العدد 4308 - الإثنين 23 يونيو 2014م الموافق 25 شعبان 1435هـ

ملف البعثات الدراسية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خلال الأسبوع الماضي، زارت مئات العوائل مبنى «الوسط» احتفاءً بما حققه أولادهم وبناتهم من نتائج دراسية متقدمة، ولنشر صورهم في ملحق المتفوقين.

خلال هذه الفترة التقيت بعددٍ من أولياء الأمور، وكان الهاجس الأكبر لديهم هو حرمان أولادهم المتفوقين من البعثات، رغم تسجيلهم نسباً عالية؛ وفي حالة الحصول على بعثة، يتم حرمانهم من رغباتهم الأولى، ودفعهم قسراً إلى خيارات دراسية سجّلوها في آخر سلم الأولويات.

هذه المشكلة لم تكن موجودةً قبل عقود، ولم تبدأ بالظهور إلا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد العام 2011، حيث ازدادت قبضة الجماعة الدينية المتسلطة على رقبة الوزارة، وأدّت إلى حرمان عددٍ كبيرٍ من الطالبات والطلاب المتفوقين الذين ينتمون إلى فئة معينة من المجتمع.

في الفترة السابقة، كانت الوزارة تتبع سنّةً محمودةً، بنشر أسماء ومعدلات الطالبات والطلبة الحاصلين على البعثات والرغبات الدراسية، بكل شفافية. ولذلك حصل الآلاف من الطلاب والطالبات، من مختلف المناطق والمحافظات، على فرص عادلة متساوية لإكمال دراساتهم الجامعية عن كفاءة واستحقاق. وهؤلاء يشغلون اليوم كثيراً من الوظائف والأعمال في وزارات الدولة وهيئاتها، فضلاً عن شركات القطاع الخاص أو مؤسساتهم الشخصية.

كانت إدارة البعثات بوزارة التربية والتعليم تعرض البعثات لمختلف التخصصات، على عموم أبناء الشعب، دون تمييز أو تفضيل أو محاباة، فمن شاء فليدرس ومن شاء فليترك العلم. ولم تكن تسمع مثل هذه الشكاوى التي نسمعها بكثرةٍ هذه الأيام، عن إقصاءٍ أو تمييزٍ، أو ظلمٍ في بعثة، أو حرمانٍ من ترقية، أو منع حافز مستحق. وكان الفصل إجراءً نادراً جداً. فلماذا اليوم قلبت الوزارة للناس ظهر المِجَنّ، وغيّرت كل تلك السياسات القائمة على مبدأ تكافؤ الفرض، واستبدلتها بسياسات طائفية وبطريقةٍ مكشوفةٍ للجميع؟

هذه السياسات الخاطئة مدمّرةٌ للتعليم في البحرين، ولمستقبل آلاف الطلاب والطالبات، الذين يجدون أنفسهم ضحايا لتسليط جماعةٍ دينيةٍ انعزالية على وزارة التعليم. وهم من جانبٍ آخر، يذهبون ضحية لسياسات العقاب الجماعي، في قضايا ليس لهم ناقة فيها ولا جمل، مع هذا الفرز الطائفي الذي تشهده الساحة. فيكفي أن تكون من سكنة مناطق معينة لتوضع في دائرة الشك والاستبعاد. وهي قضيةٌ برزت بصورةٍ حادةٍ بعد 2011، ولا مجال لإنكارها لتواترها على الألسن، ولكثرة الشكاوى التي تصل إلى الصحافة، خصوصاً في أعقاب توزيع البعثات.

ما يعزّز ذلك، هو «البدعة» التي لجأت إليها الوزارة، بتخصيص 40 في المئة من التقييم إلى المقابلة الشخصية، مقابل 60 في المئة لمعدل الدرجات العلمية، وذلك من أجل «تبرير» حرمان أكبر عددٍ من تلك الفئة المستهدفة، من التعليم الجامعي. هذه هي الحقيقة بصراحةٍ ومكاشفةٍ تامة، ومن يحاول التذاكي وخداع الجمهور فلن يفلح إذاً أبداً، فليس هناك بلدٌ خليجيٌ واحد، يتّبع هذه السياسة الملتوية لحرمان مواطنيه الشباب من التعليم الجامعي.

هناك المئات من المتفوقين ممن تضرّروا من هذه السياسة الخاطئة في الأعوام الثلاثة الماضية، بعضهم اضطر للقبول بخياراتٍ أخرى لم تكن مرغوبةً لديه كأولوية في مسار حياته العلمي، وبعضهم اضطر إلى التنازل قسراً عن البعثة التي يستحقها، من أجل دراسة التخصّص الذي يريده، ليدرس على حساب أسرته، فيما ذهبت البعثة لأشخاص أقل استحقاقاً علمياً.

الظلم ظلمات... والظلم من الجماعات الدينية المستخدمة لضرب المكوّنات الاجتماعية الأخرى أشدّ وأنكى، والحجة عليهم أبلغ وأقوى.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4308 - الإثنين 23 يونيو 2014م الموافق 25 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 3:15 م

      ظلم واضح

      شكراً لك يا استاذ قاسم على هذا المقال ،وحقاً ان الألية المتبعة لتوزيع البعثات غير منطقية وغير عادلة ولا يوجد اي بلد خليجي يتبع مثل تلك الطريقة بل ان الطلاب في تلك البلدان الحاصلون على 70% فما فوق يحصلون على بعثات وبالرغبات المطلوبة ايضاً

    • زائر 23 | 8:49 ص

      عجبي انك تعجب .... تذكر نحن في بلاد العجائب

      اللهم اننا ظلمنا فاتتقم لنا ممن ظلمنا ياقادر ياقهاار

    • زائر 22 | 8:47 ص

      الدنيا دوارة

      سيد بلا لف ودوران ،، أنتهت فترة دويغر والتي كانت ذهبية لطائفة معينة !! وجاءت الان فترة الأخوان أو السلف وهي فترة حاسمة ومهمة لطائفة أخرى !! الشاهد من كلامي يا سيد بأن تذكر ما لك وعليك لكي تكون قلم حر وعادل

    • زائر 24 زائر 22 | 2:13 م

      هناك اطباء يعملون منذ سنوات متخرجين من لندن و ايرلندا

      بعثات على حساب التربية و العسكر بالخش دون اعلان عن البعثات

    • زائر 21 | 7:13 ص

      تأكدوا إن الله معكم

      المؤمن مبتلى ، يا أصحاب المعدلات العليا ويا من تعبتم لأجلها ومنعتم من تحقيق رغباتكم تأكدوا أن هذه الأيام سوداء للجميع ولكن الظلم وإن طال أمده لابد أن ينجلي وتدور الدوائر على مرتكبي الآثام والعدوان ، لا تيأسوا وثابروا وتيقنوا إن الله معكم مهما طال الزمن ، لا هذا الوزير الذي يمارس الطائفية بكل أنواعها وحربه حتى على الروضات سيبقى ولا الطائفيين والداعشيين في الوزارة سيبقون ، كلهم سيغادون المكان وسيعود الحق إلى اصحابه ولن يتذكر الناس هذا الوزير وبطانته إلا بالسوء وبعدها سيعرف هذا الوزير فضاعة أفعاله.

    • زائر 20 | 5:35 ص

      الظلم ظلمات يوم القيامة

      هذه الوزارة المحكومة بالطائفية المتأصلة والمتحكمة بها انفجرت أكثر بعد العام 2011م وبان ما كان تحت الطاولة فصعد فوق الطاولة وبكل وقاحة.
      موضوع البعثات والتلاعب بها مثل الشمس في كبد السماء.
      موضوع الحوافز والمكافأت علمنا من مصادر موثوقة ومؤكدة أن حفلة الزار والانتقام سوف تستمر للعام الثالث في حرمان كل من أوقف عن العمل ممن رفعت أسمائهم لهذا العام بلا قانون إلا قانون الحقد والحسد والطائفية البغيضة.
      اسمر ياسيد بالدفاع عن المظلومين ونشر مظالمهم بارك الله فيك.

    • زائر 19 | 5:33 ص

      الظلم صار له زمن

      لقد ظلم زوجي من قبل وظلم ولدي كانو متفوقين لكن الاول تشتغل الوساطات والحين الظلم الطائفي ما اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 18 | 5:13 ص

      ابني متفوق

      الخوف أن ابني الذي حصل على معدل 95.4 أن يحرم من دراسة التخصص الذي يرغب فيه ويخسر البعثة أو المنحة لطائفية هذه الوزارة وهذا حال كل أبناءنا وبناتنا المتفوقين الله يفرج

    • زائر 17 | 4:21 ص

      وزارة الفساد والإفساد

      المتتبع للشأن البحريني يرى وبكل سهولة مم آلت إليه يد الحبث من تدمير للبلد بنفس طائفي بغيض وما هذه الوزارة الا حلقة من حلقات الفساد المستشري في البلد ولا حل الا بتطهير الوزارة من هذه المسوخ من أعلى الهرم حتى أسفل السلم

