العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ

قصر النظر يتسبب في كوارث سياسيَّة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مجلس الأمن الدولي أصدر قراراً دوليّاً (رقم 2170) بالإجماع، ووضع تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» في العراق وسورية تحت الفصل السابع، ما يمهِّد الطريق لاستخدام القوة العسكرية ضد المتشدِّدين الإِسلاميِّين، الذين يرتكبون حاليّاً مذابح وانتهاكات خطيرة ضدَّ الإِنسانيَّة. كما أضاف القرار الدولي ستة أسماء، بينهم خليجيون،إِلى القائمة السوداء، وطالب جميع الدول الأعضاء بوقف تدفُّق المقاتلين، ووقف التَّمويل وغيره من أشكال الدعم إلى الجماعات الإرهابيَّة.

البعض يرى أَنَّ القرار جاء متأخراً؛ لأَنَّ تنظيم «داعش» لم يعُد يحتاج إِلى التَّمويل الخارجي من أجل الاستمرار فيما يقوم به في كل من العراق وسورية. فالتنظيم الذي يفتخر بالصورة المتوحشة التي يرسمها عن نفسه، ويُكثر منها؛ لبثِّ الرُّعب في قلوب من يستهدفهم، ليس متخلفاً في أساليبه الحديثة التي يستخدمها للسيطرة على أجزاء واسعة في العراق وسورية. التَّنظيم يستخدم استراتيجيَّة عسكريَّة تشبه سير «الثُّعبان بين الصخور»، إِذ يختار الثَّغرات التي يهجم فيها على الهدف ويلسعه بصورة قاتلة، ومن ثم يسيطر على المناطق التي تحتوي على حواضن وبيئات ملائمة، ويتركها لفترة تدير شئونها بنفسها، ثُمَّ يختار ما يفعله لتثبيت سيطرته على تلك المناطق. كما أَنَّ التَّنظيم لديه استراتيجيَّة جمع المال من المناطق التي يسيطر عليها، ويحصل منها على دخل يقدَّر بمليون دولار يوميّاً، ويُعتبر حاليّاً - بحسب الأخصائيين - أغنى جماعة إِرهابيَّة في العالم.

القرار الدولي الجديد يدعو إلى تعطيل التَّدفُّقات الماليَّة الدَّوليَّة للتَّنظيم، لكنه ربما لا يحتاج حاليّاً الى الدعم المالي الخارجي؛ لأنه يجمع ماله داخليّاً عبر الإكراه، والأتوات ودفع الفدية، وعبر وضع اليد على ممتلكات الفئات التي يعتبرها من الكفار، ويستحل بذلك دماءهم.

الخيارات المتاحة للعمل العسكري الدولي قد تكون محدودة بضربات جويَّة، ورصد استخباراتي، لكن التَّغلب على التنظيم الارهابي بصورة كاملة، يحتاج إلى إبعاده عن الحواضن الاجتماعيَّة، وهذا يحتاج إِلى عمليَّة سياسيَّة جامعة. وهذا الموضوع يبيِّن أَنَّ المشكلة كانت سِياسيَّة في الأساس، وتطوَّرت إِلى ما هي عليه بسبب «إبعاد» أو «تهميش» فئاتٍ من المجتمع عن العمليَّة السياسيَّة.

وفي حين أَنَّ الوضع في العراق وسورية تحوَّل إلى الكارثة، لأسباب عديدة، فإِنَّ قصر النَّظر في العمليَّة السِياسيَّة لا ينحصر بالعراق وسورية، وإِنَّما تجد الإِبعاد والتَّهميش ظاهرة منتشرة في معظم البلدان. إِنَّ الحلَّ الجذريَّ لمواجهة العنف والإِرهاب، وانفلات الأَوضاع، وتعمُّق الأَزمات، يكمن في التوقُّف عن هذ المسار غير الصحيح، واعتماد سياسة رشيدة وجامعة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:09 ص

      التنظيم ذكي في تحركاته ..... ام محمود

      مجلس الأمن تأخر كثيرا لا فائدة الآن من وضع داعش تحت الفصل السابع أو الثامن لأنها اعتمدت على نفسها منذ الدخول الى الموصل و كانت تقارير اخبارية ترد قبل ذلك بان أفراد التنظيم أصبحوا من رجال الاعمال بسبب الأموال الهائلة التي حصلوا عليها في سوريا و التجارة الرابحة من بيع النفط و الأراضي و المحاصيل و بعد اعلانها الخلافة أعلنوا مسميات الوزراء اذن بعد شهر أو شهرين سنرى داعش بالفعل استحوذت على المزيد من الأراضي و يمكن تستولي على قسم من تركيا و الاردن و فلسطين و التشبيه بليغ الذي ذكرته فهي كالثعبان السام

