أكد مصدر رسمي لوكالة «فرانس برس» أمس الإثنين (8 سبتمبر/ أيلول 2014) إقالة رئيس جهاز قوات الأمن الخاصة الذي يعد الأقوى بين أجهزة وزارة الداخلية، وذلك في ظل تصعيد تحرك المتمردين الحوثيين في الشارع واستمرارهم في إغلاق طريق المطار.

وقال المصدر «تمت إقالة قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي وكلف اللواء محمد الغدرة بقيادة هذا الجهاز».

وقوات الأمن الخاصة هي التي حاولت من دون نجاح مساء الأحد فض اعتصام الحوثيين أمام وزارة الداخلية وإعادة فتح طريق المطار.

ميدانياً، زاد مناصرو الحوثيين من احتشادهم في مراكز الاعتصامات في وسط صنعاء، خصوصاً أمام وزارة الداخلية حيث يتجمع الآلاف. وامتد اعتصام الحوثيين ليصبح على بعد نحو مئة متر من مدخل الوزارة.

أما وزارتا الكهرباء والاتصالات القريبتان فأغلقتا أبوابهما بشكل كامل مع إجبار المحتجين موظفي الوزارتين على الخروج من المبنيين، بحسب مصادر رسمية.

وكانت قوات الأمن استخدمت مساء الأحد الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والرصاص الحي أيضاً، لمنع المحتجين من التقدم إلى وزارة الداخلية ولحثهم على فتح طريق المطار التي يغلقونها منذ صباح الأحد، ما أسفر عن سقوط قتيل وأكثر من أربعين جريحاً.

إلا أن الوضع يبدو هادئاً نسبياً في منطقة الاعتصام الرئيسية، مع انتشار الشرطة في الجهة الجنوبية من المكان.

وأكد شهود عيان أن الحوثيين منعوا اعتباراً من مساء الأحد السيارات الحكومية من دخول صنعاء والخروج منها.

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أمس أن كافة منسوبي سفارة المملكة بصنعاء غادروا اليمن مساء أمس الأول، بناءً على توجيهات صدرت من الجهات العليا. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي رفيع، لم تسمه، القول إن التوجيهات تضمنت إغلاق السفارة وإجلاء كافة الدبلوماسيين والموظفين والبالغ عددهم 50 شخصاً للمملكة، وذلك لحين استقرار الأوضاع على الساحة اليمنية بين الحكومة وجماعة الحوثي.

من جانب آخر، جدد الطيران الحربي اليمني أمس غاراته الجوية على مناطق للحوثيين (أنصار الله) في الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في الجوف إن الطائرات الحربية شنت غارتين في منطقة الغيل، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين لم تعرف أعدادهم بعد.

ودعا زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي مساء أمس أبناء الشعب اليمني إلى المشاركة في خطوة تصعيدية جديدة اليوم (الثلثاء) في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال في كلمة ألقاها على قناة (المسيرة) القناة الرسمية للجماعة: «سنقدم على خيارات استراتيجية كبيرة جداً ونأمل ألا نصل إليها وأن تستجيب السلطة لمطالب الشعب».

وأضاف ان على جميع المعتصمين المرابطة في خيامهم بالساحات، والصبر أمام أي تحديات قد تواجههم، منوها إلى أنهم لن يقبلوا استباحة الدماء على أي من المعتصمين.

ويطالب الحوثيون بإسقاط الحكومة وإلغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وأكد الحوثي أن من يحاول «الانقلاب» على تلك المطالب أو يتصدى لها «فهو في الموقف الخطأ وهو من سيتحمل تبعات ذلك».

ووصف الحوثي محاولة اثناء الشعب عن مطالبه بأنها «فاشلة» في إشارة منه إلى محاولة مكافحة قوات الشغب الأحد فض الاعتصامات الموجودة في شارع المطار بالعاصمة صنعاء، مؤكداً أن ذلك لن يثنيهم عن تلك المطالب.

وحيال الأحداث التي تشهدها العاصمة صنعاء عقد الرئيس عبد ربه منصور هادي مساء أمس اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية العليا، ناقش من خلالها المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أكد هادي خلال الاجتماع ضرورة الاستعداد الكامل ورفع الجاهزية واليقظة لمواجهة جميع الاحتمالات المقبلة. وقال إن أمن العاصمة صنعاء هو أمن لليمن كله. كما أشار إلى أنه لا يجوز لجماعة الحوثي الاستمرار في التصعيد وإقلاق السكينة العامة وزعزعة الاستقرار والأمن في العاصمة صنعاء ومحيطها.