العدد 4296 - الأربعاء 11 يونيو 2014م الموافق 13 شعبان 1435هـ

بدء محاكمة المسؤولين عن حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في تركيا

بدأت الخميس (12 يونيو / حزيران 2014) في اسطنبول محاكمة المتهمين بالوقوف وراء الانتفاضة التي هددت الحكومة التركية قبل عام واعتبرت على الفور محاولة جديدة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاسكات حركة الاحتجاج في البلاد.

وبعد اسبوعين على اعمال عنف في الذكرى السنوية الاولى لحركة الاحتجاج، يمثل 26 عضوا من جمعية "تقسيم تضامن" امام محكمة جنايات بتهم متعددة من بينها المشاركة في "تنظيم اجرامي" يمكن ان تؤدي في حال ادانتهم الى حكم بالسجن حتى 30 عاما.

وقبل الدخول الى قصر العدل وسط حماية من اجهزة الامن، اعترض المتهمون على الملاحقات بحقهم ووجهوا اصابع الاتهام الى الحكومة.

وقالوا في بيان امام حوالى مئة من ناشطي "تقسيم-تضامن" ان "هذه المحاكمة ستبقى وصمة في تاريخ هذا البلد. انها محاكمة العار والاحراج وتعتبر اشبه بفضيحة".

واضافوا قبل الدخول الى قاعة المحكمة ان "رجب طيب اردوغان الذي يواصل قمع المتظاهرين في الساحات (...) وحكومته هما اللذان يجب ان يكونا في قصف الاتهام بتهمة المساس بالديموقراطية ودولة القانون".

ومن بين المتهمين مجموعة من الشخصيات من المجتمع المدني التركي وخصوصا رئيسة نقابة المهندسين موتشيلا يابيتشي ورئيس نقابة الاطباء علي جركس اوغلو.

وبدا تحركهم في اواخر ايار/مايو 2013 بعد تعبئة مجموعة صغيرة من الناشطين المؤيدين للبيئة المعارضين لازالة حديقة غيزي الشهيرة القريبة من ساحة تقسيم في اسطنبول.

وبعد تدخل عنيف لقوات الامن فجر 31 ايار/مايو، تحول التحرك الى موجة من الاحتجاجات الشعبية لا سابق لها ضد تسلط الحكومة الاسلامية برئاسة اردوغان الذي يحكم دون منازع منذ 2003.

وطيلة ثلاثة اسابيع شارك اكثر من 3,5 ملايين تركي في مئات المدن التركية في تظاهرات واجهتها السلطات بقمع عنيف مما اوقع ثمانية قتلى على الاقل واكثر من 8 الاف جريح وتوقيف الاف الاشخاص.

الا ان الحكومة استعادت السيطرة على الوضع بحزم وعملت على عدم حصول اي احتجاجات اخرى.

وفي 31 ايار/مايو الماضي، قام اردوغان بتعبئة اكثر من عشرين الف شرطي قاموا بتفريق التجمعات المحظورة واوقفوا اكثر من 300 شخص في اسطنبول وانقرة وحدهما.

والثلاثاء، اتهم اردوغان الذي يستعد لاعلان ترشحه قريبا للانتخابات الرئاسية المقررة في اب/اغسطس، مجددا "جماعة غيزي" بالوقوف وراء "مؤامرة" ضد نظامه. وقال "لم يكونوا يريدون حماية الاشجار والبيئة بل اثارة الفوضى".

وفي هذا الظرف السياسي يتوقع المتهمون ان تكون المحاكمة مسيسة للغاية. واعتبر احد اعضاء جمعية "تقسيم تضامن" ويدعى تيفون كرامان "اذا التزمنا بالقانون من غير الممكن ان تتم ادانتهم".

وتابع كرامان "لكن الحكم وكما نعلم سيكون سياسيا ويمكننا توقع ان تتم ادانة ابرياء".

واكد باكي بوا المحامي والمتحدث باسم الجمعية التركية لحقوق الانسان ان "الهدف الوحيد للمحاكمة هو تخويف الناس". واضاف انهم "يريدون ان يظهروا انه بالامكان ملاحقة اي شخص ايا كان عمره او مهنته لمجرد مشاركته في تظاهرة".

واشارت منظمة العفو الدولية الى ان اكثر من 5500 شخص احيلوا امام القضاء لمشاركتهم بشكل او باخر في التظاهرات وبعضهم لمجرد قيامهم باعادة ارسال تغريدات تدعو الى النزول الى الشارع.

من جهته، ندد الاتحاد الدولي لحقوق الانسان في تقرير صدر في الاونة الاخيرة ب"حملة القمع المنظمة" التي تشنها السلطات ضد كل اشكال المعارضة ضدها وذلك بعد صدور قوانين جديدة تعزز الرقابة على الشبكات الاجتماعية والقضاء.

وبحسب منظمة العفو الدولية فان اكثر من 5500 شخص احيلوا الى المحاكم وفي بعض الاحيان بموجب قانون مكافحة الارهاب بتهمة المشاركة في حركة الاحتجاج.

ومع فضيحة الفساد التي هزت اعلى هرم الدولة هذا الشتاء، اعتمدت الحكومة سلسلة قوانين عززت قبضتها على الفضاء وشبكات التواصل الاجتماعي.

ونددت منظمات دولية مدافعة عن حقوق الانسان بمحاكمة محتجي غيزي.

وقال اندرو غاردنر من منظمة العفو الدولية "انها محاكمة دافعها الضغينة والسياسة يجب ان تتوقف اعتبارا من الجلسة الاولى".

وقالت ايما سنكلير ويب من هيومن رايتس ووتش "اذا اراد المدعون احترام الالتزام الذي قطعته تركيا باحترام حرية التجمع والتعبير، فيجب ان يتخلوا عن كل التهم الموجهة الى المتهمين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً