العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ

«داعش» الحصاد المر

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

الكثيرون كانوا يظنون أن تنظيم «داعش» الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية أنه فقاعة، وأن هذه الفقاعة لن تصمد كثيراً، وستفقس وتذهب جفاء مع أول لمسة أو اصطدام.

بعد مرور أكثر من شهرين على دخول هذا التنظيم العراق وفتحه للحدود العراقية السورية تبين الآن جليا أن رياح الواقع كانت على غير ما تشتهي ظنون المراقبين، ورأى العالم كيف أن هذا التنظيم تمدد بسرعة، وبصورة لا تقبل الشك.

كان الحديث في بداية الأمر عن أن من دخل العراق من عناصر هذا التنظيم لا يتعدى بضع المئات، بينما صار الإعلام العالمي ينقل أخبار التوسع بشكل يومي، وإذا ما غضضنا الطرف عن فاعلية الجيش العراقي كله بسبب الأزمة السياسية التي كادت تعصف بالعراق فإننا سنجد أن قوات البشمركة على رغم خبرتها وعتادها وتعدادها الذي يناهز مئتي ألف عنصر لايزال في كر وفر مع هذا التنظيم، وهو ما يبدد الحديث عن أن الداعشيين في العراق هم بضع مئات.

بالتأكيد أن سيطرة «داعش» على ثلث العراق ليس سببها فقط عدد عناصر التنظيم، بل هناك أسباب أخرى أهمها البطش والقتل والرعب الذي ملأ به قلوب أهالي المناطق التي يدخلها، فلم يبقِ هذا التنظيم أحدا، حتى أهلك الأطفال عطشاً، وقتل الشيوخ، وعلق رؤوس الشباب على أسوار الحدائق، وسبى النساء، حتى أحكم قبضته بهذه الممارسات وهذا الرعب الذي يفوق خيال البشر.

الأخطر من ذلك كله، والأكثر رعبا من هذه الممارسات البشعة هو أننا كمجتمع ندين بدين الإسلام، كيف أنتجنا هذا النموذج الذي يحسب نفسه على الإسلام، وكيف وصلنا بشبابنا إلى وضع يجعلهم يرون باطل هذا التنظيم حقا، فصاروا يلتحقون به، ويتغنون به على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صاروا يرفعون أعلامه، ويزينون به سياراتهم وخلفيات هواتفهم، وكأنه النموذج الأمثل والأفضل.

إذا نحن أمام حصاد مر، علينا أن نتدبر كيف ومتى زرعناه، وسقيناه حتى جاء وقت الحصاد فأدرك بعضنا بينما لا يزال بعضنا الآخر لا يدرك أننا لم نحسن الزراعة والحرث.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 7:38 م

      داعش جرثومة العصر

      هم حثالة هذا العصر ، يدعون انهم يحاربون من اجل نشر الاسلام والإسلام بريء منهم ، يعيشون على هتك الحرمات

    • زائر 10 | 7:48 ص

      انهم

      انهم من سلالة يزيد فى قطع الرؤوس مثل مادبحو الحسين عليه السلام انها الاحقاد على محمد واله عليهم افضل الصلاة والسلام مثل ماقال السيد حسن نصرالله هزيمتهم سهلة وهاده الى بصير قريبا ستسمعون عن زوالهم باذن لله

    • زائر 8 | 4:33 ص

      باي ذنب قتلوا

      يقطعون الرؤؤس الشباببلا رحمه حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 7 | 3:56 ص

      الحق يعلي ولا يعلي عليه

      داعش او ماتسمي نفسها بالدولة اللاسلاميه تدعمها دول كبار ونحن لا تنطوي علينا هذه الالعيب فبالله عليكم كيف لهذه المجموعه الارهابيه ان تمتلك الاسلاحه والدبابات والصواريخ ولو لما يكن هناك دول تدعمها وكيف لها ان تدخل سوريه والعراق وهاتين الدولتين رغم الحروب الذي مروا بها الا انهم مازال لديهم جيش قوي يستطيع الدفاع عن حدودهمها لكن المشكله تقع في بعض الجنود المنافقين الذين باعوا وطنهم بثمن بخس للداعش وغيرهم

    • زائر 6 | 2:24 ص

      بحرينية

      اللي انتسبوا واللي سوف ينتسبون والمؤيدين لداعش المجرمة هم اصلا يحملون نفس الافكار ,, عموما الدنيا تفرز الخبيث من الطيب ,, والعبرة في النهاية ,, والنهاية يعلمها خالق الكون سبحانة العظيم القوي الجبار القادر على كل شي

    • زائر 4 | 12:50 ص

      قالوا لكم بأن هؤلاء الشباب (لا يدرون ما يعملون) وهم يسيرون كالبهائم كما أريد لهم..

      كيف وصلنا بشبابنا إلى وضع يجعلهم يرون باطل هذا التنظيم حقا، فصاروا يلتحقون به، ويتغنون به على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صاروا يرفعون أعلامه، ويزينون به سياراتهم وخلفيات هواتفهم، وكأنه النموذج الأمثل والأفضل.

    • زائر 3 | 12:09 ص

      تقليد

      يا عزيزي نحن امه تحب التقليد حتى ولو التقليد يتسبب في قتلنا وهذه الصناعة بالطبع صناعه اجنبيه حقوده تريد تفريقنا لان في تفريقناوضعفنا قوة لهم ولكن ماذا نقول للناس الضعفاء اللذين يحبون التقليد حتى في نهايتهم وعلى الله المستعان

    • زائر 2 | 11:14 م

      دماء الابرياء في رقبة كل الدول التي أنشأت هذا التنظيم

      الحكومة الأمريكية ومعها اسرائيل والحكومة البريطانية وبعض من دول الخليج هم من أنشأ هذا التنظيم لذلك هم مسؤولون عن كل الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم وبالطبع ان لم يستطع العالم محاسبة هذه الدول فإن حسابها على الله لن يغادر قطرة دم من دماء الابرياء وكل من اعان ورضي ودافع عن هذه الفئة المارقة فهو شريك لهم وسوف يلقى التخليد الابدي في جهنم فدماء هؤلاء الابرياء ليست
      بالهيّنة على الله

    • زائر 9 زائر 2 | 4:51 ص

      سنة العراق يعتقدون ضرورة التحالف مرحليا مع داعش

      سنة العراق يأملون استعادة زمام القيادة في العراق فهم يعملون من داخل المؤسية السياسية لافشالها و كشف ظهرها و يحتصنون الترهابيين الذين حصدوا في سنة من شيعة العراق و المعتدلين السنة مالم تحصده حروب اسرائيل قاطبة من الفلسطينيين والآن يتحالفون مع داعش أملا في التخلص منها بعد التخلص من الشيعة

    • زائر 1 | 11:07 م

      توحد العراقين سنة وشيعة داعش سوف يتبخر

      داعش سوف يزول بسرعه كما حضر بسرعه وذالك بعد تكاتف العراقين سنه وشيعه واعطاء الجميع حقوقهم اما اذا بقيت لطائفية كما فعل الماكي سوف يكون في صالحهم ويكبرون اكثر واكثر الله يستر

اقرأ ايضاً