العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ

داء السكّري والإصابة بالسكتة الدماغية

فيصل جعفر المحروس comments [at] alwasatnews.com

طبيب استشاري وباحث في أمراض السكري

ترتبط الإصابة بالشلل النصفي بالكثير من الأمراض الأخرى التي تكون سبباً مباشراً في الإصابة به. فأمراض العصر كالسكري وارتفاع الضغط الدموي، والكوليسترول والأورام السرطانية، وفي حال إهمال علاجها قد تكون النتيجة هي الإصابة بالشلل النصفي. لا يعتبر الشلل النصفي مرضاً، وإنما يمكن القول إنه إصابة جزء من الجهاز العصبي، فالمعروف أن الجهة اليسرى من الدماغ تتحكم في الجهة اليمنى من الجسم، والجهة اليمنى من الدماغ تتحكم في الجهة اليسرى من الجسم، وعندما يصاب المريض بالشلل في الجهة اليمنى من الجسم فهذا يعني وجود مشكل في الجهة اليسرى من الدماغ والعكس صحيح، كيفما كان هذا المشكل. والشلل النصفي يعتبر إشارة فقط لوجود مشكلة أخرى في الدماغ تتطلب العلاج.

أسباب الشلل النصفي

من المعروف أن الدماغ هو جزء حساس جداً في جسم الإنسان، لذلك فأي شيء يمسه يكون له عواقب وخيمة ونتائج سلبية على باقي أجزاء الجسم الأخرى، وبما أن الدماغ ينقسم إلى باحات كل واحدة منها مسئولة عن وظيفة معينة داخل الجسم، نجد باحة الكلام وباحة الحركة، ثم باحة السمع إلى غير ذلك من الوظائف الأخرى، ومن بين الأشياء التي يمكن أن تصيب الدماغ البشري وتؤدي إلى الإصابة بالشلل النصفي، إصابة باحة الحركة بجراثيم ناتجة عن الإصابة بمرض السل أو ورم سرطاني في المخ ثم اختناق وتمزق شرايين الدماغ الناتج عن ارتفاع الضغط الدموي، ومرض السكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، بالإضافة إلى التدخين وكل هذه الأمراض تؤدي إلى إصابة شرايين الدماغ، والقلب فتدمر الشرايين الحساسة في جميع أنحاء الجسم، ولأن شرايين الدماغ هي الشرايين الأخيرة في الجسم تكون النتيجة سلبية وخطيرة.

آلام الرأس دليل على وجود مشكلة في الدماغ

لا يمكن معرفة ما إذا كان المريض سيصاب بالشلل النصفي، فلو كانت هذه الإمكانية متاحة لكان من الممكن إنقاذ المريض من الإصابة به قبل حدوثه. ولكن إذا كان الشخص يشعر بآلام في الرأس فيجب أن يسارع إلى استشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه قبل أن يؤثر على باقي وظائف الجسم الأخرى، لكن هذا الأمر يبقى مجرد حظ ولا يحدث إلا نادراً، ويبقى أهم ما في الأمر هو أنه لا يمكن التنبؤ بالإصابة بالشلل النصفي قبل حدوثه. لكن إذا لجأ المريض إلى الطبيب في البداية، وتم علاج السبب المباشر في الشلل النصفي، فيمكن للمريض أن يعود لحالته الطبيعية كما كان في السابق.

علاج مسببات الشلل النصفي أفضل وقاية منه

أفضل وقاية يمكن اتباعها في حال الإصابة بالشلل النصفي، هي الوقاية من الأسباب التي تؤدى إلى إصابة المريض بالشلل النصفي، فمثلاً إذا كان هذا الشلل ناتجاً عن وجود جراثيم في الدماغ ناتجة عن مرض السل فيجب علاج مرض السل أولاً، وكذلك الشأن بالنسبة لمرض ارتفاع الضغط الدموي، والسكري، والكوليسترول، مع الحرص على اتباع وصفة الطبيب وتناول الأدوية بشكل منظم بالإضافة إلى تجنب التدخين، ومحاربة السمنة بممارسة الرياضة وتجنب المأكولات الدسمة.

المضاعفات تنتج عن الأمراض المسببة

بما أن الشلل النصفي إشارة لوجود خلل ما في الدماغ، فيمكن القول إنه ليست له مضاعفات، وإنما مخاطره تكمن في إهمال علاج مسبباته والأمراض التي تكون سبباً مباشراً في الإصابة به، فالمشكل ليس هو الشلل النصفي وإنما هو ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو السكري وما إلى ذلك من مسببات الشلل النصفي، والتي تصيب نواة الدماغ.

وإذا كان الشلل النصفي ناتجاً عن إصابة شرايين الدماغ فمن الصعب أن يسترجع المريض عافيته ويعود لحالته الطبيعية، ولا يمكن علاجه إلا في حالة وحيدة ونادرة الحدوث هي عندما يلجأ المريض إلى الطبيب في الثلاث ساعات الأولى من إصابته باختناق أو تمزق في شرايين الدماغ. لكن أغلبية الناس لا يزورون الطبيب إلا بعد مرور يومين أو أكثر من الإصابة. وكلما أسرع المريض في استشارة الطبيب كلما استطاع استرجاع جزء كبير من عافيته.