    • زائر 13 | 2:13 ص

      كلام في الصميم

      و الدليل انه و بالرغم من كل الاحتجاجات و المقالات و الكلام المتداول بخصوص طائفية الوزارة في توزيع البعثات فان الوزارة لا تكلف على نفسها كشف اسماء المبتعثين و درجاتهم و البعثة الحاصلين عليها بالنسبة لترتيب الرغبات

    • زائر 12 | 2:01 ص

      يقولون تهميش السنه في العراق

      تعالوا شوفوا داعش شنو مسويه عندنا 40 % للمقابله هذا مو تعسف وتمييز يعني البحراني 40% خاسرها لانه خائن في نظرهم بقت 60 % يعني معروفه ان رغبتك الاولى مستحيل تحصلها لان يوهر وبخي ضامن 40% قبل اي شي بعدين بالراحه راح يحصل قول 40% على معدله يعني 80% هذا مو ظلم من الدواعش وتقولون مافيه تمييز على الاقل المالكي ما سوى اللي سويتوه السنه يدخلون كل الكليات يدخلون الجيش ويوصلون الى عقيد احنا نتحداكم يكون عندنا عقيد اسمه جعفر لو عبدالحسين مافيه بلد فيها طائفيه في كل الدنيا مثل اللي عندنا

    • زائر 11 | 1:46 ص

      المجنس له الاولوية

      المجنسين لهم أولوية الدولة تصرف على الأجنبي وتهين المواطن فقط لان مذهبه يختلف عن مذهبها كيف ينامون واي ضمير يمكن ان يتحمل ظلم أناس متميزين

    • زائر 10 | 1:33 ص

      الصراحه

      هذه الجماعات تكفيريه ولا وداعشيه ولا مجال للانكار انهم يعتبرون فئة كبيره من الشعب كفار ويجوز ظلمهم وسبيهم وانتهاك حرماتهم وهم يستعماون التقيه النكره لديهم مع الجميع مع الشعب والحكم على حد سواء

    • زائر 9 | 1:29 ص

      كويتب حاقد ازعجه تفوق ابناؤنا فراح يضرب في الوزارة يمينا وشمالا

      لم يكتف بعض الحاقدين ممن لصّقوا زورا في الصحافة فقط لأنه اجاد لغة السبّ والشتم في الطائفة الشيعية ازعجه تفوق هؤلاء الفتية فراح يضرب اخماس بأسداس ويعوز ذلك الى تقصير ممن سلط لقطع دابر ابنائنا من التفوق ولا يعلم اننا اولاد منابر علي والامام الباقر والصادق ثقافتنا وعلمنا هما ما يميّزنا على طول التاريخ

    • زائر 8 | 1:20 ص

      نعم هذه الجماعة اطلقت يدها فماذا تتوقع من يد مثل هذه

      بعض الآياد اذا اطلقت اهلكت الحرث والنسل وخرّبت البلاد والعباد هي هذه الأيادي التي اطلقوها لتعيث في وزارة التربية والعليم فسادا من غير حسيب ولا رقيب، بل يوجد من يحثهم على زيادة جرعة الظلم والجور ممن يسمون انفسهم صحفيين

    • زائر 6 | 1:05 ص

      المعلومات غير دقيقة

      الظلم في البعثات من زمان على الأقل من نهاية الثمانينات حيث كان بعلن عدد معين بينما يوزع من خلال جمعيات دينية عدد آخر تكتشفهم عند إلتقاء الطلبة في الجامعة خارج البحرين بالإضافة الى عدم الإعلان عن بعثات باقي الوزارات و الدفاع احدى تلك الوزارات

    • زائر 5 | 12:56 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      العجب كل العجب من هؤلاء الذين يدعون التدين وهم يمارسون اقسى انواع الظلم بحرمان طالب من حقه في الدراسة وهو احق بها لتعطى الفرصة للغرباء بأخذ حقه
      الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 4 | 12:54 ص

      منفوقون محرومون

      شكرا جزيلا لك على اهتمامك بملف المتفوقين المظلومين

    • زائر 2 | 12:52 ص

      ولكي لا نجد ملجأ آخر غيرهم زادوا عنادا

      فرضوا رقابتهم على البعثات الاهليه والجمعيات وعملوا على تقويض آمال المتفوقين بكل مايملكون من خبث وسلطه. .فقط. ..نعلمكم أن اليقين بكرم الرحمن زاد عمقا عندنا فكلما اغلقتم بابا فتح الله عوضاً عنه الف باب ....وكلما احكمتم قبضتكم على آمالنا أكرمنا الرحمن بتحقيقها رغماً عنكم. ..بصراحة بت أشفق عليكم

    • زائر 1 | 9:58 م

      طائفية بإمتياز

      وزارة التربية والتعليم طائفية بإمتياز مع مرتبة الوقاحة الأولى

اقرأ ايضاً