العدد 4309 - الثلثاء 24 يونيو 2014م الموافق 26 شعبان 1435هـ

نريدها دولة مؤسسات أم جواسيس؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثارت سيدة مجهولة زوبعةً قبل يومين، عندما بثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مصوراً لأحد أجنحة مجمع السلمانية الطبي، وهي تتكلم عن خلو الجناح من الممرضات، فيما كان يُسمع صراخ بعض الأطفال الرضع.

بدت السيدة المجهولة تتصرف كمحقّقة جنائية، تريد أن تصوّر وتحقق وتصدر حكمها بإدانة طاقم التمريض العامل في الجناح بأقصى سرعة.

وزارة الصحة أمسكت الخيط بسرعة وأعلنت عن بدء تحقيق في الموضوع، وأعلنت أمس (الثلثاء) في بيان رسمي، «كذب الادعاءات» التي تم تداولها لفيديو «بكاء طفل بجناح 407» بالسلمانية، بشأن عدم وجود العاملين بالجناح وعدم وجود مراقبة. واستندت الوزارة إلى ما سجلته الكاميرات الأمنية المثبتة بالجناح، حيث أثبتت وجود العاملين وقت تصوير المقطع الذي استمر لمدة دقيقة واحدة. وقد رصدت دخول سيدة منقبة القسم يوم الخميس (19 يونيو/ حزيران) الساعة 10:45 دقيقة، ووقفت أمام منضدة الاستعلامات وأخرجت هاتفها النقال والتقطت خلسةً صوراً مختلفةً لمدة تزيد عن الدقيقة الواحدة بثوانٍ قليلة، بينما تواجد الموظفون الذين كانوا يؤدون عملهم بالجناح.

الوزارة أشارت إلى جملة من المخالفات التي ارتكبتها السيدة المجهولة، من بينها خرقها لقانون منع التصوير في المؤسسات الصحية، وانتهاكها خصوصية المرضى والجناح الخاص بأمراض النساء والولادة، ونشر مقطع الفيديو. وبثت الوزارة المقطع بالكامل على موقعها الرسمي بعدما قامت السيدة المشبوهة ببث ما صورته، حتى يتبين للجميع مدى الافتراء والكذب الذي وجّه لوزارة الصحة وطواقمها الطبية والتمريضية.

الفيديو صُوّر خلسةً ونُشر بعد أربعة أيام، بعدما خضع لتشاورٍ - كما يبدو - ليثير هذه البلبلة الواسعة، وكان واضحاً فيه النبرة التحريضية المقصودة ضد العاملين الصحيين. وحسناً فعلت الوزارة بإجراء التحقيق، وإعلان النتائج بكل شفافية لمكاشفة الجمهور بالحقيقة.

«السلمانية» هو أكبر مجمع طبي حكومي، تلجأ إليه أغلبية الشعب البحريني، وقطاعٌ كبيرٌ من الوافدين. ورغم تعرّضه للكثير من الهزات والإجراءات وتصفية الحسابات السياسية، إلا أنه بقي الملجأ الأخير لغالبية الناس للعلاج. فمِن مصلحة مَنْ تدمير هذا المجمع العريق؟ ولمصلحة أية أهدافٍ يجري التشهير والافتراء على كوادره الوطنية وهم خيرة طاقات البلد؟

السؤال الأهم: لماذا أثار هذا المقطع المفبرك الرديء، والذي لا يزيد على دقيقةٍ واحدة، كلّ هذا اللغط والبلبلة؟ أليس ذلك لوجود أرضيةٍ محتقنةٍ تتلقف مثل هذه الفبركات وتهشّ للتحريضات من أصحاب النفوس المريضة؟

ثم ألم تكن هذه الحالة تحصيل حاصل، ونتاجاً طبيعياً لسياسة التحريض الطائفي القائمة على قدمٍ وساق منذ سنوات، لضرب مكوِّنٍ بآخر، لشرخ المجتمع الواحد، وتشطير الوطن الواحد، من أجل أهداف سياسية قصيرة البصر؟

ثم إن هذه الحادثة لم تكن يتيمة، فقد شاهدنا تجليات هذه النزعة التحريضية المريضة، بما تستبطنه من عدوانية وعدوان، وحبّ مَرَضي في الإيذاء والوقيعة بالآخر، على عدة مستويات وقطاعات. ولم تنجُ منها حتى الطبقات ذات التعليم العالي، حيث افترى أطباء على زملائهم، وقدّموا ضدهم شهادات زور، أدّت بهم إلى الفصل والتحقيق و... السجن.

