العدد 4368 - الجمعة 22 أغسطس 2014م الموافق 26 شوال 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

حياة ترفيهية للمتقاعدين

هناك طرق كثيرة يستمتع بها المتقاعد على أرض البحرين الحبيبة، جمعيات نموذجية واسعة للجميع نساءً ورجالاً، وهناك دور كثيرة تجمع بين الأصدقاء والأحبة من نفس المناطق وترتب رحلات ترفيهية يحتاج إليها المتقاعد ونشاطات كثيرة وندوات دينية وثقافية ومناقشات وحوارات متبادلة بين الحضور في جو مرح ومناسب لجميع الأعمار.

هذا ما يحتاجه المتقاعد الذي أمضى سنين طويلة في خدمة الوطن الغالي، ويجب عليه أن يبتعد عن الهموم والتعب الذي واجهه في العمل طوال تلك السنين، وعليه أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالي ويكثر من قراءة القرآن الكريم وزيارة بيت الله الحرام إن أمكنه ذلك لأن تلك الزيارات المقدسة ستجعله قريب من ربه أكثر.

وعليه أيضا أن يبتعد عن الزعل والحساسية تجاه الآخرين ويترك الزمن والحياة تسير وهو في صحة جيدة ويزيد من محبته للناس جميعاً. وعليه أن يكون متسامحاً كي يتجنب المشاكل التي ستؤثر على صحته ويكمل حياته مع عائلته التي كان بعيداً عنها فترة العمل ويتفرغ للحياة الجديدة ويتماشى مع التطور والتقدم.

فليعلم الجميع بأن الجمعيات والدور هي عبارة عن مكان يلتقي فيه المتقاعدون والمسنون. ونحن نشكر كل من ساهم أو فكر في بنائها وجعلها بيتنا الثاني الذي نلاقي فيها أحبابنا ونستمتع بكل هذه الأنشطة الترفيهية، ونتمنى من المسئولين الاهتمام بها وتطويرها واستغلالها بالطريقة الصحيحة للأجيال القادمة إن شاء الله.

صالح بن علي


الحانوت والصغيرة

قد آن وقت إغلاق حانوتي... الشمس لافحة والسوق أوصد ضجيجه، من يقصدون السوق من تجار ومشترين يغطون في نوبة قيلولة تحت المكيف الآن.

خمدت أضواء الحانوت، تهيأت لأوصد بابه مسرعاً ربما أسلم من مطارق الشمس التي تقرع هامتي.

توقفت طفلة في السادسة من ربيع إيناعها خلف رأسي منهكة، ترتدي ثوباً زهرياً شاحباً ممزقاً ابتل رشحاً فوق صدرها المسطح، أسارير محياها ملطخه بعوادم رمداء.

نحيفة البدن، الشمس هاجمت عينيها العسليتين، غرزت الشمس أناملها الحادة في وجنتيها الناعمتين الرطبتين فتدفق بركان متوقد فيهما.

شعرها أدهم كالدجى، أملس منكوش خضّل عرقاً، هامت خصلة قصيرة على عينيها المنغلقتين، طلعت أنفاسها تذود عن قلبها المتقوقع داخل باطن حصن جسدها.

بسطت يدها الهزيلة ببضع قروش... أقفلت عليهم بإحكام مجدداً...

تحدثت وكأنما بلبل غرد فنفح الصيف نسمات: «بيبسي واحد لو سمحت عموه».

تبسمت بصفو في وجهي و تقدمت نحو باب الحانوت.

كفهر بالي، السوق مغلق، لابد أنها فتشت طويلاً في دهاليز السوق فلم تجد إلا حانوتي، لا تستحق أن اسحق قلبها البريء بالرفض.

زفرتُ بعمق، فتحت الباب بامتعاض مجدداً، ناولتها ما طلبته مسرعاً.

هممت لأقفل الباب فإذا بها تقف بصمت داخل دكاني تبحلق في علبة سكاكر مزخرفة، تطيل النظر واللهفة في عينيها بلا هوادة.

تنهدتُ غضبانا فلم أعد أطيق درعاً، حرارة الشمس عضضت بدني.

