العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ

أنت مقبل على عملية جراحية؟.. تمهل إذاً

التهاب مفصل الركبة والوسائل الحديثة في العلاج

محمد ميرزا الريس - اختصاصي علاج طبيعي وتأهيل 

28 يونيو 2014

يعاني الكثير من الأشخاص من مرض التهاب مفصل الركبة (Knee Osteoarthritis)، حيث وصلت الإحصاءات الدولية إلى نحو 26.9 مليون شخص حسب منظمة «CDC» للعام 2005، كما وصلت قيمة ما يصرف على عمليات استبدال مفصلي الركبة والحوض إلى نحو 7.9 مليار دولار.

ويعّرف هذا المرض إجمالاً بأنه نقصان المسافة الموجودة بين عظمتي الفخذ والساق وبروز نتوءات عظمية تؤدي لخشونة واحتكاكات ينتج عنها التهاب ونفخ وآلام في المفصل غالباً، وتتراوح شدتها حسب درجات المرض. وتزيد نسبة الإصابة مع تقدم العمر؛ حيث إن ما نسبته 16 % من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 سنة يعانون من هذا المرض، كما تزيد نسب الإصابة عند الإناث، وعند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) كذلك.

وتبرز دائماً عند النظر إلى مسألة العلاج في المراحل الأولى للمرض، قضية المفاضلة بين خيارات العلاج المطروحة، وما يهمنا هنا هو الإشارة إلى أحدث ما توصلت إليه نتائج الدراسات العلمية الحديثة في موضوع المفاضلة ما بين العلاج الطبيعي (Physical Therapy) وبين العمليات الجراحية، والتي غالباً ما تكون استئصالاً جزئياً للغضروف (Arthroscopic Partial meniscectomy).

هذا، وأجرت مؤسسة البحث الطبي الإنجليزية

(The New England Journal of Medicine) - إحدى أقوى المصادر الطبية - دراسة ضخمة شارك فيها 29 باحثاً متخصصاً نشرت في العام 2013، حيث تمت الدراسة على 351 مريضاُ ممن تتجاوز أعمارهم 45 سنة وقد شُخِّصت حالاتهم بمرض التهاب مفصل الركبة من الدرجتين البسيطة والمتوسطة مع وجود تضرر في الغضاريف، وقد تم تقسيمهم لمجموعتين: الأولى والمكونة من 177 مريضاً خضعوا لبرنامج العلاج الطبيعي المبني على السيطرة على الالتهاب، استعادة المدى الحركي للمفصل، تقوية الأنسجة العضلية المحيطة بالركبة، إضافة إلى تطوير المدى الحركي والوظيفي والاتزان عند المريض. أما المجموعة الثانية والمكونة من 174 فقد خضعت لعملية الاستئصال الجزئي للغضروف المتضرر في الركبة. وبعد متابعة المجموعتين على مدة سنة كاملة تمت إعادة تقييم مستواهم الوظيفي ومستوى الألم بناء على مقاييس متخصصة.

وخلصت الدراسة إلى أن العلاج الطبيعي والتأهيل يعطيان تأثيرات العملية الجراحية نفسها على مدى سنة كاملة، أي بمعنى تحليلي أسهل: إن الخضوع لبرامج العلاج الطبيعي والتأهيل أفضل من تعريض الجسم إلى العمليات الجراحية وتحمل الكلفة العالية للعملية ومضاعفاتها المحتملة، حيث إنهما سيعطيان المستوى الوظيفي ومستوى الألم للمريض نفسيهما بعد عام واحد؛ حيث ثبت لدى الباحثين تقارب مستويات الأداء الوظيفي ومعدل الألم عند المجموعتين بعد 6 شهور، ومن ثم كذلك بعد سنة كاملة.

يُشار إلى أن نسبة 30 % فقط قد احتاجت بعد 6 أشهر للجوء إلى العملية الجراحية لسبب أو لآخر حسب الدراسة نفسها. كما يُشار أيضاً إلى أن دراستين أخريين أجريت إحداهما في العام 2013 والأخرى في العام 2007 وصلتا إلى أن تأثير العلاج الطبيعي والعملية الجراحية متقارب جداً حتى على مدار 5 سنوات.

ومن الضروري استكمالاً لأهم وسائل العلاج التأكيد على أن ما سبق ذكره من علاجات إنما تظهر أفضليتها في المراحل البسيطة والمتوسطة من المرض، مع إمكانية استخدام العلاجات الدوائية والإبر الزيتية أو الستيرويدية التي قد تفضل على العملية المذكورة حسب درجات المرض وقرار الفريق الطبي المتخصص. أما في الحالات الشديدة من المرض فقد تكون عمليات استبدال المفصل بأنواعها المختلفة هي العلاج الأنسب على الأرجح، مع ضرورة عمل التشخيص الطبي المتكامل لتقرير حاجة المريض لهذا النوع من العمليات، أو لأفضلية عمليات أخرى، أو حتى أفضلية العلاجات الأخرى سالفة الذكر.

العدد 4313 - السبت 28 يونيو 2014م الموافق 29 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً