دائماً ما يردد أبي عبارة “اجعل القرآن رفيق دربك”، وعليه فقد أهداني منذ أن بلغت التاسعة من عمري مصحفاً ناطقاً استمتع كثيراً عند قراءته، كما أنه يحرص على أن يأخذني لدروس تعليم تجويد القرآن الكريم، وهو يحرص أيضاً على أن أحضر معه أو مع والدتي المجالس التي يرتل فيها القرآن في شهر رمضان؛ لذلك فعلاقتي الشخصية بكتاب الله قويةٌ وأحب أن أقرأ جزءاً منه بعد كل فريضة صلاةٍ. كما أن القرآن يلازمني أين ما ذهبت فوجوده في جيبي أو في حقيبتي يريحني، خصوصاً في حالات التوتر والخوف، فأنا أشعر بالأمان ما دام معي القرآن.

احرصوا أصدقاء “مناهل الوسط” على قراءة القرآن وتدارسه ليس فقط في شهر رمضان، ومن ثم تركنونه على رفوف المكتبات، بل في سائر الأيام وفي كل الأوقات؛ لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته، وهو خير ما يثبِت في النفس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا، وخير ما يمكن أن نُناجي به الله عز وجل، لذا فإن أحببناه وتمسكنا به لن نضل أبداً.

أصدقائي إن أحببتم القرآن وتعلمتم أحكامه ومعانيه، فستكوِّنون لأنفسكم ذخيرةً من المفاهيم والمعلومات التي تمكنكم من تنقية واختيار الصحيح من الأفكار التي تغزو فِكرَنا في هذا الزمن بسبب التكنولوجيا ووسائل الإعلام والإنترنت.

وكونوا على يقينٍ بأننا إن أحببنا القرآن وعملنا به فسيكون ذلك صدقةً جاريةً لوالدينا في محياهم ومماتهم، فلهم يرجع الفضل في تعلمنا لهذا الكتاب المنزل على نبينا وحبيبنا محمد (ص).

مناهل