العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ

إعلان «الخلافة» يطرح تحدّياً استراتيجيّاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في 29 يونيو/ حزيران 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تنصيب إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي (أبو بكر البغدادي) خليفة للمسلمين، وأنه أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود الحالية للدول القومية. ويأتي هذا الإعلان بعد الصدمة التي حدثت في 10 يونيو 2014 عندما وقعت مدينة الموصل (ثاني أكبر مدن العراق) في يد التنظيم.

على أن إعلان «دولة الخلافة» أحرج الحركات الإسلامية من كل نوع، إذ إن الحركات التي انطلقت بعد سقوط الدولة العثمانية في 1924 جميعها تحدثت عن ضرورة إعادة المجتمعات الإسلامية إلى الحكم الإسلامي، وبرزت على الساحة نظريات الحاكمية ومشتقاتها الفكرية والفقهية والمذهبية، والتي تصل إلى نتيجة واحدة وهي ضرورة إعلان عودة الحكم الإسلامي بقيادة شخص يمثل الإسلام.

منذ بداية هذا الطرح، كانت الحوارات فكرية بحتة، وبعضها تم إكماله في داخل السجون، وخرجت أفكار متشددة عن تكفير الآخرين وعن تصنيف الناس بأنهم أتباع للجاهلية أو للنور الإسلامي، بمسميات مختلفة. وكانت الحجة الأقوى تقول إن أتباع هذا الطرح لم يحصلوا على فرصتهم لحكم المجتمع في ظل استبداد الدول التي تأسست أو تعزز وجودها بعد الحربين العالميتين.

لقد أشار الكاتب مشاري الذايدي في صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية (7 يوليو/ تموز 2014) إلى أن إعلان «داعش» خليفة للمسلمين أحرج الشيخ يوسف القرضاوي، الذي - بحسب الكاتب - لا يختلف مع «داعش» في المفهوم وإنما في التكتيك فقط. ولعلَّ هذا الإحراج لا يطال القرضاوي فقط، وإنما جميع المنادين بإقامة دولة إسلامية على نهج النصوص المتداولة في الكتب الإسلامية والتراثية، ولعلَّ الفائدة التي قدمتها «داعش» أنها أوضحت الجانب المتوحش لهذا المفهوم، وكيف أن النفس الإنسانية ترفضه ولا يمكن أن تقبل به.

الذايدي يشير «إلى الأزمة الفكرية والنفسية والتربوية التي أنتجت لنا «داعش» وخليفتهم البغدادي، يجب أن ننظر في نقد الناقدين لـ «داعش»، من الفقهاء الإسلاميين ونشطائهم، ومن يقتنع بفكر هؤلاء ويرى ردودهم هي الشافية الكافية»، فالمختلفون مع إعلان الخلافة إنما يتحدثون عن «استعجال» أو «أن الظروف غير مناسبة»، وحتى أن أحد القراء الذي نشر تعليقهم على المقال المذكور قال «حديث النبوة ثم الخلافة ثم الملك العاض فالجبري ثم الخلافة هو حديث حسن أخرجه أحمد، لكن داعش والقاعدة صناعة دوائر استخبارات صهيونية قرأت تاريخنا وتراثنا وعقيدتنا جيداً فخرجت بالمخططات التي نعيشها».

إن التحدي المطروح على جميع الحركات التي رفعت لواء الإسلام هو تراجع المفاهيم التي تم تداولها منذ عشرينات القرن الماضي؛ لأنها الآن حصلت على فرصتها وأنفذت إرادتها، ليس في أجزاء من العراق والشام وحسب، وإنما في مناطق واسعة وبلدان كثيرة، وأثبتت فشلها الذريع من كل جانب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:27 ص

      شيء محير

      ممكن اعرف لماذا داعش وقبل منها القاعده لم يقوموا بأعمال ضد ايران وبداخل الاراضي الايرانيه كون ان هذان التنظيمان يعتبران الشيعه روافض حسب قولهم ومعتقدهم؟شيء محير لماذا جل اعمال تلك التنظيمات موجه للدول العربيه؟هل من تفسيرلذلك

    • زائر 14 | 4:40 ص

      ايش رايك في الطرد الذي حصل

      ما هو رايك في طرد المسئول الامريكي من البحرين!!! وترك سالفت داعش هل البحرين على حق ؟

