العدد 4328 - الأحد 13 يوليو 2014م الموافق 15 رمضان 1435هـ

سكولاري يتشبث بمنصبه رغم الخيبة الجديدة للبرازيل

رمى مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري الكرة في ملعب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم ولم يتقدم باستقالته من منصبه على رغم تلقي بلاده ثاني خسارة متتالية على أرضه لأول مرة منذ العام 1940 أمس الأول (السبت) في مونديال البرازيل 2014.

وقال سكولاري بعد خسارة البرازيل امام هولندا صفر-3 في مباراة تحديد المركز الثالث، وذلك بعد 3 أيام على السقوط التاريخي أمام ألمانيا 1-7: «يعود القرار لرئيس الاتحاد البرازيلي. سنقدم له تقريرا أخيرا وندعه يحلل ما يجب القيام به».

وتابع سكولاري (65 عاما) الذي تعرض لانتقادات كبيرة بعد خسارة ألمانيا، أمام الصحافيين: «لن أناقش (مستقبلي) معكم»، مشيرا الى انه كان مقررا قبل انطلاق النهائيات وبغض النظر عن النتيجة بان يضع مصيره في يد رئيس الاتحاد.

ودخل نجم المنتخب البرازيلي المصاب نيمار الى الغرفة خلال المؤتمر الصحافي لمدربه من اجل تحيته كرسالة تضامن معه.

وينتهي عقد سكولاري بعد المونديال الحالي، لكن بعض التقارير أشارت الى احتمال بقائه حتى نهاية السنة.

وسبق لسكولاري أن أعلن بعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا انه سيتخذ قراره بشأن مستقبله بعد مباراة المركز الثالث.

«ما زال أمامنا عمل يجب القيام به»، هذا ما قاله سكولاري بصحبة طاقمه التدريبي من مقر المنتخب في تيريسوبوليس، مضيفا «ما زلنا مرتبطين بالاتحاد البرازيلي لكرة القدم حتى نهاية كأس العالم. والآن، نهاية كأس العالم ستكون في مباراة السبت».

وتابع سكولاري الذي عاد في 2012 الى المنتخب بعد أن قاده الى اللقب العالمي الخامس والأخير العام 2002، «لن أتحدث مع إدارة الاتحاد البرازيلي إلا بعد مباراة السبت. بعد تلك المباراة سيتم تحديد الموقف».

ومن المؤكد أن الهزيمة أمام هولندا قد تكون كافية للاتحاد البرازيلي لكي يحدد موقفه من سكولاري الذي أنهى فريقه البطولة كصاحب أسوأ دفاع بعد أن اهتزت شباكه في 14 مناسبة.

سقطت البرازيل على أرضها للمرة الاولى منذ 39 عاما وكانت في بيلو هوريزونتي أيضا أمام البيرو 2-3 في نصف نهائي كأس كوبا أميركا، وتلقت أقسى هزيمة منذ سقوطها أمام الاوروغواي صفر-6 في العام 1920 في كوبا أميركا، واستقبلت شباكها 5 أهداف أو أكثر للمرة الثانية فقط في النهائيات منذ العام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5.

ثم تلقت أمام هولندا هزيمتها الثانية على التوالي بين جماهيرها للمرة الاولى منذ 1940 حين خسرت أمام الأرجنتين (صفر-3) والاوروغواي (3-4).

لكن كل هذه السلبيات والنتيجتين المذلتين أمام ألمانيا ثم هولندا لم تقنع سكولاري بأنه يتخذ قرار الرحيل من جراء نفسه دون انتظار الاتحاد المحلي.

كانت نتيجة مباراة الدور نصف النهائي كارثية على البرازيل لان رفعت الأهداف التي دخلت شباكها في هذه النسخة الى 11، أي أكثر بهدفين من أسوأ دفاع في البطولة (الكاميرون واستراليا بتسعة أهداف)، فعادلت اكبر عدد أهداف يدخل شباكها في نسخة واحدة (1938)، وأصبحت أول مضيف يدخل شباكه هذا العدد من الأهداف، قبل أن تهتز بثلاثة أهداف أخرى في مباراة المركز الثالث.

كان سكولاري الخيار البديهي للاتحاد البرازيلي بعد إقالة مانو مينيزيس في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، خصوصا انه كان «مهندس» التتويج الأخير لبلاده العام 2002، لكن «بيغ فيل» لن يترك لخلفه، في حال قرر الاتحاد التخلي عنه تحت ضغط من الجمهور الذي قابله بصافرات الاستهجان، سوى فريق «محطم» معنويا ويفتقد الى مكونات النجاح بسبب تواجد لاعبين غير قادرين على الارتقاء الى مستوى التحدي ولا الى اسم البرازيل في عالم الكرة المستديرة.

كان سكولاري يدرك تماما انه سيصبح أسطورة كروية خالدة في بلاده بحال نجح بقيادة البرازيل للقب عالمي على أرضها، لكن عوضا عن ذلك سيبقى اسمه مترافقا مع أسوأ هزيمة يتلقاها «سيليساو» في تاريخ النهائيات.

وتتلخص شخصية سكولاري مما قاله بعد السقوط الكارثي: أمام ألمانيا في بيلو هوريزونتي، إذ حافظ «بيغ فيل» على عنفوانه برد ليس في مكانه على الإطلاق، قائلا: «لن يموت احد» بسبب الهزيمة النكراء أمام «ناسيونال مانشافت»، محاولا الحديث عن ايجابيات من مغامرته الثانية مع منتخب بلاده: «انها المرة الاولى التي نصل فيها الى الدور نصف النهائي منذ 2002... خلال عام ونصف معا، لعبنا 28 مباراة وفزنا بـ19، تعادلنا في ست وخسرنا ثلاث. في المباريات الرسمية فزنا بثماني مباريات، تعادلنا في اثنتين وخسرنا هذه المباراة (ضد ألمانيا)... حسنا، بطريقة كارثية. لكن هذه الحلقة انتهت الآن. يجب التطلع الى الأمام».

وببدو أن سكولاري يعيش في عالمه الخاص ولم يستمع الى رأي الشارع البرازيلي الغاضب بكل فئاته أو الى عناوين مثل ذلك الذي كتبته صحيفة «او ديا»: «اذهب الى الجحيم فيليباو».

وركز سكولاري على أن المنتخب البرازيلي لم يقدم المستوى الذي كان عليه في كأس القارات الصيف الماضي التي توج بها على حساب اسبانيا (3-صفر)، متناسيا أن تلك البطولة وعلى رغم صفتها «الرسمية» لا تدخل في الحسابات الفعلية للمنتخبات، خصوصا انه لا يشارك فيها سوى حفنة من المنتخبات التي تخوض بعضها البطولة كتحضير لها للحدث الكروي الأكبر على الإطلاق.

دخل سكولاري (65 عاما) الى نهائيات النسخة العشرين وهو يشدد على انه ليس خائفا من تحدي أن يصبح ثاني مدرب يحرز اللقب مرتين بعد الايطالي فيتوريو بوتزو في 1934 و1938: «لو كانت خائفا من التحديات لما كنت قد حققت أي شيء في مسيرتي».

لكن هذا الحلم أصبح سراب ومغامرة «فيليباو» مع بلاده وصلت على الأرجح الى نهايتها ولن يتمكن من الارتقاء الى مستوى التحدي الذي وضعه لنفسه.

العدد 4328 - الأحد 13 يوليو 2014م الموافق 15 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً