العدد 4325 - الخميس 10 يوليو 2014م الموافق 12 رمضان 1435هـ

مضاعفات مرضى السكري في شهر رمضان

إيمان الانصاري comments [at] alwasatnews.com

منسق رعاية مرضى السكري في مجمع السلمانية الطبي

من أهم الأمراض المسببة للمضاعفات على المدى البعيد هو مرض السكري الأول والثاني، الناتجين بشكل عام عن نقص كمية الأنسولين في الدم. وبما أن اضطرابات سكر الدم ممكن أن تؤدي إلى مضاعفات شتى على المدى القريب والبعيد فلابد للمريض أن ينتبه إليها مع اقتراب شهر رمضان المبارك، أعاده الله عليكم وعلينا بالصحة واليمن والبركات.

من الأمور المهمة التي يجب الالتفات إليها قبل الشروع في الصيام، هو استشارة الطبيب قبل البدء، لتقييم مدى ملاءمة حالة المريض الصحية للصيام، وذلك من خلال مراجعة مدى انضباط مستوى السكر في الدم، إعادة تحاليل الدم، وتقييم حالة مضاعفات السكري إن وجدت، كتأثير السكر على الكلى بشكل خاص.

يعتبر أعراض انخفاض وارتفاع السكر في الدم من أهم الأمور التي يجب على المريض أن يكون على دراية بها. هذه الأعراض على حد سواء، متمثلة في الإحساس بالصداع، الدوخة، الغثيان، الضعف العام، ضعف اللسان، الإغماء، الصرع وحتى الغيبوبة في بعض الأحيان.

فعلى مريض السكري الصائم، أن يتبع حمية غذائية صحية متوازنة، فلا يفرط في الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات البسيطة، بل يلتزم بأغذية تساعد على انضباط السكر وتوازنه في الدم كالسكريات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة)، الخضراوات، وحصص متوازنة من الفواكه. كما عليه أن يلتزم بشرب كمية وافرة من الماء بعدم الصيام لضمان تعويض حالة الجفاف الناتجة من الصيام.

بالتالي، يجب عليه خلال فترة الصيام أن يبتعد عن الإجهاد وأخذ قسط كافٍ من النوم. كما عليه أن يقوم بفحص معدل سكر الدم على فترات منضبطة لتجنب هبوط أو ارتفاع مستويات سكر الدم الغير مصاحبة للأعراض. وعليه أيضاً أن يقوم بفحص فوري لمستوى السكر عند الإحساس بأي من الأعراض السابقة، ومراجعة أقرب مركز صحي لعمل الفحوصات اللازمة. فخلال فترة الصيام، يقوم الجسم بالاعتماد على أنسجته في إنتاج الطاقة اللازمة لأنشطته من خلال الكبد والعضلات، وفي غياب الأنسولين، استخدام الخلايا للسكر الناتج عن هذه العمليات الأيضية يكون محدوداً، فينتج الجسم الأحماض الكيتونية لإنتاج الطاقة، وكذلك يكون مريض السكري معرضاً في فترة الصيام لحالة الجفاف وكلها عوامل مؤدية إلى حموضة الدم الكيتوني وارتفاع في سكر الدم، هذه الحالات تستوجب تدخل طبي طارئ لأن مضاعفاته الناتجة قد تكون مميتة.

ولابد من الإشارة في هذا السياق، إلى أن جفاف الجسم في هذه الحالات من شأنه أن يزيد من كثافة الدم والذي من الممكن أن ينتج عنه تخثر الدم وحدوث الجلطات.

أما بالنسبة لانخفاض مستوى سكر الدم، فالأمر لا يقل خطورة عن ارتفاعه. فلابد من التحرك السريع عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة أو حتى ملاحظة انخفاض السكر إلى 3.8-3.5 ملمول في ظل غياب الأعراض السابقة وذلك بتناول مشروب غني بالسكر.

وبالنسبة لجرعات الأدوية التي يتناولها المريض فلابد من مراجعة الطبيب المباشر لضبط جرعاتها وموعد تناولها، ولكن بشكل عام، على المريض أن يتناول جرعة الصباح في وقت الفطور وجرعة المساء في وقت السحور مع تفادي الإفراط في الأكل وتوزيع الوجبات.

فمن المحبذ، تناول الأغذية البطيئة الهضم كالحبوب الكاملة في وقت السحور لضمان إمداد الجسم بالطاقة المستمدة من الغذاء لأطول فترة ممكنة.

أما بالنسبة للمرضى المستخدمين لحقن الأنسولين، فيحبذ أن يترك الصيام، ولكن أن سمح له الطبيب بالصيام (بحسب حالة المريض)، فبشكل عام يجب تقليل الجرعات المأخوذة، فعليه بأخذ ثلثي جرعة الأنسولين طويل التأثير المعتادة في المساء قبل النوم، وأخذ جرعات مناسبة من الأنسولين قصير التأثير قبل الفطور وقبل السحور، وهذه الجرعات تحدد من قبل الطبيب بحسب قراءات السكر العامة للمريض، ولكن على المريض أن يقوم بضبطها بحسب قراءاته اليومية قبل الفطور وقبل السحور، وساعتين بعد الفطور.

ومن لطف الله بعباده أن جعل شهر رمضان، شهر المغفرة والرحمة، فمن لم تسمح له حالته الصحية بالصيام، لايزال بإمكانه القيام بالأعمال العبادية الأخرى في هذا الشهر الفضيل، والذي من شأنه أن يرتقي بالحالة النفسية والروحية للمريض وأن يسمو به إلى حالة من الاكتمال النفسي. فعدم القدرة على الصيام عن الغذاء، لا يعني عدم القدرة على الصيام الروحي المتمثلة في الأعمال العبادية الأخرى والسمو بالأخلاق وكف أذى اللسان والجسد.

إقرأ أيضا لـ "إيمان الانصاري"

العدد 4325 - الخميس 10 يوليو 2014م الموافق 12 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 9:17 ص

      يالله يا كريممممممك شافني وشاف كل مريض ابتلى بهذا المرض...فانت وحدك تعرف درجة الالم والبلاء الذي ابتلينا بها

    • زائر 4 | 7:29 ص

      رحماً بهم

      ملاحظة للشباب الذي يعزف عن الزواج ببنت مصابة بالسكر ، إذا كانت حالتها الصحية ممتازة و تتعامل مع المرض بنفسها و لا تحتاج لمساعدة أحد فلماذا يكون الرد بالرفض من قبل الشباب ؟ ألا تراعون حالتهم النفسية و الصحية؟   قد لا يكون للمرض تأثير على الشخص و لكن ردة فعل المجتمع سواء أمهات الشباب او الشباب هو الذي ممكن أن يؤثر عليهم . إلى كتاب المقالات و خصوصاً الأطباء ، نتمنى كتابة موضوع بعنوان ( مرض السكري لا يمثل عائقا للزواج ) و خصوصاً البنات . و شكراً

    • زائر 2 | 4:18 ص

      تصحيح إملائي

      الكاملة)، الخضراوات، وحصص متوازنة من الفواكه. كما عليه أن يلتزم بشرب كمية وافرة من الماء بعد الصيام لضمان تعويض حالة الجفاف الناتجة من الصيام.

    • زائر 1 | 3:20 ص

      شكرا لهذا المقال الرائع

      اشكرك لهذا المقال الرائع حيث كثير من الناس يعانون من السكري وربما لايعلمون بانفسهم، متمنين ان تخصصي مقالا حول: علاقة ضغط الدم بالسكري والعكس ودور الجهاز العصبي في نشوء هذين المرضين. ورمضان كريم عليكم

اقرأ ايضاً