العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ

انتخابات منطقتنا من دون محتوى ديمقراطي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الانتخابات المصرية والسورية عقدتا في فترة واحدة، وفي كلتا الحالتين كان الفائز معروفاً قبل الانتخابات. وبغض النظر عن التبريرات أو الانتقادات السياسية الموجهة لهذه الانتخابات أو تلك، فإن الرسالة التي تبعثها المنطقة للمجتمع الدولي هي أن النخب المسيطرة تستطيع إجراء الانتخابات والحصول على الشرعية الدستورية بحسب الإطار الذي يضمن لها الاستمرار في حكمها ونهجها.

على أن الانتخابات ليست كل شيء، فالانتخابات من المفترض أنها تعبير عن طرح سياسي يرى أن الحفاظ على السلطة يتم من خلال موافقة المحكومين، وليس من خلال الإكراه والترعيب، وأنه يجب احترام حقوق الأقليات وحقوق الذين شاركوا بحرية في العملية السياسية ولكن لم يحالفهم الحظ بالفوز في هذه الفترة، وأن المشاركة في العملية السياسية تعني تراضي الأطراف الفاعلة على أسس مشتركة، وتعني قبول الجميع بمبدأ التسامح بدلاً من الاقتتال والاضطهاد والمطاردة، وتعني أن مصلحة الشعب تأتي قبل مصلحة الحزب أو الطائفة أو القبيلة، وتعني أن الناخبين متساوون في قيمتهم الانتخابية، وأن بإمكانهم المشاركة أو عدم المشاركة بحرية ومن دون تبعات على أمنهم الشخصي أو الجماعي.

ما نراه في منطقتنا مناظر مؤلمة من العنف والتوتر وامتلاء السجون... ولذا فقد لا نلوم عدم اكتراث الكثيرين بالمظاهر الانتخابية؛ وذلك لأن المحتوى الفعلي للعملية السياسية لا تؤثر إيجابياً في حياتهم، بل قد نرى على العكس من ذلك، إذ يزداد القمع ويزداد الظلم باسم القانون وباسم ممثلي الشعب.

الانتخابات الحرة والنزيهة التي تجرى في البيئة الديمقراطية تنتج عنها حكومة من الشعب، وتعمل من أجل الشعب، وتُحاسب من خلال ممثلي الشعب، ويمكن إسقاطها في حال تخلفت عن القيام بما وعدت به.

ولكننا نرى أمام أعيننا أن الانتخابات في منطقتنا ليست لها علاقة بهذه المفاهيم السامية، ونرى أن المزاج الرسمي يتحكم في مفاصلها ومخارجها... وفي حال لم تتمكن الجهات الرسمية من ذلك، فإن إلغاء الأجهزة المنتخبة لا يحتاج إلا إلى جرّة قلم، أو حتى سنّ قانون يستبدل هيئة منتخبة بأخرى معينة، كما حدث مؤخراً في البحرين، عندما وافق مجلس النواب على إلغاء مجلس بلدي العاصمة المنتخب واستبداله بأمانة عامة معينة.

الانتخابات في بلدان العالم الأخرى تأتي تكليلاً لبيئة ديمقراطية، أما لدينا فإنها تأتي لشلِّ الحياة العادية للناس، وتركيعهم لحساب الوضع القائم، ولذا فإنها من دون محتوى ديمقراطي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4291 - الجمعة 06 يونيو 2014م الموافق 08 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 11:06 ص

      الله محيي المقاومه

      غŒا دکتور المساله صراع ارادات ،
      من بداية الزمه كان نظرة محور المقاومه ان الحكومه السوريه شرعيه حتى موعد الانتخابات الرئاسيه و يحق للرئيس الاسد الترشح ،
      الطرف الآخر كان يرفض بقاء الاسد بل كان يتوقع سقوطه في فتره قصيره ،
      و بحمد الله بعد مرور 3 اعوام تحقق ما اراده محور المقاومه و اجريت الانتخابات و حصل الرئيس الاسد على النسبه الساحقه من اصوات الناخبين الذين شاركوا بكثافه ،
      الحرب لم تنتهي بالطبع لكن كما قال سيد المقاومه الحل في سوريا يبدأ و ينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الاسد