الوقاية وتقليل خطر الإصابة بالمرض

أول شيء يقوم به الطبيب عند لجوء المريض إليه هو التأكد من معرفة ما إذا كان هذا الشلل عضوياً أو غير عضوي، وذلك بالفحص بالأشعة «السكانير» أو بالتصوير بالرنين المغناطيسي من أجل معرفة سبب الشلل النصفي، وبعد ذلك يتم وصف الدواء المناسب له، فإذا كان السبب هو اختناق أحد الشرايين فيمكن إعطاء المريض أدوية تعمل على تسريع جريان الدم، لكن يجب معرفة سبب اختناق الشرايين من أجل تفادي حدوث ذلك فيما بعد. أهمية الأخذ بالإجراءات الطبية والعلاجية والغذائية لتقليل خطر إصابة مرضى السكري بالسكتة الدماغية والتي هي أعلى بكثير لدى مرضى السكري بالمقارنة مع غير المصابين بهذا المرض.

والسكتة الدماغية قد تحدث دون ترك تأثيرات سلبية على المريض، ولكن تحدث أحياناً أخرى وتترك مضاعفات خطيرة مثل الشلل العام أو النصفي أو تعطل وظائف أو أجزاء معينة في الجسم حيث يكون لها مضاعفات صحّية ونفسية واجتماعية واقتصادية على المرضى وأسرهم والمجتمع بشكل عام. من أجل ذلك يجب على كافة مرضى السكري إتخاذ الإجراءات التالية لتقليل خطر إصابتهم بالسكتة الدماغية:

ضبط مستويات سكر الدم لديهم ضمن المعدلات الطبيعية وضرورة مراجعة الفريق الطبي في حال ارتفاع هذه المستويات.

ضبط مستوى ضغط الدم والدهنيات في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وكذلك مراجعة الفريق الطبي في حال ارتفاع هذه المستويات.

اتباع أسلوب حياة صحّي بعيد عن التدخين سواء المباشر أو السلبي أو جلسات الشيشة لتأثير التدخين على زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية على مرضى السكري وتسببه بأمراض أخرى عديدة وخطيرة. تجنب المشروبات الكحولية لتأثيرها على زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتسببها بأمراض أخرى خطيرة.

ممارسة الرياضة المنتظمة وحسب توصيات الفريق الطبي. ويعتبر المشي السريع لمدة 30-45 دقيقة يومياً من أسلم وأسهل التمارين الرياضية.

المحافظة على وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية؛ لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. مراجعة الفريق الطبي بشأن أهمية أخذ الأدوية لضبط مستويات سكر الدم وضغط الدم والدهنيات وكذلك أخذ الأدوية التي تقلل من خطر تجلطات الدم مثل الإسبرين أو غيره، وذلك تحت إشراف الطبيب.

إتباع برنامج غذائي متوازن وصحّي يكون قليل الدسم وقليل الملح وغنّي بالخضروات والفواكه والسلطات ويعتمد على منتجات الألبان خالية الدسم.

ومن الضروري تجنب الدهون والشحوم واللحوم الدسمة والأحشاء الداخلية لجسم الحيوان مثل الكبد أو القلوب وكذلك صفار البيض وعدم إستعمال الزبدة أو السمنة أو زيت النخيل.

ومن الضروري تناول الأسماك بدلاً من اللحوم، وكذلك استعمال المواد الغذائية الغنية بالألياف الغذائية مثل الحبوب الكاملة والبقوليات.

الاتصال بالطبيب في حال ملاحظة بعض أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل تنميل أو خدر الوجه أو جزء منه أو الذراع أو دوخة مفاجئة أو سقوط على الأرض أو تلعثم الكلام أو غياب النظر لفترة قصيرة أو حدوث وميض مفاجئ في النظر أو غيرها من الأعراض.

علاجات الشلل النصفي والتأهيل الصحي

علاج الشلل النصفي غالباً ما يكون بالأدوية، للقضاء على الأمراض المسببة له، لكن هناك حالات يتم فيها اللجوء للجراحة كما هو الشأن في وجود ورم سرطاني في الدماغ، كما يتم فيما بعد اللجوء للترويض الطبي والتأهيل الفيزيائي من أجل مساعدة المريض على استعادة ولو جزء بسيط من قدرته على الحركة، ومساعدة النواة الميتة في الدماغ على استعادة الوظيفة التي تقوم بها، مع تنشيط النواة التي مازالت تعمل على أن تؤدي وظيفة النواة الميتة.

إقرأ أيضا لـ "فيصل جعفر المحروس"

العدد 4353 - الخميس 07 أغسطس 2014م الموافق 11 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:24 ص

      استفسار للدكتور..

      قرأت مؤخرا ان تناول ملعقتي زيت زيتون على الريق له نتائج إيجابية لمرضى السكري؟؟فما رأيك دكتور ؟؟

اقرأ ايضاً