يرغب بعض الآباء والأمهات في إنجاب طفل ثانٍ بشكل سريع، وذلك حتى يكون قريباً في العمر مع أخيه ويتسنى لهما اللعب سوياً في الطفولة، ومصادقة بعضهما بعضاً في الكبر. في حين يرغب آخرون في تأخير إنجاب الطفل الثاني حتى يصير الطفل الأول قادراً على الاعتماد على نفسه، وذلك خوفاً من تحمل مسؤولية طفلين صغيرين في آن معاً. بينما يقع غالبية الآباء الجدد في حيرة من أمرهم حيال الوقت الأنسب لإنجاب الطفل الثاني. فهل إنجاب طفلين على فترات متقاربة فكرة جيدة؟ أم يُفضّل تأجيل ذلك لبضع سنوات؟

ليس هناك فاصل عمر سحري

ليس هناك ما يمكن أن نسميه الفاصل الزمني «الصحيح» بين طفلين، مع احتمال وجود ظروف عائلية تضطر الوالدين إلى الانتظار قليلاً أو كثيراً قبل محاولة إنجاب طفل آخر. على سبيل المثال إذا كان لدى الوالدين مخاوف بشأن الخصوبة، فاضطرا إلى الانتظار طويلاً قبل حدوث الحمل بطفلهم الحالي، أو أنهم وصلا إلى عمر متقدم. في أيٍّ من هذه الحالات، قد يشعران أن الزمن ليس في صالحهما وعليهما التحرّك.

إذاً، ليس هناك ما يسمى «الفاصل العمري السحري» الذي يجعل الحياة أسهل وأفضل لجميع الأطراف. لفارق السنّ بين الأولاد إيجابياته وسلبياته، إضافة إلى أن العوامل الشخصية والفردية هي التي تحدد مدى نجاح المسألة بين أسرة وأخرى.

يقول بعض الناس إن فارق السن القصير ما بين أطفالهم قد سمح للأخيرين باللعب والانسجام معاً، بينما يعتقد آخرون أن هذا الفارق الزمني نفسه جعل أطفالهم يتنافسون بقوة على جذب الاهتمام، كما أنهم لم يتفقوا على شيء.

أفضل نصيحة

لا تمتلك العديد من الأسر خيار تحديد الفاصل الزمني بين أعمار الأطفال بسبب مشاكل الخصوبة، والظروف الصحيّة أو الحمل غير المتوقع. لذلك، من يمتلك فرصة تحديد وقت الإنجاب فهو من الأشخاص المحظوظين.

ولكن أفضل نصيحة - إذا كان للزوجين الخيار - هي الانتظار حتى يشعران أنهما قادران على تلبية جميع المسئوليات قبل البدء في التخطيط لزيادة الأعباء. وفي حال كانا يشعران أنهما بالكاد يستطيعان الإيفاء بالمتطلبات اليومية، فمن المنطقي الانتظار حتى السيطرة على الأمور قبل مضاعفة المسئوليات.