العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ

النفط أهم أكثر بكثير من البشر! (1 - 2)

النفط رفع صوته عالياً والجميع أنصتوا له. والنتيجة هي قرار كتلة لدول المتحدثة بالبرتغالية بقبول غينيا الاستوائية كعضو كامل العضوية على الرغم من أن هذه المجموعة تحظر تماماً انضمام الأنظمة الدكتاتورية والمحافظة على عقوبة الإعدام داخل نطاق ولايتها.

في قمة زعماء الدول الناطقة باللغة البرتغالية التي اختتمت الأربعاء 23 في ديلي، عاصمة تيمور الشرقية، كانت البرتغال آخر من قاوم قبول عضوية غينيا الأستوائية لهذه الكتلة.

لكن رئيس الحكومة البرتغالية المحافظة، بيدرو باسوس كويلو، رضخ في النهاية لضغوط البرازيل وأنغولا، وهما من ضمن الدول الأكثر اهتماماً بالمشاركة في الغنائم النفطية الغينية الأستوائية.

يُذكر أن الكتلة تضم أنغولا، لبرازيل، الرأس الأخضر، غينيا بيساو، موزمبيق، البرتغال، ساو تومي وبرينسيبي، وتيمور الشرقية.

ومن المعروف أنه في الفترة بين استقلالها في عام 1968 وبداية استغلال النفط في أراضيها، وصفت غينيا الاستوائية بأنها دكتاتورية شديدة القسوة.

لكن عندما بدأت شركة «موبيل» الأميركية استخراج النفط في عام 1996 بدأت أيضاً دكتاتورية الرئيس تيودورو أوبيانغ - الذي يمسك بالسلطة منذ عام 1979 - في الاستفادة بدورها من لعبة «غض النظر» من قبل الدول القوية.

وهكذا فرض النفط وزنه تدريجياً على حقوق الإنسان، فقد أبدى صناع القرار في المنطقة والعالم اهتمامهم بالمشاركة في استغلال النفط. والنتيجة هي أن تضاعف إنتاج النفط في البلاد في السنوات العشر الماضية، لتصبح ثالث منتج له في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد نيجيريا وأنغولا.

عن هذا، أكدت مجلة «رؤية» البرتغالية الأسبوعية، أن «الأوليغارشية السارقة في غينيا الاستوائية أصبحت واحدة من أغنى الأسر الحاكمة في العالم، وأن هذا البلد أصبح يعرف باسم «كويت إفريقيا» وحلت الشركات النفطية الكبرى في العالم - أكسون موبيل وتوتال وريبسول - بأراضيه.

وأشارت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لهذه المستعمرة الإسبانية السابقة يبلغ 24035 دولاراً للفرد الواحد، أي بقدر 4.000 دولار أعلى من البرتغال، في حين يعيش 78 في المئة من سكانها البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، على أقل من دولار واحد في اليوم.

فعلق خبير القانون الغيني الاستوائي والناشط المدافع عن حقوق الإنسان في بلاده «بونسيانو نفو» بقوله إنه «منذ عام 1968، كانت هناك غينيتان أستوائيتان: واحدة قبل النفط والأخرى بعد النفط»، وذلك من وجهة نظر المجتمع الدولي.

ماريو كيروز

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 4342 - الأحد 27 يوليو 2014م الموافق 30 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً