العدد 4387 - الأربعاء 10 سبتمبر 2014م الموافق 16 ذي القعدة 1435هـ

البومة

البوم طائرٌ جارحٌ يَنشَطُ بصورةٍ رئيسيةٍ ليلاً. وهو يستعينُ بحاسةِ سمعِهِ القوية وعينيهِ الكبيرتينِ اللتينِ توفرانِ رؤيةً ليليةً جيدةً، في اصطيادِ الفئرانِ والأرانبِ وغيرها من الحيوانات الصغيرة. للبوم ريشٌ ناعمٌ يسمحُ له بطيرانٍ صامتٍ فلا ينكشف أمره. ولبعضِ أنواعِهِ نَعيقٌ يَسهُلُ تمييزُهُ.

البومة السمراء لم تكن توجدُ إلا في الغابات. اليومَ، نجدهُا أيضاً في المدن، حيث تصطادُ الفئرانَ والجِرْذانَ. في النَّهارِ، تستريحُ على الأشجارِ وفي الحدائقِ. يعيشُ بومُ الجُحورِ ومَوْطِنُهُ أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية في جُحورٍ أرضيةٍ. وهو يحفرُ الجُحرَ بنفسهِ أو يستعيرُ جُحراً هجرهُ حيوانٌ آخرُ، مثلُ السُّلحفاةِ الأميركية.

بومُ الهامةِ، أو بومُ الحظائِرِ، يُعشِّشُ في المَباني، أو في تجاويفِ الأشجارِ أو في عُشِّ صقرٍ مهجورٍ. رأسُ بومِ الهامةِ المستديرُ يُساعدهُ على سماع الفريسة. وحين يصطاد البومُ فريسةً يحمِلُها إلى فراخِهِ في العُشِّ. بإمكانِ البومِ أن يُديرَ رأسَهُ في حركةٍ شبهِ دائريةٍ عندما يُنصِتُ إلى الأصواتِ حوله. يعيشُ البومُ الثَّلجيُّ، أو الأبيضُ، في القطب ويُعشِّشُ على الأرض، ويقتاتُ بصورةٍ رئيسيةٍ نوعاً من القوارضِ اسمُهُ اللاموسُ.

البوم في اللغة العربية طائر يكثر ظهوره بالليل ويسكن الخراب، ويُضرب به المثل في الشؤم وقُبح الصورة والصوت ويضرب المثل في البوم أيضاً للحكمة في حضارات أخرى.

في استطاعة أي شخص أن يميز البومة من الوهلة الأولى برأسها الكبير العريض، وبطوق الريش الذي يحيط بعينيها وهو يشبه صحن الفنجان. هذا الطوق يعرف بالقرص الوجهي، وهو يعكس الصوت نحو فتحتي أذن البومة. وفي بعض الأنواع يكون القرص الوجهي وفتحتا الأذن كبيرين جداً.

تختلف عيون البومة عن عيون الطيور الأخرى في كبر حجمها وفي اتجاه كلتا العينين إلى الأمام حيث تتمكن من رؤية الأشياء بكلتا العينين في الوقت نفسه، أي رؤية مزدوجة مثل الإنسان ولكنها لا تستطيع تحريك عينها وبذلك يجب عليها تحريك رأسها لمتابعة الأجسام المتحركة. وللبومة أهداب طويلة على جفونها العليا، وتستطيع أن تغلق بها عينيها. وعيون البومة تكسبها مظهر الوقار والحكمة، واعتبرت البومة رمزاً للحكمة منذ أمد بعيد. واعتقد قدماء الإغريق أن البومة مقدسة للإلهة أثينا، إلهة الحكمة لديهم. وفي حقيقة الأمر فإن طيور القيق الأزرق والغربان وغربان الزيتون وطيوراً عديدة أخرى أكثر ذكاءً من البوم.

العدد 4387 - الأربعاء 10 سبتمبر 2014م الموافق 16 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً