العدد 4305 - الجمعة 20 يونيو 2014م الموافق 22 شعبان 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

النجاح والفشل

إن بعض الأشخاص يتباهون بأنهم لا يخافون الموت وهم في الواقع يقولون ذلك بشفاههم لا بقلوبهم، ويأتي السلوك الجيد والمنضبط عادة من ضبط النفس الأمارة بالسوء وهذا يعني أنه يتعّين على من يريد النجاح أن يسيطر على عاداته السيئة قبل أن ينجح في السيطرة على ظروفه وكذلك في ضبط نفسه، وتعدّ هذه أصعب المهمات التي تواجه الإنسان، وإذا لم تنجح في غزو نفسك وترويضها فإن النفس سرعان ما تصبح عدوة لك قبل غيرك.

فكلنا بشر نخاف الموت والفناء، والفرق بين إنسان وإنسان في هذا الصدد ينحصر في درجة الخوف من الموت لا في وجود ذلك الخوف أصلاَ وقد يصل هذا الخوف إلى حد المبالغة والتوهّم بوجود أعراض تؤذن بانهيار الصحة، ففي فطرة كل كائن حي أن يخشى على كيانه ووجوده مما يتهدده، يستوي في ذلك الفيل الضخم والحشرة الصغيرة، الغني والفقير، وهذا دليل قاطع على إرادة الحياة في جميع الأحياء.

إن الناجحين في الحياة ليسوا أولئك الذين لم يفشلوا بل هم أولئك الذين لم يستسلموا للفشل، وفي اعتقادي أننا جميعاً مصابون بذلك الخوف، والقليلون هم الذين يقرّون ويعترفون به والسر في ذلك أن المكابرون منَّا الذين يجتنبون الاعتراف بخوفهم من الموت ومن المرض نفسه يخفون أعراض أمراضهم ليس عن الآخرين فحسب بل عن أنفسهم وتلك الطامة الكبرى.

فلكي تنجح لا تخف من تخاف من الفشل قبل أن تتقدم ولا تستسلم له إذا وقع، إن الفشل قد يكون طريقك إلى النجاح فلماذا الخوف منه إذن؟

وقد تكون الآن في الخمسين من عمرك ولكنك قلق على مستقبل حياتك لأن والديك وافاهما الأجل قبل سن الخمسين ولكن من الجائز جداً أن تكتب يوماً ذكرياتك في كتاب صغير في هذا الموضوع نفسه بمناسبة بلوغك سن التسعين لأننا نؤمن أن الموت موتان، موت تسعى إليه وموت يسعى إليك وأتمنى من الجميع ألا يسعوا إلى الموت بأرجلهم.

صالح علي


ما السبب؟

أفاق سعيد صباح أحد الأيام على صراخ غريب، لم يكن صراخ أولاده المعتاد الذي اعتاد سماعه كألحان الموسيقى الصاخبة أو كصوت المنبه المزعج. هو اعتاد على ذلك، اعتاد أن يسمع هذه الصرخات الكثيرة والحادة التي تشير إلى أن أسرته استيقظت وهي تتناول الفطور.. وأولاده و بناته يتناولون طعامهم ويستعدون للذهاب إلى المدارس. اعتاد أيضاً سماع تذمر زوجته بعد أن تقوم بتجهيز حقائبهم الصغيرة، وتحميلها بوجبات الطعام. صراخ غريب! لا يبدو صراخ طفل... صراخ امرأة، حاد وسوداوي! التفت يميناً و يساراً... زوجته لم تكن بجانبه، اطمأن قليلاً... ربما ذهبت إلى الصالة وتفاجأت ببعض الحشرات المنزلية الأليفة الزائرة. حدث نفسه: ربما سقطت زوجته على الأرض أو انكسر شيء معين. ربما و ربما...

هرع إلى القاعة، كانت زوجته مستلقية على الأرض... تتلوَّى من شدة الألم! رباه! ماهذا الأمر الذي استقبلني به صباح هذا اليوم؟ أين الأولاد؟ يبدو أنهم ذهبوا إلى المدرسة باكراً كعادتهم. ماذا يحدث؟ لماذا تتلوَّى زوجته من شدة الألم؟ أهي تحمل فرداً جديداً سينضم إلى عائلتنا؟ ساعد زوجته على النهوض، أسرع بإحضار عباءتها ثم أجلسها في مقعد السيارة الخلفي. إنها تتألم وتتأوه من شدة الألم. انطلق بها مسرعاً نحو قسم الطوارئ بالمستشفى القريب.

الوقت صباحاً... الشوارع مكتظة! حاول أن يبحث عن طرق مختصرة، لم يفلح! فحتى الطرق المختصرة أو الملتوية مكتظة جدّاً. إنه الصباح... الكل يهرول للعمل. مع أنه في الأحوال العادية يستغرق الوقت ربع ساعة للوصول إلى المستشفى... وصل بعد ساعة تقريباً... زوجته تتألم وتتلوَّى، لا يعلم ماذا يفعل ليخفف عنها طول الطريق.