هناك مثقفون وشعراء وصحافيون وإعلاميون ورياضيون، شهدوا زوراً وبهتاناً، ضد زملائهم من المكوّن الآخر، في ظل هذا الانقسام الكبير، وتسبّبوا أيضاً في قطع أرزاقهم وتجويع عوائلهم، وبعضهم تآمر على جاره ليزيحه ويحل محلّه في العمل، دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو يصحو ضمير.

لقد شهدنا تمزيق النسيج الاجتماعي الواحد، والتفريق بين أخوّة الدين واللغة والوطن والدم، من أجل أهداف سياسية مرحلية وضيعة، لا تساوي كل هذا العذاب والمعاناة والفرقة التي يعانيها البلد. فلماذا نستغرب من فيديو الطفل المفبرك؟ ألم يحن الوقت لنسأل أنفسنا جميعاً: نريدها دولة مواطنة ومؤسسات... أم دولة جواسيس؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4309 - الثلثاء 24 يونيو 2014م الموافق 26 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 1:05 م

      ااسيدة هي ممرضة حاقدة

      يا سيدنا هذه الحاقدة التي أرادت أن تخلق بلبلة وتسئ للكادر الطبي في جناح 407 هي ممرضة - قد تكون متآمرة مع أطراف أخرى بهدف الإساءة للأخرين - على وزارة الصحة فتح تحقيق محايد

    • زائر 17 | 6:14 ص

      اللهم

      اللهم خلص شعب البحرانى من الظلم وفرج عن معتقلينا وارحم شهدائنا وشهداء الشيعة فى كل مكان يارب العالمين

    • زائر 16 | 3:34 ص

      هذا من نتاج تجنيس الساقط واللاقط

      للاسف

    • زائر 15 | 3:17 ص

      الطائفيه وما ادراك ما الطائفيه

      خلاص هائولاء عقماء لافائده منهم نخرت فيهم الطائفيه مثل السوس فى السن لايحس به صاحبه حتى فوات الاوان لاحول ولا قوة اولا قوة الابا الله

    • زائر 14 | 2:22 ص

      كلمة حق

      والدتي يرحمها الله كبيرة في السن اختارها الله في السلمانيه بعد ان بقيت هناك لأزيد من 45 يوم . اشهد بأنها طوال وجودها هناك كانت تحظي برعاية واهتمام الكوادر الطبيه من أطباء وممرضين وممرضات وبالرغم من صعوبة وضعها الصحي الا ان الجميع كان يبدل كل ما يستطيع لرعايتها والأهتمام بها . اود ان اسجل شكري لكل من عالج واهتم بوالدتي رحمها الله واود ان اقول وبكل امانه ان مجمع السلمانيه الطبي هو احد الصروح التي يجب ان نحمد الله عليها . تحية للوزير الشهابي ولجميع العاملين في القطاع الصحي ودمتم في رعاية الله .

    • زائر 13 | 2:08 ص

      ماذا ستفعل الوزارة الان؟

      هل ستكتفي بتوضيح الحقيقة ام ستقوم بمعاقبة المفترية لتنال جزائها؟

    • زائر 18 زائر 13 | 6:29 ص

      لن تعاقب

      اكيد ظهرها قوي لكن الله مو غافل: وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون

    • زائر 12 | 1:58 ص

      مخبروين، قرى مسيّجّة، شوارع سيارات الشرطة تزيد عن السيارات المدنية

      هكذا هو البلد معسكر عسكرة تامة هم يريدونها كذلك ويتفاخرون بذلك. في بعض الاحيان والاوقات التي يقل فيها عدد مستخدمي شوارع البحرين لا تكاد ترى الا سيارات الشرطة بكثافة في كل مكان.
      قرى مسيّجة بالكامل. شوارع عامة الغيت منافذها.
      اذا سافرنا لمدة اسبوعين لا نكاد ترى شرطي واحد واذا دخلنا البحرين لا تكاد تخرج من بيتك ساعة واحدة وترجع الا وترى عشرات من الشرطة

