العدد 4327 - السبت 12 يوليو 2014م الموافق 14 رمضان 1435هـ

كيف نحميهم من الأمراض النفسية والعصبية؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لن أتناول الأمراض العضوية عند (شبابنا وبناتنا من كبار السن) ومثلما تشيخ وجوهنا تشيخ وتتعب نفوسنا وأعصابنا! لأن وضوح رؤية الأمراض العضوية وأعراضها يُسهل التعامل معها وعلاجها مهما كانت خطورتها، على عكس الأمراض النفسية والتي لا يمكن رؤيتها أو تحسسها حتى من قِبل المريض نفسه! كي يبدأ في علاجها، وفي السرعة والحسم اللازمان، أمّا المريض النفسي فهو حالة خاصة وتتخلله العلامات ما بين الحقيقة والخيال! ولا يصدقها من الذين حوله ولا يعرف هو شخصياً ما هي هذه الأوجاع النفسية التي يمر بها ولماذا تستمر مع الإنسان دهراً من الزمان ولا يعرف هو ما هي أعراضها بالدقة وعلى وجه التحديد وكيف بدأت وأسبابها والصعوبة في كيفية معالجتها، أو إقلال التوتر منها خاصةً إذا ما أصابت الإنسان في سنوات عمره المتقدمة، ما يُصعب معظم التغييرات التي تصيبه ودون وعي منه بذلك، وقليلون منهم الذين يتحدثون عنها أو يناقشون ما يعتريهم من تغييرات في أحوالهم! وكذلك في مجتمعاتنا! لأن الخوف والحياء مازالا يلازمان كل الأوجاع النفسية ويختبئ المريض عن الناس خوفاً منهم!

وأرى بعض الناس وهم سائرون بأجسادٍ تتحرك فقط وأنهم قد ماتوا في دواخلهم منذ زمن، ولم يتمكنوا من مقاومة مشاكل الحياة ومصائبها وقد يكونون من المشاهير وممن أدّوا خدماتِ جليلة للبلاد! فتخنقهم الحياة بإهمالها لهم بعد أن كانوا ملء العين والبصر، فينزوون جانباً ويختبئون عن الحياة وما أصابهم من تغيير في سنواتهم الأخيرة ولا نسمع عنهم، وبات بعضهم في واقع الحال ينتظرون الموت بفارغ الصبر، وقد يدركون ذلك أم لا يدركون!

أمّا الأعراض للأمراض النفسية - باختصارٍ شديد - في هذه المرحلة العمرية فهي متنوعة منها ضعف الذاكرة وصعوبة التعامل مع الآخرين بسبب الخوف من أشياء لا يعرفها أو يعرفها فيتجنبها! وشدة العصبية وربما الصراخ أو الرغبة في كثرة الكلام بسبب الفراغ وللشعور بالأهمية، وتكرار المواضيع القديمة أحياناً مما يُشعر من حوله بالملل ومحاولة التدخل في شئون الآخرين بسبب الوحدة وللحصول على بعض الأهمية وتلمس الدفء منهم.

إن كبار السن يعيشون بيننا من جداتنا وأجدادنا وغيرهم، وعلينا المساهمة في مساعدتهم كعائلة ومجتمع لتوفير وسائل الحماية النفسية والترفيهية والعلاج، كي ينسجموا مع المراحل المتقدمة والتي سوف نصلها يوماً، إذ نساعدهم على ألا يكونوا تُعساء فيها وأن نشغل لهم أوقاتهم بأشياء يحبونها وتمتعهم وأن نستفيد من مجال خبراتهم في الحياة بشتى الطرق وإحاطتهم بكل الحب والحنان، لأن هذه الأشياء البسيطة قد لا ندرك أهميتها الوقتية، ولكنها كافية لحمايتهم من الكثير من الأمراض النفسية المتفشية وبالتالي مراعاتهم وحماية المجتمع من الخلل والضعفاء، والتي قد تستفحل وتبدو كنوعٍ من الجنون والتصرفات الغريبة والمزعجة للجميع، والتي قد يستحيل علاجها بعد أن تصبح مزمنة ونقع في المحظور.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4327 - السبت 12 يوليو 2014م الموافق 14 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:56 ص

      ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا

      للاسف هالظاهره انتشرت حتى بين الشباب و صغار السن
      الله يعين الجميع

    • زائر 2 | 4:39 ص

      الدكتوره سهيله هل تتفضلين بشرح اذا امكن

      عن مرض المنخولياء وماهي

    • زائر 1 | 4:36 ص

      موضوع حساس

      كيف تبدا الامراض النفسيه في نظري منذ نعومة الاظفار كيف يتعامل مع الطفل وياخذ ويعطى معه من جميع النواحي وعلى الوالدين ان يكونوا في غاية الدقه والصبر والحنكه مع الاطفال حتى لا يكبروا وتكبر معهم الامراض النفسيه

اقرأ ايضاً