أخذ زوجته لداخل المستشفى حيث استقبلته ممرضة: «ماذا بها؟» رد: «تتألم، بطنها يؤلمها!». وببطء... دفعتها الممرضة على كرسيٍّ متحرك. اتصل سعيد بمقر عمله لإعلامهم عن تأخره ومكان تواجده، ثم جلس منتظراً. بعد قرابة الساعة... وصل أحد الأطباء ودخل غرفة المرضى، بعد أقل من خمس دقائق خرج الطبيب ومعه الممرضة... كان الأول يخبر الأخيرة: «مسكن للألم يكفي» ثم انصرف.

طأطأ سعيد رأسه منتظراً، تفكر في كلمات الطبيب: «مسكن... يكفي»، هل فعلاً يكفي؟ هل تعالج كل الآلام بالمسكن فحسب؟.حاول أن يشغل نفسه ويداعب صمته بالعبث في جهاز الهاتف المحمول، بيد أن كل ذلك انقطع بسبب صوت الممرضة: «أنت مرافق المريضة فلانة؟».

«نعم! أنا هو...».

«البقية في حياتك ... فقد توفيت...»

ثم انصرفت الممرضة للداخل ببرود وبصورة آلية... بينما وقف سعيد جامداً، لا يعلم ما يفعل... لا يستطيع البكاء بصوت عالٍ، لا يستطيع أن يطلق العنان لدموعه التي لم تولد بعد كي تخرج!

أيمن زيد


وجعلنا من الماء كل شيئ حي

تعليقاً على ما ورد في صحيفة «الوسط» يوم (29 مايو/ أيار 2014) بشأن ما قاله وزير الطاقة والصناعة القطري: إن «دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنتج نحو 60 في المئة من إجمالي إنتاج العالم من المياه المحلاة، وهو ما يمثل كلفة باهظة»، أود أن أتساءل: كم هي نسبة المدخلات المحلية من هذه الكلفة الباهظة؟ أي بمعنى آخر، إلى أي حد نحن في مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى الصرف على المدخلات الخارجية لإقامة وتشغيل مصانع تحلية المياه عندنا؟

وطبعاً، هنا نود معرفة نسبة المدخل الرأسمالي، والمدخل التشغيلي، وهل هناك دراسات أجريت بشأن هذا الموضوع تهدف إلى معرفة هذه العوامل الاقتصادية المساهمة في إقامة مصانع التحلية، تشمل اقتراحات بزيادة نسب المدخل المحلي بقدر الامكان، والتركيز في هذه الدراسات على إقامة مشاريع محلية فرعية تساهم في زيادة النسب المحلية، وربما تؤدي في يوم من الأيام إلى ألا تكون دول مجلس التعاون بحاجة إلى مساعدة أحد لإقامة مصانعها لتحلية المياه.

فبحسب كلام وزير الطاقة والصناعة القطري نحن في مجلس التعاون الخليجي في أمسِّ الحاجة الى المياه المحلاة، وخاصة أن «مجموع مساحة الوطن العربي تشكل 10 في المئة من مساحة العالم، وأن سكانه يمثلون 5 في المئة من سكان العالم، إلا أن نصيب المنطقة من المياه لا يتعدى نسبة نصف في المئة من إجمالي المياه الموجودة حول العالم». اذاً على دول مجلس التعاون توجيه الاهتمام الكبير نحو مصانع تحلية المياه باقامة مركز بحوث ودراسات مختص بشأن هذا الموضوع مجهز بأحدث الأجهزة الاختبارية ومزود بالعقول العاملة في هذا المجال محليين وأجانب بحيث يستطيع هذا المركز أن يساهم فى رفع نسب المدخل المحلي في كلفة هذه المشاريع، وهنا لابد من الاشارة الى ان نسبة أهمية المياه بالنسبة الينا ارفع من نسبة اهمية النفط الينا والى كل مخلوق على هذه الارض، فالانسان الفقير يستطيع ان يعيش ويصبر ويعمل ليأكل، وأما الانسان المحروم من الماء فهو محروم من الحياة كما ورد فى الآيه الكريمه «وجعلنا من الماء كل شيء حي».

عبدالعزيزعلي حسين

العدد 4305 - الجمعة 20 يونيو 2014م الموافق 22 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:42 ص

      الى ايمن زيد

      انا حامل في شهري التاسع واخاف من لحظة مشابهة .... استخفاف بارواح الناس ولعب في صحتهم.
      متعاطفة معك انا وعائلتي والله يكون يعونكم

    • زائر 1 | 7:03 ص

      الصبر جميل

      إنا لله و إنا إليه راجعون
      الله يصبّرك أخي أيمن زيد

اقرأ ايضاً