ان صح التعبير، «سمًّا» الى طعامنا.

هناك من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الكثير، منها ما ذكرنا هنا ومنها ما سنذكره تباعاً مع ضرورة الانتباه الى أن ما يحدد المنفعة من الضرر في الكثير من الأحيان هو كيف نستخدم ما أتاحه لنا التقدم التقني والتكنولوجي من امكانات لا تعد ولا تحصى دخلت في مجالات حياتنا اليومية ووصلت حتى الى غذائنا وهذا ما يدعونا جميعا الى استيعاب أولا أن أية تدخلات وتطورات حديثة في مجال الحفظ والتغليف والتصنيع الغذائي تستلزم منا، مهنيين وادرات مهمتها سلامة وصحة الغذاء، انتهاج الطريق العلمي الفاحص والمقيم لعامة التقنيات الحديثة والسابقة التي تتبعها شركات اعداد الغذاء.

فمتى ما دخلت آلة التصنيع يجب علينا تسخير امكاناتنا كافة وصولا الى استشعار مكامن الخطر الصحي المحتمل، وهي منهجيتنا ككوادر صحية تعنى بصحة المجتمع وتسعى منطقيا وفلسفيا إلى منع وقوع الضرر والوقاية منه قدر الإمكان بدلا من تحمل عواقبه والتعامل معه في حالة وقوعه عندما قد يكون الوقت فات، وعلينا اهدار موارد بشرية واقتصادية في غير مكانها، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"

العدد 4290 - الخميس 05 يونيو 2014م الموافق 07 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:10 م

      معلومة مهمة

      معظم الناس تجهل هذه المعلومات الصحية ؛ حبذا لو يتم تخصيص عمود يومي يقدم نصائح صحية لسلامة الغذاء والطهو خلال شهر رمضان ويتم إسناد المهمة الى الجهات المعنية بوزارة الصحة

    • زائر 3 | 1:09 م

      معلومة مهمة

      معظم الناس تجهل هذه المعلومات الصحية ؛ حبذا لو يتم تخصيص عمود يومي يقدم نصائح صحية لسلامة الغذاء والطهو خلال شهر رمضان ويتم إسناد المهمة الى الجهات المعنية بوزارة الصحة

    • زائر 2 | 11:55 م

      ماهو البديل؟

      لقد اطلعنا على العديد من والمقالات بهذا الشان ولكن في الواقع اصبحت الطرق الحديثة للطهو في الافران وبالبخار تعتمد كليا على ورق الالمنيوم و اواني الالمنيوم فماهو البديل المثالي المغني عن هذه المادة ؟ .... وشكرا

    • زائر 1 | 10:33 م

      نصيحتكم

      ماهو البديل

اقرأ ايضاً