    • زائر 21 | 7:37 ص

      مساكين

      مساكين شعب البحرين ابتلو ابجهله لايعرفون اطبقون شرع الله فقط يعرفون تطبيق الشيطان يريدون يستحودون على خيرات البلد ومن يوقف ضدهم اتهموه بالارهابى المشتكى لله والله ياخد الحق

    • زائر 20 | 7:12 ص

      انتخابات حرة = حكومة من الشعب و تعمل من أجله هذا في الاحلام دكتور ... ام محمود

      الشعوب ما زالت تعيش في سجن كبير و مكبلة بقوانين تبتعد عن العدل و الديمقراطية .. هناك مزاج رسمي و مزاج دولي يجب مراعاته أثناء الانتخابات في الدول العربية و لكن سأقول كلمة ان نجاح السيسي في مصر و انتخابه بنسبة 97% و نفس الشيء لبشار الاسد هذا سيجعل من المنطقة تحارب التيار السلفي التكفيري و جماعة الإخوان المسلمين و كل مجموعة مدعومة من الغرب و سينجحون في افشال المؤامرات و كل ذلك سيمهد للتحركات المستقبلية .. و توجيه ضربات للمعتدي. التوتر بين روسيا و امريكا سيزداد و قد تكون هنااك حرب كونية بينهم

    • زائر 19 | 6:43 ص

      الله والجيش والشعب وبشار وبس

      الحرب الكونية وكل ما حصل من جنيف والدابي والإبراهيمي وأصدقاء سوريا وأعداء سوريا بأوامر إسرائيل, وللأسف الشديد إنطلت على المتشددين من التيارات المسلمة أرواح راحت لا عشاء مع النبي {ص} ولاحتى كاست شاي ربنا يستر..

    • زائر 18 | 6:21 ص

      الله محيي المقاومه

      مشكلتك يا دكتور منصور انكم تنظرون للأمور برؤيه امريكيه ،
      امريكا و الكثير من الدول الغربيه و العربيه قاموا بمنع اجراء الإنتخابات في السفارات السوريه التي على ارضهم لإنهم يعلمون ان المشاركه ستكون كثيفه و ان غالبيتهم سينتخبون الدكتور بشار الأسد ،
      فأين الديمقراطيه التي تدعيها امريكا و الغرب

    • زائر 17 | 5:48 ص

      مثاليات لاتسمن من جوع

      مقالك ممتاز دكتور لكن هذا النوع من الديمقراطيات التي ذكرتها غير موجود حتى في جزر الواق واق فلنكن واقعيين ونترك المثاليات والأحلام

    • زائر 15 | 5:07 ص

      كل ما جاءت امه لعنت اختها

      تاريخ العرب و المسلمين تاريخ يفشل مافيه حا كم عادل غير حكم الرسول وحكم الامام علي وشغلوا حكمه بالفتن والمؤامرات والحروب والا منذ ذلك اليوم وحتى الان الشعوب المسلمه والعربيه تعاني حيث ...................

    • زائر 14 | 3:59 ص

      فيروس الديمقراطية

      تتحدثون عن الديموقراطية وكأنها كتاب سماوي ! او انها ستجلب للناس المن والسلوى .كل الهبات وما يسمى ثورات ادت الى الفوضى والخراب و جميعها باسم الديمقراطية .اي ديمقراطية التي تقصي 49% من الناس مقابل 51% ؟ اعلى معدلات تنمية في الصين بلا ديموقراطية واسبانيا الى طريق الافلاس بالديمقراطية ! الناس يريدون الحياة الكريمة وكل نظام يحكم بالطريقة التي يلبي بها طموحات شعبه .الغرب يريد تقويض مجتمعاتنا العربية بفيروس الديمقراطية فلنحذره .

