العدد 4307 - الأحد 22 يونيو 2014م الموافق 24 شعبان 1435هـ

أهداف سياسية مريضة وراء العنف الدموي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مقال نشرته «نيويورك تايمز»، تساءل الكاتب ديفيد بروكس فيما إذا كان بإمكان العراقيين أن يتعلموا من تجربة راوندا التي اجتاحها عنف دموي قبل عشرين عاماً، وخلال فترة 100 يوم قُتل ما بين نصف مليون إلى مليون إنسان (ذبح وقتل نحو 20 في المئة من الشعب). تلك الإبادة الجماعية بدأت من خلال استخدام بعض أصحاب النفوذ لغة التحريض ضد إحدى فئات الشعب، وسرعان ما تحولت البلد إلى حقول مملوءة بالجثث في كل مكان.

موجة العنف في راوندا اتخذت سبيلها من الصراعات العرقية بين قبيلتين هناك (هوتو وتوتسي)، وهي ليست بعيدة من اللغة الطائفية المستخدمة حالياً لتأجيج الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة. ولكن ومع ذلك، فإن راوندا شهدت نمواً اقتصادياً مشهوداً منذ انتهاء تلك الحقبة بمعدل 8 في المئة سنوياً، وارتفع دخل الفرد ثلاث مرات تقريباً، وانخفضت وفيات الأطفال بنسبة الثلثين، كما انخفضت الوفيات المرتبطة بالملاريا بنحو 85 في المئة. والمثير للإعجاب أن الهوتو والتوتسي يعيشون الآن معاً في نفس المناطق.

وعلى أساس ذلك، تحدث الكاتب عن إمكانية تجاوز ما نمرُّ به من فترة دموية تتخذ من الكراهية الطائفية منطلقاً للقتل على نحو هستيري. العنف الدموي لا يحدث بين الناس، وإنما يتم تنظيمه وقيادة تنفيذه من الأعلى إلى الأسفل ضمن سياق سياسي محدد. بمعنى آخر، فإن القادة السياسيين المؤثرين في الصراع يستخدمون العنف الطائفي أداةً لتحقيق أهداف سياسية.

ما فعلته راوندا من تغيير؛ هو أن النخبة السابقة التي قادت المذابح لم يعد لها وجود، وتم منع التحريض العرقي والتشنيع على أساس الانتماءات القبلية، كما منعت أي جهة من اللجوء إلى القوة. النظام الراوندي ليس ديمقراطياً كما ينبغي، ولكنه ليس عبثياً ولا يلعب بالانتماءات المجتمعية من أجل أهداف سياسية، وهو يسعى لتقليد أنموذج سنغافورة. وفي الإشارة إلى سنغافورة، فإنه ومهما قيل عن الطريقة غير الديمقراطية في أسلوب الحكم، إلا أن النخبة السياسية هناك حسمت موضوع التماسك الاجتماعي ولا تسمح لأيّ جهة أن تتلاعب به.

وهذا يرجعنا إلى موضوعنا في العراق والمنطقة، إذ أوجدت النخب والقوى السياسية لنفسها خطاباً يقوم على الصراع الطائفي، واستخدام ذلك من أجل تحقيق الأهداف السياسية. وقد وصل هذا البلاء إلى أقصى خطورته في العراق حالياً، وهو خطر كبير لا يستفيد منه من توخى تحقيق أهدافه السياسية المريضة من خلال تمزيق المجتمع وتفضيل بعضه على الآخر، وتبرير انتهاك حقوق الآخرين وقتلهم على أساس طائفي بغيض.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4307 - الأحد 22 يونيو 2014م الموافق 24 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 1:59 م

      .....

      شنؤا السيستانى لحمل السلاح العراقيين سنه وشيعه يحمدوا ربهم ان فيهم فقيه فى وزن السيد على السيستانى الرجل يرى ما لاتراة انت هائولاء الثوار الدين تقصدهم انت وامثالك مادخل حرق الكنائس واغتصاب النساء وارغامهم على نكاح الجهاد والبطيخ وتدمير ابار النفظ والسرقه وتدمير كل شى له صله فى الماضى والحاضر بمطالب عادله من حق الشعب العراقى سنه وشيعه واكراد ومسيح وكل الطوائف ان يعاملوا بل المثل المالكى له اخطاء وهو ليس بنبى هناك كتل سنيه تمثل الشعب ولكن هناك من يريد ان يدمر المنطقه ابتداءا من سوريا ولم ينجحوا

    • زائر 25 | 6:47 ص

      سلالة

      سلالة الخوارج التكفيريين دمرو الاسلام باسم الاسلام المشتكى لله وقاتل الله الجهل والله اخلص الامة العربيه من داعش الارهابى سافك الدماء البريئة وخلص الشعوب الاسلاميه من حكامهه الظلمه وخلصهم من كتاب المصالح الكفرة

    • زائر 22 | 3:25 ص

      مذهبنا يقول

      لا يمكنك قتل اي انسان سني بري مستحيل نقتل شخص بري لا زم تفهمون هذا الشي حرمة الدماء في الاسلام ولكن من يعتدي على عرضك من يرفع السلاح بوجهك من يريد احتلال ارضك يجب عليك الدفاع عن نفسك وعرضك ما في داعي انكم تؤولون فتوى السيد السيستاني انها ضد السنه في العراق هي ضد داعش ومن لف لفهم
      هناك من وقف من اهل السنه مع فتوى السيستاني وذهبوا لقتال داعش ياسنه شغلوا عقولكم

    • زائر 20 | 2:35 ص

      عودة وحدة حرية اشتراكية

      هل تعني امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة يا زائر 11

    • زائر 19 | 2:19 ص

      ؟؟؟

      سياسة المالكي الطائفيه هو من وصل العراق الى الاقتتال بين السنه والشيعه... جميع مراجع الشيعه والملشيات في العراق يناصرون المالكي الطائفي ويتطعو لدفاع عنه وحمايته وليس لدفاع عن العراق

    • زائر 17 | 2:16 ص

      امة عربية واحدة: هل هذا صحيح

      كيف كان العرب قبل الاسلام. امة واحدة ام قبائل متناحرة.
      بعد الاسلام امة واحدة ام انصار و مهاجرين,
      الحضارة الاسلامية كم استمرت. و ما دور العرب فيها.
      من هم علماء المسلمين. من هو خالد بن الوليد. من هو قطز من هو بيبرز .
      علماء الدين بل وعلماء اللغة و النحو هل هم عرب؟

    • زائر 16 | 1:47 ص

      من اجج الفتنه معروف

      من اجج الفتنه هو الذي أفتى بعدم مقاومة الغازي و الان يفتي بقتال المكون الاخر في العراق

    • زائر 15 | 1:33 ص

      رأي مجحف

      فعلاً انه لكلام مجحف من يتهم السيد السيستاني بأزكاء الطائفيه فهو دعاء للدفاع عن النفس والعرض ضد من دخل البيت وروع الآمنين هذا جد منطقي فالدفاع عن النفس والعرض واجب ضد المفسدين في الأرض ،، فرجاً لا تقلبوا الحقيقه .. فقط لانه السيد الشيعي

    • زائر 14 | 1:26 ص

      شكرا

      كأني بك تشير الى فتاوي تلك المراجع الكبرى ودعوتهم لجهاد الكفاية وبعض المراجع الذين لبسوا ثياب العسكر ؟ الله يستر

    • زائر 13 | 1:23 ص

      صح لسانك

      جميل ان نتوافق على ابعاد المنابر الدينية والتنظيمات ذات الخلفيات الطائفية من المشهد المحلي

    • زائر 11 | 1:05 ص

      اسمح لي يادكتور من على منبرك الكريم هذا ان اقول

      طالما اننا مختلفين عقائديا لماذا لا تتحركة هذه الامة كامة عربية واحدة ، العروبة تاريخيا اقدم من الاسلام .. اعتقد انه اوان القومية العربية والا فان هذه الامة مصيرها الخراب والدمار.. العروبة هي سفينة نجاة هذه الامة لانها فشلت تماماً في معرفة معنى الدين ، الذي قسم الامة العربية ورسم حدود هذا العالم قد فصله بكيفية محترفة لاتقوم للعرب فيه قائمة بعد اليوم استيقضوا

    • زائر 9 | 12:46 ص

      عقلاء العالم وحكمائه ومن لديهم ادنى درجات العقل يدركون خطورة الوضع الا...