    • زائر 19 | 8:01 ص

      المؤامرات و المكائد هي السبب في الكوارث السياسية و الانسانية .... ام محمود

      لا أحد يختلف في العالم بان ما حدث في منطقة الشرق الأوسط هو نتيجة مؤامرة خبيثة متعددة الأطراف بدأت منذ تموز 2006 عندما شنت اسرائيل حرب مفاجئة دموية على الجنوب اللبناني و دمرت البنى التحتية و كان هدفها المقاومة و سلاحها و قيادتها و لو نجحت في ذلك لدمرت الدول العربية الاستراتيجية مثل سوريا و العراق و مصر هذا الاخفاق في الملف اللبناني و الملف الايراني جعلها تصنع قوة تكفيرية قادرة على عمل زلزال بقوة الحروب فكانت داعش لان باعتقادي القاعدة لم تكن قوية و الان قاموا بالتمثيل من خلال الضربات العسكرية

    • زائر 18 | 7:41 ص

      لماذا الغرب الذي دعم داعش بالمليارات تراجع و خاف من التنظيم الارهابي؟ .. لأنه هدد بضربهم في العمق ..... ام محمود

      الصاندايتليغراف نشرت مقالا لكاميرون حول تنظيم "الدولة الاسلامية" تحت عنوان "واجهوا العقائد السامة الان أو واجهوا الارهاب في شوارع بريطانيا بعد ذلك".
      ويحذر كاميرون في مقاله من مخاطر وجود ما يسميه دولة الخلافة الارهابية على سواحل البحر الابيض المتوسط
      ويقول كاميرون إن الغرب متورط في صراع ممتد على مدار اجيال متعددة ضد نوع من التطرف الاسلامي الخطير الذي سيجلب الارهاب الى شوارع بريطانيا اذا لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهته ودحره
      تعليقي:
      (نفس الشعور والخوف يطغى على فرنسا و أمريكا والخليج)

    • زائر 17 | 5:12 ص

      صهنو تركي ؟؟؟

      (صهنو تركي) لهم دور كبير جدا في إنشاء هذا التكوين تركيا خسرت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فتتجه إلى زعزعة الدول العربية لكسب الأطماع السابقه لدوله العثمانية !!!
      كذلك الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني أحس إحساس بأنه خسر الأكبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستقبلا وبعض الدول الخليجيه كذلك المتحالفة مع (صهنوتركي)
      أنشئت هذه الجماعات اللقيطه التي ترجو منها زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية لكسب الوقت وخيراتها ؟؟؟

    • زائر 16 | 4:45 ص

      داعش ما كان ليولد لو يكن المورد الفكري معتقد شعبي

      كل ما تقوله داعش تفعله فيما تعتقده تجاه الآخر بينما شقيقاتها في الفكر قد يقولون دون ترجمته لفعل . لم تأتي داعش بجديد فيما يعتقده السلفيون تجاه الطوائف الدينية وانما الفرق قرنت الاعتقاد بفعل

    • زائر 13 | 4:07 ص

      أبوأيمن

      الهمز واللمز للبحرين واضح .

    • زائر 11 | 3:01 ص

      اكيد

      ياخوك ديلين مايعرفون شي يتخبطون

    • زائر 10 | 2:46 ص

      داعش

      هذي الحركات تربت على يد ايران و المالكى عندما اطلق سراحهم من السجون بعد الحراك السنى للوصول الى هذه النقطه فى العراق هناك كثير من الحركات المجرمة التى تقتل الناس على الهوية لأكن هى مرفوع عنها القلم

    • زائر 15 زائر 10 | 4:21 ص

      الفكر الداعشي

      موجود في دول الخليج وليس في الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ودول الخليج وأمريكا هم من أوجد مثل داعش والنصره ليش تخلطون الأوراق أو تتغابى بوصفهم انهم تربيه إيران

    • زائر 9 | 2:38 ص

      قصر النظر ورثوه الى البطانة ايضا

      هناك جيش من المحرضين والكتبة الذين ليس لهم سوى تثبيت ( قصر النظر ) لدى البعض وجعلهم لا ينظرون لأبعد من انوفهم ، ويصورون لهم الخيانات في دول اخرى وان العيب والممارسات اللا اخلاقية مع البشر هناك ، بينما يغضون الطرف عما يحدث هنا يسبون ويشتمون تلك الدول كالعراق مثلا ويبدعون في تخوين سياسيها ونخبها ليبقوا هم الأفضل والأنقى بينما هم منقوعين نقعا في اتون الطائفية والحقد الأعمى الذي لم يعطيهم فرصة للأعتراف بأنهم احق بالنصيحة مما يتهمون به الأخرين ولكن ماذا نقول في اناس حدهم سب وشتم ؟؟