    • زائر 16 زائر 14 | 5:43 ص

      طيب

      وما هو البديل عن الديمقراطية؟
      عاجبك التمييز والتجنيس واستبدال الشعب وبوگ الأراضي والأملاك العامة؟ عطني نظام سياسي يعطيك الكرامة أفضل من الديمقراطية؟ ثانيا اللي أشاع الفوضى من يرفض مطالب الثورات ويقمعها مو الثورات نفسها

    • زائر 9 | 1:44 ص

      الله محى الجيش

      في سوريا شارك الشعب بكثافة ونسبة المشاركة كانت عالية جدا و تجاوزت 77%, لولا صمود سوريا كنا في خبر كان

    • زائر 11 زائر 9 | 2:11 ص

      الله محيي الجيش

      فعلا أخي العزيز لو لا صمود الجيش العربي السوري و المقاومه الباسله لكانت المنطقه في كارثه

    • زائر 8 | 1:14 ص

      Assad

      Are you saying that about Bashar Alasssad???

    • زائر 7 | 1:02 ص

      الغالبية مقتنعة بأن هذا المستوى من ما يسمى ديمقراطية غير مرغوبة ويجب تطويرها بصورة صحيحة..

      «شباب الفاتح»: النواب الحالي لا يمثل الإرادة الشعبية... ويطالب بمجلس كامل الصلاحيات... ودوائر انتخابية أكثر عدالة...
      المعارضة: تقاطع الإنتخابات القادمة لأن هكذا البرلمان ليس ما يريده الشعب..
      د. الجمري: الانتخابات لدينا فإنها تأتي لشلِّ الحياة العادية للناس، وتركيعهم لحساب الوضع القائم، ولذا فإنها من دون محتوى ديمقراطي...

    • زائر 6 | 12:42 ص

      و ما الهدف منها؟

      الهدف هو ان يقول البعض عندنا انتخابات اذن فليس من الضروري معايير هذه الانتخابات

    • زائر 4 | 11:42 م

      يا دكتور


      السيد نصرالله لكيري و14 آذار و المعارضه السوريه : الحل السياسي في سورية يبدأ وينتهي مع الأسد
      هذا فصل الخطاب

    • زائر 3 | 11:34 م

      الرد

      كما قال سيد المقاومه حفظه الله تعقيبا على نتائج انتخابات الرئاسه السوريه ،
      الحل السياسي يبدأ و ينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد ،
      اترك عنك المكابره يا دكتور منصور

    • زائر 12 زائر 3 | 2:11 ص

      -

      عدّ نصر الله خلال حفل تأبيني، أن الانتخابات السورية «هي إعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب على سوريا»، لافتا إلى أن «من يريد الحل السياسي في سوريا لا يمكنه أن يتجاهل الانتخابات الرئاسية السورية التي أعاد الشعب السوري فيها انتخاب الرئيس بشار الأسد، والتي تدل على أن أي حل يستند إلى (جنيف1) أو (جنيف2) أو استقالة الأسد، ليس صحيحا». وأضاف: «هذه الانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الإقليمية والدولية، إن الحل السياسي يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الأسد».

    • زائر 2 | 9:59 م

      جر البلد إلى الأسوأ

      الإصرار في البحرين على عقد انتخابات مجلس النواب بدون المعارضة ومع الإمعان في البطش والقمع والدوائر الانتخابية الظالمة وتجاهل مطالب غالبية شعب البحرين الأصلي سنة وشيعة سيجر البلد إلى الأسوأ وسيطيل أمد الأزمة ونزف جراح الوطن لأربع سنوات أخرى حفاظا على مكاسب ............... .

    • زائر 1 | 9:49 م

      الاستبداد وفق اطر ديمقراطية

      الطبقات الحاكمة تمارس السلطة المطلقة في منطقتنا و لا يمكن ان تقبل بانتقاص شئ من حقوقها وهذه الشعوب بنت جيوش لحمايتها من الداخل ان تمرد وان تمرد الشعب فقد لا يواجه تحركه بالقوة و لكن ستسير رياح التغيير عبر مجار تنشأها حيث تريد دون تتحول لمصد لألا تبدو ضد رغبات الشعب

    • زائر 10 زائر 1 | 2:00 ص

      --

      السيسي فاز بنسبة 96 و كسر
      --
      بشار الاسد فاز بنسبة 88 و كسر
      وبحسب وجهة نظري ان نسبة فوز الاسد نسبة واقعية بسبب تناحر الفصائل المعارضة وعدم قبول السوريين للتكفيريين و وقو ف مناصري بشار و الاقليات معه

اقرأ ايضاً