    • زائر 12 | 4:14 ص

      طالما لديك شيوخ تلبسّوا بعباءة الدين وهم اكثر الناس طعنا للدين فلا عجب

      كل شيء جائز ان يحصل طالما لديك انواع من شيوخ الفتنة والدعوة الى الارهاب وقتل البشر وتدمير الدول فقل على الاسلام السلام

    • زائر 11 | 3:29 ص

      الطائفتان مخطئتان

      الحق يا أستاذى.أن الفوضى عمت الجميع هذه الطائفة تنكل بأسراها وتلك تفعل أيضا ألم تر كيف يجرحون الأسرى ثم يرشونهم بالملح والثانية تقطع الرؤوس وتلعب بهم كرة القدم .الكل وقع فى فخ الطائفية المقيت .وللأسف الشديد .وشكرا لك مرة أخرى .

    • زائر 8 | 3:02 ص

      اي خلافة

      هؤلاء شرذمة مرتزقة و قتلة يكذبون على الناس و يصدقون كذبتهم

    • زائر 5 | 1:39 ص

      لم تفشل

      هجومك على الجماعات الاسلامية السنية و القرضاوي لا يعني ان ولاية الفقيه هي الاصح . فولاية الفقيه هي الوجه الآخر لداعش، حيث انها تمارس نفس الممارسات داعش ،فتنتهك حقوق الانسان يوميا الى درجة تهاوت فيه قيمة الانسان حيث بلغت الاعدامات اليومية ثلاثة اعدامات يوميا في ايران، و ما الاعدامات الفورية التي قادها قاضي الثورة المتنقل "خلخالي" عام 1981 إلا اكبر دليل على ذلك. كما فشلت ولاية الفقيه في استيعاب كافة المسلمين تحت غطاء واحد و ما الاعدامات اليومية في ايران الا اكبر دليل على ذلك

    • زائر 7 زائر 5 | 2:06 ص

      ههههههه

      والله بلاوه

    • زائر 10 زائر 5 | 3:23 ص

      ام حسن

      كل هذه الحركات من طالبان وداعش ماهي الا نتاج الرئس الكبيره امريكا واعوانها ومن يحتمون بها اما عن ماتقول ولاية الفقيه هي وجه داعش وايران تقوم بإعدامات حتى السعودية تقوم بإعدامات والبحرين تحكم بالاعدام بس ماتنفد

    • زائر 15 زائر 5 | 5:36 ص

      ماهذا

      بغض النظر عن كلامك أكان صحيح أم لا ولكني لم أر أو أفهم أن الدكتور مر أو ألمح إلى ولاية الفقيه بأي صورة فلماذا هذه النفس المريضة والنفس الطائفي البغيض؟.

    • زائر 16 زائر 5 | 6:58 ص

      تلاعب مضحك

      تتكلم عن الاعدامات في ايران وكأنك ايراني عايش هناك ... بلا مزايدات مضحكه . عندما تتكلم عن اعدامات ايران تكلم ايضا عن .............

    • زائر 18 زائر 5 | 10:14 ص

      ...

      السعودية تعدم كل جمعة باعتبار انها تقيم الحد
      وايران اذا اعدمت فهي ايضا تقيم الحد ولا فرق بينها وبين الدول الاخرى
      لكن الفرق ان ايران شيعية لماذا تعدم؟!
      بينما السعودية سنية عادي تعدم
      قاتل الله الجهل

    • زائر 4 | 1:38 ص

      داعش واخواتها

      عيونهم صراحة للاستيلاء على العروش الخليجية المتخمة بالثروة تحديدا وباقي دول الوطن العربي عامة ، خيب الله مسعاهم وأفشل جمعهم تلك الوحوش البشرية الهمجية الفاقدة للعقل والإنسانية

    • زائر 3 | 1:36 ص

      يحكمني كافر عادل

      احسن من يحكمني داعشي متوحش لا يفقه من الدين غير القتل والسحل وقطع اليد وتحريم السجاير هم يكفرون كل من يختلف معهم حتى لو خرج رسول الله الان لقتلوه

    • زائر 2 | 11:25 م

      ولاية داعش ام ولاية الفقيه

      عابوا علينا اخولننا اهل السنه والجماعه في البحرين عندما قانا بان ولاية الفقيه ولايه تضمن انا سلامة العمل وسقوط الكليف الشرعي فهل يعتقدون في داعش هذه الولايه ام لا

اقرأ ايضاً