    • زائر 8 | 1:49 ص

      لو وقف العالم مع الشعب السوري

      لو وقف العالم مع الشعب السوري في ثورته ضد الطغيان الإيراني لما كان هناك شيء اسمه داعش و لكن العالم غض الطرف عن القتل الذي يمارسه بشار و الخرس الثوري و حزب ايران اللبناني

    • زائر 14 زائر 8 | 4:18 ص

      لين قالو

      عندكم قصر نظر شماعتكم إيران وحزب الله افيقووو من سباتكم

    • زائر 7 | 1:47 ص

      مجرد تحليل

      اعتقد والله اعلم بان لعبة الارهابيين تديرها الدول الغربية العظمى وفي مقدمتهم امريكا بتمويل فائق النظير من الدول المستبدة والانظمة الناهبة لثروات الشعوب واقول الشعوب وليس شعوبها لانه لايشرفني ان يمثلني نظام دكتاتوري .

      وربما الكثير يوافقني الراي وقد راينا وقوف تلك الانظمة مع بطل القادسية ونرى اليوم تدفق الاموال لبعض البلدان ليس لصد الاعتداء الخارجي وانما لقمع حركات الشعوب والا كيف توافق فرنسا على تسليح لبنان ضد اسرائيل؟ فالباطن خلاف الظاهر

    • زائر 6 | 1:12 ص

      الله يهدينا

      العدل اساس الحكم

    • زائر 5 | 12:47 ص

      نفاق قرارات مجلس الأمن ...

      القرار طالب جميع الدول الأعضاء بوقف تدفُّق المقاتلين، ووقف التَّمويل وغيره من أشكال الدعم إلى جماعة «داعش» وجبهة «النصرة» الإرهابيَّة...
      ولكن سيتم تدفق المقاتلين والتمويل إلى الجيبهة الإسلامية والجيش الهر وغيرها من الألوية ومن ثم تأخذ طريقها إلى داعش والنصرة..
      ثانياً- هل ستتوقف الدول الغربية وغيرها من المتمصلحين في المنطقة من شراء النفط من داعش التي تبيعه بسعر التراب (السارق يبيع المصوغات بأرخص الأثمان)؟؟ طبعاً لا... وسترون..

    • زائر 4 | 12:17 ص

      عمليا

      عمليا لو كنت بعيد النظر تخلق عداء الاكثرية و الذين هم في الجهة الاخري.

    • زائر 3 | 12:03 ص

      بان المستخبي

      تحركت أمريكا عندما بدء المسيحيين يتضررون من داعش والنصرة ، اين هم عن المجازر في سوريا ، اين هم عن سنة وشيعة اعراق ؟ لم نسمع الا تصريحات ، لقد أصبحت الان متأكدا من ان ما تبطنه أمريكا للمنطقة يفوق ما نسمعه في تصريحاتهم الجوفاء

    • زائر 12 زائر 3 | 3:42 ص

      وللأسف

      للأسف نجحت أمريكا وإسرائيل من تشتيت وحدة أهل الحق المسلمين في طوائف وملذات دنيوية زائلة، ولا يزال روحاني والخامنئي ضد قادة الدول العربية في صراح لا نهاية له... وأعداء الإسلام يتحركون في حرية تامة، وفلسطين تحت الاحتلال منذ 70 سنة... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، افيقوا يا أحفاد الإسلام، أفيقوا وأديروا ظهركم للدنيا وابتغوا الله والآخرة. إعملوا لتكون كلمة الله هي العليا!

    • زائر 2 | 11:09 م

      هو ضحك على الشعوب بعد ان اصبحت داعش تمتلك حقوق النفط قالوا اوقفوا الدعم المالي

      أغدقوا عليهم المال والسلاح والعتاد وسهّلوا دخولهم الى بلداننا ثم بعد ان استقوى عودهم يريدون الضحك على الشعوب بهذه القرارات ونقول لأمريكا وبريطانيا وبعض الدول الداعم لهؤلاء بإذن الله الواحد الأحد الذي جعل هلاك الظالمين في سوء تدبيرهم سوف لن تمرّوا بسلام بعد هذه الدماء وسوف يرتدّ هذا المكر عليك لا محالة

    • زائر 1 | 10:58 م

      الكرسى الذهب.

      شكرا لك يادكتور . ولكنهم لا يفهمون هذا الكلام لان كرسيهم الذهب انساهم كل شى قيم.

اقرأ ايضاً