العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ

ارتفاع معدل “سكري الأطفال” 3 أضعاف

د.رجب: لا تزال مسبباته الحقيقية مجهولة

بلغت نسبة الإصابة بمرض السكري في البحرين العام الماضي 30 حالة لكل 100 ألف من السكان، مقارنة بمعدل 12 حالة لكل 100 ألف من السكان في العام 2005. وتعتبر تلك النسبة مرتفعة وتستدعي وعي المجتمع بماهية المرض وطرق العناية بالمريض؛ إذ يعتبر مرض سكري الأطفال تهديداً حقيقياً للطفل وذويه. ولنوضح الصورة عن قرب التقت الوسط الطبي إستشاري أمراض الأطفال الدكتور منصور رجب، الحاصل على الزمالة الإسترالية في أمراض الأطفال والسكري.

ما أنواع السكري التي تصيب الأطفال؟

يصاب الأطفال بالنوع الأول من السكري «سكري الأطفال» الذي يتميز بقلة إنتاج مادة الأنسولين، ويتم علاجه بواسطة أبر الأنسولين.

ولوحظ حديثاً زيادة إصابة الأطفال بسكري النوع الثاني الذي يصيب عادة البالغين وكبار السن. ويحدث هذا النوع نتيجة عدم استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل فعّال. ويظهر من جراء زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني. ويتم علاجه عن طريق تنظيم الغذاء، إنقاص الوزن والحبوب المنظمة للسكر.

ما نسبة الأصابة بسكري الأطفال في البحرين؟

بلغ عدد حالات الإصابة بمرض سكري الأطفال 24 حالة جديدة خلال العام 2005؛ بمعدل 12 حالة لكل 100 ألف من السكان. إلا أنها وصلت إلى 79 حالة مسجلة في 2013؛ بمعدل 30 حالة لكل 100 ألف من السكان. وهذه الزيادة تعادل ثلاثة أضعاف النسبة السابقة، أي أنها في ارتفاع كبير جداً.

هل هنالك عوامل تسهم في الإصابة بسكري الأطفال؟

على رغم أن سكري الأطفال عُرف منذ قديم الزمان، ووصفت أمراضه وطرق علاجه، إلا أن المسببات الحقيقية له لم تعرف حتى الآن. إن المسببات المقترحة لهذا المرض متعددة، فهي خليط من الأسباب الوراثية والبيئية. فتلعب القابلية الوراثية دوراً مهماً في الإصابة بالمرض، فهي تقوم بتحفيز جهاز المناعة في جسم الطفل المصاب لتكوين أجسام مضادة تقوم بهاجمة خلايا «BETA» في البنكرياس والقضاء عليها، وبالتالي يعجز البنكرياس عن تكوين الكمية الكافية من هرمون الأنسولين.

ويواجة العلماء المشكلة الأصعب في تحديد العوامل البيئية للإصابة بالمرض، لكن الغذاء - ولا يقصد بالغذاء فقط المواد السكرية - إضافةً إلى أن الالتهابات الفيروسية الموسمية من العوامل المعروفة للإصابة بالمرض.

ما هي الأعراض التي تمثل جرس الإنذار لإصابة الطفل بالسكري؟

من أهم أعراض السكري: فرط التبوّل، التبول اللاإرادي، الشعور بالعطش، الشعور المتواصل بالجوع، فقدان الوزن، تغيّر حاسة البصر، الشعور بالتعب، قلة الحركة والنشاط، عدم القدرة على التركيز، ألم في البطن.

تظهر هذه الأعراض فجأة في النوع الآول من السكري بينما تكون الآعراض في النوع الثاني من السكري بسيطة أو غير موجودة.

كيف يتم علاج الأطفال المصابين بالسكر؟

يتم علاج السكري من النوع الأول بواسطة الأنسولين. ويتم حقن الأنسولين في الجسم بعدة طرق منها: الأبر، أقلام الأنسولين، وجهاز مضخة الأنسولين. بحيث يعطى الطفل الجرعة المناسبة من الأنسولين بعد حساب كمية النشويات في الوجبة الغذائية.

يوجد فريق طبي متكامل للعناية بالأطفال المصابين بالسكري، يتكون من الطبيب الاستشاري المعالج، ممرضات سكري الأطفال، اختصاصي تغذية، اختصاصي نفسي للأطفال والناشئة.