    • زائر 11 | 1:52 ص

      يزعجهم نجاحنا ويزعجهم تفانينا في علمنا ويزعجهم تفوقنا عليهم في كل شيء

      هو الحقد علينا في كل مفاصل البلد يريدون نفث هذا الحقد احدهم يكتب عن تفوق ابنائنا ليعزو ذلك الى تزوير في العلامات والآن جاء الدول في محاولة للنيل منا في الاماكن التي نتواجد فيها بكثرة

    • زائر 10 | 1:26 ص

      استاذ قاسم سوأل

      ما هو الأجراء المتخذ في هذه الحالة ؟؟؟؟ خاصة ونحن رأينا كيف كان التصرف مع الكوادر الطبية نفسها في فترة الأزمة وكيف جرجروهم لمجرد وشى بهم احد ، ممن قلت عنهم جواسيس ، واذا ما اخذنا في الحسبان ان لو كانت تلك التي سجلت المقطع محسوبة على ذلك المكون المغضوب عليه ماذا سيكون رد الفعل ؟؟؟ هل سيصمت كتاب الزار وهل ستصمت اذاعتهم وتلفزيونهم وهل سنرى ذلك السكون وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟

    • زائر 9 | 1:23 ص

      لماذا لم تستخدم الكاميرات

      لإثبات قضية احتلال السلمانية والطبيبات الرهينات

    • زائر 7 | 1:01 ص

      الشعب يريد معرفة الحقيقية يا وزير الصحة

      اذا كان مقطع الفيديو مفبرك ..؟ وبتالي كيف عرفت وزارة الصحة بان المقطع مفبرك ؟..مااسم من قام بتصوير .؟.وماهي الإجراءات التى اتخذت بحق من قام بتصوير ؟ من فأم بهذا الفعل يجب ان يحاكم ببث اخبار كاذبة يراد منها احداث بلبلة ..ولا ويش رأيكم يا وزارة الصحة

    • زائر 6 | 12:37 ص

      قطع الارزاق تعتبرها اجحاف وظلم وهم يعتبرونها غنائم مكتسبة شرعا

      غنائم الحرب

    • زائر 5 | 12:28 ص

      طواقمنا مبعث اعتزازنا

      الحمد لله الذي قلب السحر على الساحر
      كل العاملين بالمستشفى لا يفرقون بين احد وهذا قسم عليهم وشهادة المرضى بحقهم
      ألف قبلة على جبين الكوادر الصحية الوطنية المخلصة

    • زائر 3 | 11:45 م

      لابد من فتح الملفات

      ياأستاذنا ، لو يتم فتح الملفات السابقة الذي تم فيها توقيف وفصل وإقصاء وتهميش وتدوير ، لرأينا الظلم الذي وقع على الطاقم الطبي بسبب الغنائم الذي يهرولون لها

    • زائر 2 | 10:54 م

      الراصد وما أدراك ما الراصد.. سأبقى ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً أدعو على من قطع رزقي ورزق عيالي..

      هناك مثقفون وشعراء وصحافيون وإعلاميون ورياضيون، شهدوا زوراً وبهتاناً، ضد زملائهم من المكوّن الآخر، في ظل هذا الانقسام الكبير، وتسبّبوا أيضاً في قطع أرزاقهم وتجويع عوائلهم، وبعضهم تآمر على جاره ليزيحه ويحل محلّه في العمل، دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو يصحو ضمير ...

    • زائر 1 | 10:43 م

      نفس الحادثه

      هذه الحركات الصبيانيه لاقيناها في روضه الريف وكيفيه تصرف وزاره التربيه والتعليم في التسرع وعدم التردد والتحقيق في الحادثه أذا كانت تستحق الأغلاق أم لا تصرفها كان غوغائي أنتقامي بحت لأنها تتبع ......

اقرأ ايضاً