تقدم حوال مئة طالب وطالبة من جنوب السودان للامتحانات النهائية للمرحلة الثانوية في عدد من مقار بعثة الأمم المتحدة في البلاد (أونميس).

إذاعة الأمم المتحدة أعدت تقرير سلطت من خلاله أضواء على ظروف الامتحانات والطلاب في ظل استمرار الأزمة في البلاد.
على الرغم من العيش في ظل الصراع، وانخفاض الحصص المدرسية والنقص في اللوازم المدرسية، دخل أكثر من 100 طالب وطالبة إلى قاعات الامتحان في جميع أنحاء جنوب السودان مرتدين أفضل قمصانهم وربطات عنقهم، أو أفضل أثوابهن كما هو الحال بالنسبة للطالبة ناينبانغ كاي دوك البالغة من العمر 19 عاما.
ناينبانغ كانت الأنثى الوحيدة في مركز الامتحان:
"أن أكون وحدي هنا، ليس أمرا جيدا. لأنني هنا بين هؤلاء الأولاد أو الرجال. ولكنني أحاول جهدي، وأنا أعمل معهم. لا توجد مشكلة."
وتجري الامتحانات التي بدأت منذ ثلاثة أسابيع، في القواعد التابعة لبعثة الأمم المتحدة (أونميس) في جميع أنحاء البلاد.
وهذه هي السنة الأخيرة لهم من مرحلة التعليم الثانوي. وحصولهم على نتائج جيدة سيضمن لهم مكانا في الكلية أو الجامعة.
وهو تحد كبير كما يصفه الطالب بيتر ريث بوث:
"وصلنا إلى امتحاننا دون وجود أي شيء بين أيدينا، بعدما فقدنا كتبنا في الأزمة. ليس لدينا شيء، أذ تجد أربعة أو خمسة طلاب يتقاسمون كتابا واحدا في جميع المواضيع."
حتى في ظل هذه الظروف، العديد من الطلاب لا يزالون يشعرون بالفخر في الأمة الأصغر عمرا في العالم، وبعضهم قد يصبحون قادة الغد.
فما رأي الطالب ستيفان كاركوانغ:
"على أية حال سنبذل قصارى جهدنا، ونحن نقدر الحكومة لجلبها الامتحان إلى هنا، لأن هذا البلد هو بلدنا وغدا سنصبح قادة هذا البلد."
وقد نُظمت الامتحانات من قبل منظمة اليونيسيف بالشراكة مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، بمن فيهم إستير أكومو:
"نحن نهنئ هؤلاء الطلاب لمثابرتهم وتمكنهم من الجلوس في الامتحان. نحن حقا نشفق عليهم بسبب الوضع الذي هم فيه، حيث لا يوجد مكان ولا وقت مناسبان للقراءة، لكنهم تمكنوا من الجلوس هنا. ونحن نعتقد ونأمل في أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يخضع فيها طلابنا للامتحانات في مثل هذا الوضع."
وفي الوقت نفسه، تعمل لجنة المجلس الوطني للامتحانات بجد بهدف إنجاح هذه الامتحانات وتزويد الطلاب بأماكن للتعلم داخل مخيمات النازحين.