      كما كان المقبور صدام يوزّع الموت على الشعب العراقي وعلى دول الجوار وقد حذّر بعض الحكماء من أن صدام سوف لن يكتفي بدول دون غيرها ولم يسمعوا حتى وقع ما كان وها هي نفس الاحداث تتكرر والبعض وضع اموال الشعوب الى اشعال حروب تدمّر وتحرق شعوبا اخرى

    • زائر 8 | 12:39 ص

      الفرس

      كل مشاكل الدول العربية ورائها ايران لانها دولة عنصرية طائفية و تريد احتلال هذه الدول بطريقة نشر التشيع اثتا عشرى كنا نظن ان اسرائيل هى خطر علينا اكتشفنا ان خطر ايران علينا اكثر من اسرائيل من حبث ان ااسرائيل تحتل الارض و اتخليك على مذهبك و لا تحولك الى يهودى اما ايران تحتل بلدك واتغير مذهبك و تحولك الى شيعى موالى لها مثل ما تفعل فى دول الخليج حاولت فى مصر لكنها فشلت بسبب يقظة شعب المصرى

    • زائر 7 | 12:22 ص

      هاذى عادة المسلمين ومن

      قديم مو شى ييديد تعددت الاسباب والفعل والعقل ويا النتيجة وحده وتالى انقول الكفار ظلام عيل احنا اش نطلع

    • زائر 4 | 10:57 م

      الاسلام السياسي

      احداث العراق تثبت للمره المئة بان الاسلام السياسي لا يمكن ان يقود الى مجتمع مدني وتحقيق الديمقراطية. فاقد الشئ لا يعطيه.

    • زائر 3 | 10:43 م

      له منطلقات دينية و التاريخ الاسلامي دموي

      سيطرة حديثين العهد بالاسلام على الدولة الاسلامية ما بعد خلافة عمر ابن الخطاب و تمكنهم من التأثير على القرار في عهد عثمان و الانقلاب على علي و اجبار الحسن على التنازل جعلت الدولة الاسلامية بيد اولئك الذين دخلوا الاسلام استسلاما للواقع لا اقتناعا و بالتالي كثير من العادات الجاهلية اعطيت صبغة دينية و خاصة في الشأن السياسب

    • زائر 2 | 10:40 م

      ؟؟؟

      بفتوة السيستاني لحمل السلاح و قتل السنه في العراق هي من اجج الطائفيه الآن فليتحملوا النتائج

    • زائر 6 زائر 2 | 12:14 ص

      لاتقلبون الواقع

      السيستاني لم يفتي بحمل السلاح ومحاربت قاطعين الرؤس الا يوم دخلو العراق وقامو بالقتل والاغتصاب مادريت يقول لهم تعالو قتلونه راح يسحقونهم سحقا قريب

    • زائر 12 زائر 2 | 1:23 ص

      لا تحوّر الفتوى وتكذب بهذه الطريقة السمجة كما تعودنا منكم

      كذبتم وحرفتم وزورتم على الشعب البحريني هذا شأنكم. ولكن التقوّل والكذب على عالم مثل السيستاني وفتواه موجودة للعالم كله اضطلع عليها واعتقد انكم لم تقرأها وانما رددت كلاما كالببغاء سمعته من ربعك ولم تكلف نفسك قراءة الفتوى وهذا شأنكم جعلوكم مقصة ومسخرة يسوقون عليكم كل شيء

    • زائر 23 زائر 2 | 3:31 ص

      د ا ع ش

      أذا كنت تعتقد بأن جماعات داعش الأرهابيه من أهل ..... فهذه مصيبه كبيره ،، هؤلاء متعطشون للدم وخطرهم سوف يطال كل من دعمهم بالمال أو بالتحريض

    • زائر 1 | 9:51 م

      يؤسفني تحليلك بادكتور

      تسلط الضوء على جانب واحد وكأنه المسؤول الاول والاخير وهذا غير منصف أبدا

اقرأ ايضاً