صرخت فيها بتعصب:

عودي وقتاً لاحقاً، ألا تريني سأغلق الحانوت.

لم تحرك ساكناً، لم تهتم أصلاً.

تابعتُ الصياح فيها دون نفع.

جحضت عيناها وهي تبحلق في السكاكر.

قلت لها وأنا أهم بأقفال دكاني: إذاً أبقي هنا إن شئتِ، سأوصد باب حانوتي.

مدت قبضتها بعجلة، نشلت قطعة حلوى، دستها في جيبها وهرولت خطافاً.

تأججت مغتاظاً ومضيت أعدو خلفها، اللوح بيدي وأزعق في أزقة السوق...هتفت حارداً: أيتها الصغيرة السارقة عودي، لم تدفعي حق حلاوتي، عودي وإلا قتلتكِ.

تجاهلت صياحي وتابعت القفز كالأيل بين أرصفة السوق، حتى أنها لم تلوي هامتها نحوي.

فلم يسعفني جسدي البدين، لم أتمالك ضيق الصكاك، سقطت وكأن لهاتي تمزقت من الظمأ .

التقطت أنفاسي، نهضت بعسر، عدت بتثاقل والقنوط أرهق ظهري.

أختفى أثر الصبية من السوق حتى ثوبها الزهري لم يعد لظلاله أثر.

فئت وأنا أنثر اللعنات في دهاليز السوق على الصغيرة.

عدت إلى حانوتي مرهق فاتر الجسد والهمة، حانق ،باب دكاني كما سيبته على مصراعيه.

دخلته وأنا أرثي سعدي على ثمن الحلوى نفيسة الثمن التي حلّقت من بين قبضتي.

هممت لأغلق الدكان واذا أنا بصندوق أموالي مفصولاً و مسروق .

و قطعة ورق مدّون فيها:امتنانا لك فأنت أروع فردا نبيل عرفته في حياتي فمؤكد أن أبنتي الآن تستمتع بالحلوى.

حواء الأزداني


جزيرة في الوحدة والانفراد

عندما تتحدث وأنت فوق جزيرة صخورها الأماني، وأشجارها الأحلام وأزهارها الأنغام، وهي في وسط بحر من الوحدة والانفراد، فأنت في الحقيقة تتحدث فوق منبرك، وهي المحادثة الوحيدة التي يجب أن يكون لها الصدى مع نفسك حين ترتطم الأمواج، لأن صوت الأجراس وهو في ذهنك مزيج مما يجري داخل نفسك وما يتم امتصاصه من الخارج، في حين أن الكثير من الأنغام تشكلت منذ البداية، وكثير منها من على قارعة الطريق.

إنها هي حياتك المحاطة بالوحدة والتفرد، ولولا هذه الوحدة والانفراد لما كان كل منا ما هو، لولا هذه الوحدة والانفراد لكان كل منا حينما يسمع صوته سيظن أنه صوت لغيره، ولو رأى وجهه لتوهم نفسه أنه ينظر في المرآة.

كلما أصبحت الجزيرة مكاناً صعباً للعيش أصبحت بحاجة إلى إيجاد رؤى جديدة وطرق جديدة للعودة لنفسك. أنت بحاجة إلى استعادة حياتك من جديد. أنت بحاجة إلى زراعة نوع مختلف من البذور، لأنه قبل أن تفنى الشجرة تستعد البذرة لتحيا، أنها تكمن في التعرف على أشياء كثيرة.

هي الطريق إلى الهدوء الداخلي حيث لا شيء ولا أحد تهزه الرياح. إنها عزيمة قوية تعطيك قوة الجبال في مواجهة مطبات الطريق، تمنحك التألق في حياتك وهي نفسها من يثبتك في مكانك، فكما تعمل على تنميتك، فإنها تعلمك كيفية استئصال الفاسد من كيانك، فهي ترتفع بك إلى أعلى مستويات حياتك لتعانق كل اللطيف فيك تحت النور.

علي العرادي

العدد 4368 - الجمعة 22 أغسطس 2014م الموافق 26 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:33 م

      جعفر عبد الكريم صالح

      20سن بيت ومازلة انتظر بيت الا سكان

اقرأ ايضاً