العدد 4338 - الأربعاء 23 يوليو 2014م الموافق 25 رمضان 1435هـ

الاستخبارات الأميركية تشتبه في أن إسقاط الطائرة الماليزية تم عن طريق الخطأ

أعلن مسئولون في الاستخبارات الأميركية يوم الثلثاء الماضي أن الطائرة الماليزية التي تحطمت في أوكرانيا قد يكون أسقطها «من طريق الخطأ» انفصاليون أوكرانيون موالون لروسيا غير مدربين، لكنها استبعدت في الوقت نفسه الرواية الروسية للحادث التي اعتبرت أنها لأغراض دعائية.

وقال مسئول كبير فضل عدم ذكر اسمه للصحافيين إن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن تشير إلى أن انفصاليين أطلقوا الصاروخ أرض جو من طراز إس إيه-11 الذي أدى إلى تفجير الطائرة في 17 يوليو/ تموز الجاري، لكنه لا يزال من غير الواضح من أطلق الصاروخ ولماذا.

وأضاف المسئول أن «التفسير الأكثر ترجيحاً هو أنه حصل خطأ» وأن الصاروخ أطلقه «فريق غير مدرب»، علماً بأن النظام المستخدم، وهو بطارية صواريخ أرض-جو روسية الصنع من طراز بوك، يتطلب تدريباً وحرفية.

وأضاف المسئول أنه رغم أن الصاروخ أطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون فإنه لا يزال مستحيلاً تحديد الجهة التي «ضغطت على الزناد» وسبب القيام بذلك.

وذكر المسئول أمثلة على حوادث من هذا النوع أدى فيها إطلاق صواريخ روسية وأميركية إلى إسقاط طائرات ركاب.

ففي العام 1983 أسقطت مقاتلة سوفياتية طائرة مدنية كورية. وبعد خمسة أعوام أسقطت بارجة أميركية طائرة إيرانية من طراز إيرباص.

وتابع المسئول أمام صحافيين «لقد حصلت أخطاء في الماضي».

وأكد معطيات الأقمار الاصطناعية الأميركية وغيرها من وسائل الاستخبارات «التقنية» أن الطائرة التي كان على متنها 298 شخصاً أصيبت بصاروخ أرض جو من نوع إس إيه-11 انطلق من منطقة خاضعة لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وتابع المسئول الأميركي «من المؤكد أن صاروخ إس إيه-11 أطلق من شرق أوكرانيا في ملابسات ساهمت روسيا في خلقها».

وقال «هناك أمران لا نعرفهما (...) من ضغط على الزناد إذ ليس لدينا اسم أو رتبة أو جنسية (...) كما أننا نجهل السبب».

وبدا وكأن الذين أطلقوا الصاروخ استندوا إلى بيانات رادار واحد تابع لبطارية صواريخ بدلاً من شبكة رادارات كانت ستعطي صورة أوضح وأكثر شمولية عن حركة الملاحة الجوية.

وقال مسئول استخباراتي ثان إن الصاروخ إس إيه-11 مصمم ليستخدم «ضمن نظام دفاعي متكامل»، لكن بما أن شعاع الرادار التابع له وحيد، فإن الصورة «ستكون مبهمة» أمام الذين سيطلقون الصاروخ.

وشوهد عناصر شبه عسكريين روسيين في المكان بشرق أوكرانيا، لكن وكالات الاستخبارات الأميركية ليس لديها أدلة دامغة بأن الروس كانوا مع الوحدة التي أطلقت الصاروخ على الطائرة، بحسب المسئولين.

ومع أن الولايات المتحدة لاحظت حركة مكثفة لأسلحة ثقيلة من بينها أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا من روسيا، فإن وكالات الاستخبارات لم تلحظ نقل صواريخ إس إيه-11 الأكبر حجماً إلى أوكرانيا قبل إسقاط الطائرة، بحسب المصدر نفسه.

وقال هؤلاء المسئولون إن عسكريين روس قاموا بتدريب انفصاليين على استخدام عدد من الأسلحة بما فيها أنظمة دفاع جوية في قاعدة كبيرة في روستوف.

لكن ليس من الواضح ما إذا قام الروس بتدريب الانفصاليين على استخدام بطاريات صواريخ إس إيه - 11.

وتابع مسئولو الاستخبارات الأميركية أنهم اختاروا التحدث إلى الصحافيين لدحض ما اعتبروه «معلومات مضللة» تنشرها روسيا ووسائل الإعلام التابعة للحكومة بشأن الحادث.

وأضاف المصدر أن الإدعاءات بأن طائرة البوينغ 777 قامت بمناورات في الجو شبيهة بما يمكن أن تقوم به مقاتلة جوية لا أساس له، مشيراً إلى أن تلك التقارير «مثال تقليدي على نموذج إلقاء اللوم على الضحايا».

واعتبر أن التفسير الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسئولية الحادث ليس منطقياً لأن كييف ليس لديها أنظمة صواريخ من هذا النوع في المنطقة الخاضعة بوضوح لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو.

وأضاف المصدر أن ذلك معناه أن القوات الأوكرانية كان سيتعين عليها أن تشق طريقها إلى المنطقة وإطلاق النار على طائرة ركاب قبل أن تعود أدراجها.

كما أن ذلك كان سيفرض على كييف أن تفبرك اتصالات قام بها انفصاليون على شبكات التواصل الاجتماعي تحدثوا فيها عن إسقاط طائرة. وقال المصدر «هذا ليس تفسيراً منطقياً بنظري». إلا أن الانفصاليين لديهم دافع لاستخدام صاروخ أرض-جو فهم يتعرضون لهجمات تشنها القوات الحكومية مستخدمة مروحيات وطائرات شحن. وكان جنرال روسي شكك في الرواية الأميركية للحادث وطالب واشنطن بإبراز صور بالأقمار الاصطناعية كدليل على ما تقوله.

لكن رئيس القيادة الفضائية للقوات الجوية الأميركية، الجنرال الأميركي وليام شلتون اعتبر أن تعليق المسئول الروسي «عمل ينم عن يأس». وأضاف شلتون أن الأقمار الاصطناعية الأميركية أعطت تغطية كامل. وأضاف أمام صحافيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «إنها حساسة جداً ودقيقة»، إلا أنه امتنع عن القول ما إذا نظام الاستخبارات رصد إطلاق صاورخ إس إيه - 11.

العدد 4338 - الأربعاء 23 يوليو 2014م الموافق 25 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً