العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ

في ذكرى النعيمي ودويغر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم الأربعاء الماضي استذكر الوطنيون الذكرى الثالثة لرحيل المناضل عبدالرحمن النعيمي، واليوم تمُرُّ الذكرى الأولى لرحيل المناضل علي دويغر. أمثال هاتين الشخصيتين يعطونا لمحة عن فترة الخمسينات والستينات التي انطلق فيها الحراك السياسي البحريني بعيداً عن الطائفية. النعيمي الذي ينتمي لعائلة من الحد، ودويغر الذي ينتمي لعائلة من المنامة، وأمثالهما، كان لديهم همٌّ واحدٌ ووطنٌ واحدٌ وشعبٌ واحدٌ، ناضلوا من أجله بعيداً عن الاعتبارات الطائفية التي تسمم السياسة الإقليمية والمحلية حالياً.

النعيمي ودويغر مثّلا أيضاً البعدين العربي والأممي اللذين كانا يميزان نشطاء وقادة تلك الفترة، وتلك كانت توجهات إنسانية تنظر إلى المستقبل بروح منفتحة على العصر. وقد تختلف مع توجهات القائمين على قيادة النضال في تلك الفترة، ولكنك لا يمكن أن تختلف حول إخلاصهم لوطنهم وحبهم لشعبهم وتضحياتهم التي قدموها، والمسيرة النضالية التي سعوا من خلالها إلى تعزيز الوحدة الوطنية.

شخصيات البحرين كانت دائماً في طليعة الحراك الأكبر على مستوى الوطن العربي؛ ولذا، فإنه لا يمكن فهم طبيعة التحرك في تلك الفترة إلا من خلال الرجوع إلى التطلعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اجتاحت مصر ولبنان والعراق وسورية خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. في تلك الفترة نشأ إجماع واسع النطاق بين الطبقات العربية المتعلمة يدعو إلى الاستقلال الوطني والتنمية الاقتصادية والحرية السياسية، والالتحاق بركب العصر من خلال مجتمع تربطه علاقة المواطنة ذات الحقوق المكتملة.

تنوّعت أفكار النخبة آنذاك بين ليبرالية وماركسية واشتراكية وقومية، وتداخلت تلك الاتجاهات بسبب حرب باردة بين الغرب والشرق، وأحداث قومية كبرى، مثل نكبة 1948، تأميم قناة السويس العام 1956، ونكسة 1967. وبعد النكسة بدأت الحركات الإسلامية في مزاحمة الحركات القومية والاشتراكية، وثم سيطر المد الإسلامي الجماهيري على الشارع السياسي منذ مطلع الثمانينات.

في كل هذه الفترات كانت لدينا شخصيات شاركت في صناعة تاريخ عصرها، وما نستذكره من النعيمي ودويغر أنهما كانا مخلصين لمبادئهما ولبلدهما، وكانت هوية الوطن عنوان نضالهما السري والعلني، ونظرا إلى أهل البحرين بصورة متساوية، ولم يسمحا لنفسيهما الدخول في وحل الطائفية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:42 ص

      رد على تعليق الأخ

      لم اقصد الارتباط العائلي بكلمة( احفاد وأبناء )اقصد القاعدة السياسية وروافد ذلك الفكر من أعضاء وأصدقاء وجينات سياسية وحاملي شعلة اليسار، وانا أكن الاحترام للعائلتين الكريمتين

    • زائر 3 | 2:58 ص

      الى الزائر "2" مع التحية

      صباح الخير الاخ الكريم
      بحد معرفتي بابناء واحفاد النعيمي وكذلك بعائلة دويغر لم تستهويهم مزبلة الطائفية واسيق لك مثل بسيط ابنة النعيمي متزوجة من ديهي وتعيش في باربار وابنيه خالد ووليد اشخاص سمحة ورحبة ولا يعرفان بيبان الطائفية وابنته الكبرى أمل خير مثل وقيمة اخلاقية ومحاطة بطيف متداخل من ابناء مجتمعنا البحريني.
      اما عائلة دويغر فتعيش خارج البحرين وفي دولة أوربية وليس لها علاقة بما هو حاصل هنا بل لا تفهم معنى الطائفية ومدخلاتها.
      نتمى من الاخ الكريم التيقن قبل القول ولكم خالص تحياتنا

    • زائر 2 | 1:42 ص

      شجاب ليجاب

      كنا نتمنى لأولاد وأحفاد هاتان الشخصيتان من سياسيين ان يكونا أيضاً بعيدين عن وحل الطائفية ونقد الفكر الحاضر في إسقاطاته التاريخية وقانون الأحوال الشخصية وتشكيل المجتمع المدني ونقدهم لأي محاصصات على ارضية طائفية ولكن الواقع يقول شجاب ليجاب. رحمهما الله فهما لم يصنعا احزاب طائفية ولم يخوضا في المستنقع الطائفي ولم يسمحوا له بالقيادة السياسية ورسم تاريخ البحرين.

    • زائر 1 | 1:40 ص

      ابطال البحرين

      هولاء من يستحقون لقب ابطال البحرين
      رحمة الله عليهم

اقرأ ايضاً