تكون مهمة الفريق الطبي تعريف الأهل والطفل بمرض السكري، تدريبهم على كيفية حقن الأنسولين، كيفية اختيار الغذاء الصحي المناسب وحساب كمية المواد النشوية في كل وجبة غذائية، وكيفية التعامل مع مضاعفات مرض السكري في البيت والمدرسة وأثناء السفر، مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطفل والعائلة.

بما يخص تغذية الطفل المصاب، بماذا تنصح؟ وكيف يمكن للوالدين التحكم بذلك في ظل عشق الأطفال للسكريات؟

ننصح الوالدين بتقديم الغذاء الصحي والمتوازن المناسب لعمر وجنس طفلهم المريض، مع التزام جميع أفراد العائلة بالنظام الغذائي نفسه. حيث يجب تحديد نوعية الغذاء مع اختصاصي التغذية مسبقاً لكي لا يشعر الطفل بأنه مختلف عن بقية أفراد العائلة.

أما بالنسبة للسكريات والشكولاته فننصح بعدم الإكثار منها، مع مراعاة عدم حرمان الطفل، بحيث لا يشعر الطفل بأنه مختلف عن بقية الأطفال.

في حال رغب الطفل في أكل مزيد من الحلويات، خصوصاً في الحفلات والمناسبات العائلية، ننصح الأم بإعطاء الطفل جرعة من الأنسولين أكبر تتناسب مع كمية الزيادة في المواد النشوية. وإذا لم ترغب الأم في زيادة جرعة الأنسولين خوفاً من زيادة الوزن، فيجب حساب كمية المواد النشوية الموجودة في قطعة الحلويات واستقطاعها من كمية النشويات المسموح بها للوجبة الرئيسة.

في ظل التقدم التكنلوجي الطبي، هل أكتشفت علاجات فعالة للشفاء التام من مرض السكري؟

يقوم العلماء بإجراء تجارب عديدة من أجل التوصل إلى طريقة فعالة وآمنة للشفاء التام من المرض، ولكن للأسف لم يتوصلوا للنتيجة المطلوبة. إلا أن الالتزام بالعلاج منذ الصغر يقي من مضاعفات عديدة عند الكبر.

والالتزام بالعلاج يشمل أخذ الجرعات المناسبة من الأنسولين، الالتزام بغذاء صحي متوازن، زيارة الطبيب بشكل دوري ومنتظم، وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من عدم حدوث المضاعفات.

هل الأطفال يدركون خطورة تدهور الحالة الصحية لهم؟ وكيف تقومون بتوعيتهم؟

بالطبع لا يدرك الأطفال خطورة تدهور الحالة الصحية والمضاعفات المستقبلية للمرض. وبالتالي يقوم فريق العناية بالسكري بالتأكيد على أهمية الالتزام بالعلاج، وبيان مخاطر الإهمال وعدم العناية، وتشجيع الطفل والأهل على التعامل الإيجابي مع المرض في كل زيارة يقوم بها الطفل لفريق الرعاية الصحية.

كما يقوم فريق العناية بالسكري وبالتعاون مع جمعية السكري البحرينية بإعداد برامج تثقيفية وترفيهية للأطفال المصابين بالسكري، وعائلاتهم؛ لحثهم على الأساليب الصحية السليمة لضمان مستقبل أفضل من دون مضاعفات.

* ما هو دور الوالدين في العناية بصحة الطفل وجروح الأبر، إنْ وجدت؟

تقع على الوالدين مسؤولية كبيرة؛ لأن الجزء الأكبر من العناية والعلاج يتم في المنزل. التزام الأهل بالتعليمات العلاجية في المنزل يضمن تحكماً أفضل بالسكر، وعدم تعرض الطفل لأية مضاعفات.

يجب على الوالدين تشجيع الطفل على الالتزام بالغذاء الصحي، والالتزام بإعطاء حقن الأنسولين في الأوقات المحددة، والتأكيد على أهمية قياس السكر بشكل منتظم يومياً.

كما يجب على الوالدين تشجيع الطفل على العناية بالنظافة الشخصية، وتجنب الإصابات والجروح - قدر الإمكان - مع التأكد من نظافة مواقع حقن الأبر. إضافة إلى العناية الخاصة بالجلد بترطيبه بواسطة الكريمات لضمان عدم حدوث جفاف وتشققات بالجلد. والعناية الخاصة بالقدمين عن طريق تقليم الأظافر بطريقة صحيحة ولبس الحذاء أثناء اللعب، والمحافظة على نظافة القدمين.

كما يجب علاج الجروح في حال حدوثها بأسرع وقت لضمان عدم تعرضها للالتهابات البكتيرية الخطيرة.

د،منصور رجب
د،منصور رجب

العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً