العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ

نصركم عيد لنا

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

هلّ هلال العيد، وما أهلّت الفرحة علينا كما تعوّدنا! نعم، هلّ هلال العيد وفي المقلة عَبْرَةٌ وشرقة!

هلّ هلال العيد وفي القلب لوعة وحرقة!

ففي غزّة عيدٌ مختلف؛ في غزّة ألف شهيد وشهيد، أعطوْا للعيد معنى مختلفاً.

في غزّة قد تأجّل العيد إلى حين نصر مقترب.

هلّ هلال العيد، وفي غزّة دمار. في غزّة عيد تحت الحصار.

في غزّة طفل يرتجف من قصف مدافع النار، ينتظر طلوع الفجر ليرى العيد في ضوء النهار: عيداً دون أم، دون أب، دون أخ، دون أخت... دون أطيار.. عيداً يتيماً بلا أحضان.

هلّ هلال العيد، وفي غزّة للعيد معنى مختلف؛ فغزّة للعزّة عنوان وإن تداعى فيها البنيان. في غزّة عزيمة إنسان شرّف كل إنسان دافع عن الحق دون حسبان، ضحّى بالروح وقدمها قرباناً تلو القربان.

نعم، في غزّة للعيد معنى مختلف؛ ففي غزّة صبر وثبات. في غزّة حرب وصلاة. في غزّة كرامة رجال شمّ الأنوف أُباة، لا يساومون ولا يهابون الطغاة. في غزّة نبع حياة. في غزّة أمل لأمة قد تنهض بعد الممات.

هلّ هلال العيد، وفي كل بلاد العُرْب عيد باهت بلا معنى، بلا روح، بلا وطن، بلا نخوة، عيد كلا عيد بلا معنى؛ عيد بلا عين، فالعين تدمع لما حلّ في غزّة، عيد بلا ياء فـ «يا» تنادي ولا منادَى يجيب أهل غزّة، والدال حرف تائه المعنى فلا دالَّ على نصرة أهل غزّة.

هلّ هلال العيد، وفي كل بلاد العُرْب عيد باهت بلا معنى؛ وإن تعالت مغانيكم فعيدكم بلا معنى، وإن تبسّمت تهانيكم فعيدكم كلا معنى، وإن تهاطلت بالورود دردشاتكم وأمانيكم في بلادكم عيد باهت بلا معنى.

وهلّ هلال العيد، وفي غزّة قتلى نحسبهم عند الله شهداء... وفي بعض بلاد العرب أيضا قتلى: في الشام قتلى... وفي العراق قتلى... وفي ليبيا قتلى... وفي اليمن قتلى... وفي... وفي... في بعض بلاد العرب قتلى يلفّ موتهم الغموض؛ فالقاتل والقتيل يرفع راية التوحيد، ويرفع للجهاد لواء ويحسب موتاه عند الله شهداء.

نعم، هلّ هلال العيد، أيضاً، وفي بعض بلاد العُرب فوارس جدد يكتبون للجهاد معنى وأيّ معنى! يسرقون العيد منّا، يسلبون الحياة من بني جلدتهم ويقتتلون ولا معنى. يعضّ القاتل منهم على كبد أخيه بلا رحمة، ويلعب الآخر منهم برأس الآخر بلا جدوى، فهذا الجهاد عندهم كما العدوى، وهذا العيد عندهم عيد تناحر ولا رحمة، وهذا العيد عندهم عدّ وعديد وعدّة... ولا دعوة للحق منهم تسمع أو عودة للرشد تنهى عن القتل والفرقة.

بنو العرب هلّ هلال العيد ينادي بصوت الشاعر الرعديد: عيد بأية حالٍ عدت يا عيد...

بما مضى أم بأمر فيه تجديد

فقلت للشاعر الرعديد:

عيد عاد بالغبن والتنديد

فأينك يا شاعر الوعد والوعيد؟

يا فارسا في الزمن المجيد.

أجاب شاعرنا:

النصر في غزّة عيد لنا

النصر لنا بكل تأكيد.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:23 ص

      عيدنا الإنتصار ..

      عيدنا القادم هو الإنتصار للشعب الفلسطيني ... و للمقاومة الفلسطينية و لمحور المقاومة .. و نصرنا قادم بإذن الله من غزة العزة و الإباء ... و هو لكل الأمة العربية و الإسلامية و للشعوب الحرة ..

اقرأ ايضاً