العدد 4379 - الثلثاء 02 سبتمبر 2014م الموافق 08 ذي القعدة 1435هـ

تفاقم الأزمة الباكستانية

ألقى البرلمان الباكستاني بثقله خلف رئيس الوزراء نواز شريف أمس الثلثاء (2 سبتمبر/ أيلول 2014) وسط أزمة سياسية متصاعدة فجرتها احتجاجات تطالب باستقالته ما أجج المخاوف من تدخل عسكري.

من ناحية أخرى قال زعيم الاحتجاج، عمران خان إنه سيلتقي سياسياً إسلامياً محافظاً يسعى منذ بدء المواجهة للوساطة بينه وبين الحكومة وذلك في خطوة ربما تشير إلى تخفيف موقفه. وعقد شريف الذي يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان بينما يسعى لتأكيد سيطرته التامة على مقاليد الحكم وذلك بعد أكثر من أسبوعين من تفجر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومته.


رئيس حزب عمران خان ينشق عن حركة الاحتجاج في باكستان

تفاقم الأزمة الباكستانية... والبرلمان يدعم رئيس الوزراء

إسلام آباد - رويترز، أ ف ب

ألقى البرلمان الباكستاني بثقله خلف رئيس الوزراء نواز شريف أمس الثلثاء (2 سبتمبر/ أيلول 2014) وسط أزمة سياسة متصاعدة فجرتها احتجاجات تطالب باستقالته ما أجج المخاوف من تدخل عسكري.

من ناحية أخرى قال زعيم الاحتجاج، عمران خان إنه سيلتقي سياسياً إسلامياً محافظاً يسعى منذ بدء المواجهة للوساطة بينه وبين الحكومة وذلك في خطوة ربما تشير إلى تخفيف موقفه. وعقد شريف الذي يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان بينما يسعي لتأكيد سيطرته التامة على مقاليد الحكم وذلك بعد أكثر من أسبوعين من تفجر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومته.

وذكر مكتب شريف أن البرلمان سيكون منعقداً طوال الأسبوع للسماح لجميع الأعضاء بالتعبير عن آرائهم. وتحدث عدد من السياسيين في اليوم الأول من الجلسات وعبر معظمهم عن تأييده المطلق لشريف.

وقال وزير الداخلية، تشودري نزار للبرلمان «هذا ليس احتجاجاً أو اعتصاماً أو تجمعاً سياسياً،هذا تمرد. تمرد ضد مؤسسات الدولة وتمرد ضد دولة باكستان».

وأضاف «التوجيه الواضح من هذا البرلمان سيمنح الشرطة قوة... ليسوا ثوريين... إنهم دخلاء وإرهابيون».

وقال اعتزاز أحسن من حزب الشعب الباكستاني المعارض «كما قلتم... لن تستقيل. ليس بمقدور أحد أن يجبركم على الاستقالة. البرلمان كله معكم».

ولم يتحدث شريف الذي كان يرتدي الزي الباكستاني التقليدي وأخذ يدون ملاحظات ويستمع للمتحدثين. وقال متحدث باسم شريف إنه قد يتحدث في وقت لاحق خلال الأسبوع بعد أن يلقي كل النواب كلماتهم حسب الترتيب الأبجدي لأسمائهم.

وتشهد باكستان احتجاجات منذ منتصف أغسطس/ آب حين تجمع عشرات الآلاف من أنصار خان لاعب الكريكيت السابق الشهير ورجل الدين طاهر القادري في العاصمة إسلام آباد رافضين الرحيل إلى أن يستقيل شريف.

ومن أمام البرلمان قال خان لمؤيديه إنه سيجتمع مع رئيس حزب الجماعة الإسلامية، سراج الحق لبحث الموقف. لكنه لم يقل إنه مستعد للدخول في محادثات مع الحكومة.

وقال خان «سيأتي سراج الحق بصحبة (شخصيات معارضة) للتحدث. لقد دعوناه للحضور. سنجري محادثات معهم... باب المحادثات سيظل مفتوحاً دائماً».

وأضاف أن نواب حزبه الذين تركوا مقاعدهم في البرلمان أمس سيحضرون جلسة الأربعاء لعرض وجهات نظرهم. وهذه خطوة أخرى يمكن أن تقرب المواجهة العنيفة خطوة إلى ساحة الحوار السياسي.

وساد الهدوء العاصمة أمس (الثلثاء) ولم ترد تقارير عن أعمال عنف. وبينما كان أعضاء البرلمان يلقون بكلماتهم تجمع بضعة آلاف في هدوء خارج ما يعرف بالمنطقة الحمراء حيث يقع مكتب شريف ووزارات والعديد من السفارات.

وأثارت مشاهد الفوضى في العاصمة التي تنعم بالنظام عادة توتراً في بلد كثيراً ما شهد انتقال السلطة من خلال انقلابات عسكرية لا انتخابات وهو ما يثير تكهنات بأن الجيش مستعد للتدخل مرة أخرى.

ولا يتوقع كثيرون أن يستولي الجيش على السلطة هذه المرة لكن كثيرين يعتقدون أنه يستغل الأزمة في إضعاف شريف وتعزيز سيطرته المطلقة على قضايا الأمن والسياسة الخارجية المهمة مثل العلاقات مع الهند وأفغانستان.

وفي السياق نفسه، فقد حزب المعارض عمران خان الذي يطالب باستقالة الحكومة إحدى ركائزه أمس (الثلثاء) عندما وقف رئيسه أمام البرلمان ليقول إن البرلمان وحده قادر على حل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد، ثم يعلن استقالته.

وكثف رئيس حركة الإنصاف الباكستانية، جواد هاشمي وهو من الشخصيات السياسية التي تحظى باحترام كبير في البلاد، خلال الأيام الأخيرة الانتقادات تجاه حزبه حتى أنه تخطى الاعتصام أمام البرلمان ليخطب في النواب.

وقال هاشمي قبل إعلان استقالته «أقف هنا أمام المجلس لأقول إن وحده الدستور والنظام البرلماني... يمكن أن ينقذا البلد» وأضاف «فقط عندما يصبح البرلمان برلماناً حقيقياً سيحل مشاكل الشعب وسيحظى باحترامه».

وقال هاشمي «استقيل بمحض إرادتي وأعود إلى الشعب».

واتهم هاشمي الإثنين عمران خان بتنسيق عملياته مع الجيش من أجل الإطاحة بحكومة نواز شريف عبر الشارع.

جنود باكستانيون يحرسون الطريق المؤدي إلى منزل رئيس الوزراء في إسلام آباد - reuters
جنود باكستانيون يحرسون الطريق المؤدي إلى منزل رئيس الوزراء في إسلام آباد - reuters

العدد 4379 - الثلثاء 02 سبتمبر 2014م الموافق 08 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً