العدد 4302 - الثلثاء 17 يونيو 2014م الموافق 19 شعبان 1435هـ

الإسقاطات النفسية المريضة تنعت سترة العطاء بالعدائية!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

لا أحد في البلاد يجهل سترة ومكانتها الوطنية والإنسانية والاقتصادية والعلمية. إنسانية وكرامة وإباء وشموخ وكرم سترة لا ينكره أي عاقل منصف، حتى الذين وصفوها بالعدائية يعلمون أنهم يكذبون ويدلسون على أنفسهم قبل أن يكذبوا ويدلسوا على الآخرين.

فتاريخ سترة الساطع الذي يمتد إلى زمن بعيد من عمر هذا البلد، عامر بالعلماء والأخيار والفقهاء والشعراء والأدباء، وتراثها الثقافي والأدبي والفكري والفقهي والعلمي لا يجهله حتى الجهلاء من الناس، ووجودها الذي يرتبط ارتباطاً وجدانياً وإنسانياً وثيقاً بوجود الوطن، وطبعها السلمي الذي جبلت عليه طوال عمرها الإنساني لا ينفيه عنها إلا من ختم على قلبه وعقله بغشاوة سميكة، ومن يحاول أن ينسى أو يتناسي تاريخ هذا الجزء المهم من الوطن، فالمشكلة ليست في هذا الجزء وأقصد سترة العزة، وإنما المشكلة في نفسية من يطلق نعوتاً سلبية عليها، لأنها هي وأهلها أكبر من أن تمس بتفكيره غير السوي بكثير، ولهذا ننصحه أن يراجع نفسيته العدائية التي يسقطها على سترة الخير ويسارع بعلاجها والإعتذار لأهلها الطيبين، لعل التاريخ يغفر له عن إسقاطاته النفسية المسيئة، وحتى لا ينعته العقلاء بالهذيان أو الجنون.

فإذا كان يعتقد من نعت سترة بالعدائية أنه قد استطاع تحريف تاريخها الناصع وتشويه سمعة أهلها، فهو يعيش في أوهام المجانين الذين لا يمتلكون القدرة على التفكير السليم، وإلا هل يعقل أن هناك أحداً في البلاد لا يعرف أخلاق سترة وأهلها؟ وهل هناك من يستطيع أن يمس مشاعر أهلها الكرماء بسوء؟

كل الآراء العاقلة المنصفة التي لا تعاني من أمراض نفسية خطيرة قد أجمعت على سوء نفسية وتفكير من وصفها بالعدائية، فأهل سترة أكبر من أن تطالهم تلك الترهات غير العاقلة التي ليس لها خلفية ثقافية بتاريخ البلاد، ولا تمتلك الوعي الوطني الذي يرفض المساس بمشاعر أي في فرد في هذا الوطن، ناهيك عن المساس بمنطقة كبيرة كسترة الخير، بمجرد الاختلاف في وجهات النظر أو التعبير عن آرائها السياسية والاقتصادية.

والواضح أنه في زمن الأزمات تبرز بعض الآراء غير الحكيمة، لتقذف هذه المنطقة أو تلك بشتى النعوت النفسية، بسبب القلق المصطنع الذي أحاطوا أنفسهم به، وأصبحوا يعيشون في وهم واسع لا وجود له في الواقع حتى بنسبة متدنية جداً، ونقول أن الكل في هذه البلاد يعلمون علماً يقينياً، أن أهل سترة وقراها هم ممن ترتقي بهم البلاد، وهم الذين ساهموا بسجاياهم الطيبة في إنهاء الكثير من الأزمات التي مرت بالبلاد، وليس هم الذين يُحدِثونها، وهم أكثر الناس حرصاً على سلامة وأمن الوطن. ولا يمكننا إلا أن إلا ننحني لرجال ونساء وشباب وأطفال سترة المسالمين، إجلالاً وتقديراً لهم ولتاريخهم المجيد الذي سطره أهلها الأوفياء على مر التاريخ، ولا يمكن لأي باحث تاريخي أو تراثي أن يتغافل عن هذه الحقيقة التي لا يختلف عليها أحد. فسلام عليك يا سترة العطاء وعلى تاريخك وتراثك المعطاء، وعلى كل من يعيش على أرضك الطيبة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4302 - الثلثاء 17 يونيو 2014م الموافق 19 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:44 م

      لكم محبة خاصة يا اهل سترة

      أاجدادهم الأصل والطيبة، وشبابهم قوة و عزيمة، مناطقهم مهمشة تعاني الإهمال، مصادر رزقهم صودرت من مصائب و نخيل ، تمر عليها فتبكي، تخيطها مصانع التلوث، نخيلها ماتت جبرا أو قهرا، لك الله يا سترة ولاهلك الحب ، أنها نموذج من أهالي البحرين الطيبين.

اقرأ ايضاً