العدد 4391 - الأحد 14 سبتمبر 2014م الموافق 20 ذي القعدة 1435هـ

عريضة «نداء الديمقراطية»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

السبت الماضي ارتأت مجموعةٌ من الشخصيات الوطنية البحرينية أن تتخذ نهجاً وأسلوباً مكمّلاً لما تشهده البحرين من احتجاجات سلمية مطالبة بإصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي يتماشى مع ما يشهده العالم من تقدّم في سبيل مجتمعٍ أكثر عدالةً وديمقراطيةً، من خلال إطلاق عريضة سميت بـ «نداء البحرين من أجل الديمقراطية»، والتي دشنت من قبل عدد من ممثلي القطاعات السياسية والنقابية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإعلامية والمهنية.

هذا الحدث أعاد إلى الذاكرة «العريضة النخبوية» التي وقّعتها شخصيات وطنية إبان أحداث التسعينات، خصوصاً أن هذا «النداء» يمثل صورةً مطوّرةً عن «العريضة النخبوية» التي سُلمت لأمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في العام 1992، أي قبل نحو 22 عاماً.

الكثير من المطالب المشتركة تضمنتها العريضتان رغم مرور أكثر من عقدين من الزمان، وذلك ما يرجعنا إلى الوراء، أي قبل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

في العريضة النخبوية التي وقعتها أكثر من 400 شخصية وطنية، ورُفِضت حينها بحجة أن «أعضاء العريضة لا يمثلون إلا أنفسهم، وذلك بحكم النفر القليل الذي وقّع على العريضة»، طالب الموقّعون بإعادة الديمقراطية من خلال إعادة انتخاب المجلس الوطني الذي تم حله في العام 1975 بطريقةٍ مخالفةٍ للدستور، في حين يطالب الموقّعون على «النداء» بوطنٍ ينعم بالديمقراطية الحقيقية القائمة على أسس صحيحة ومتينة على غرار الديمقراطيات العريقة في العالم.

وفي حين طالبت عريضة 1992 بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين وعودة المنفيين، فإن عريضة العام 2014 تطالب بـ «إطلاق جميع السجناء السياسيين دون استثناء، وإعادتهم لوظائفهم ووقف جميع المحاكمات السياسية والملاحقات الأمنية، ورفع الحظر عن سفر المواطنين على خلفية مواقفهم السياسية».

وبصيغة أخرى تطالب العريضة الأخيرة بـ «ببناء عقدٍ اجتماعي ديمقراطي يقوم على الأسس الديمقراطية الصحيحة ويراعي أقصى درجات حفظ مقومات المواطنة للمواطن البحريني سياسياً واجتماعياً وفكرياً، ويشكل مرجعية وطنية جامعة تكون إطاراً للحقوق والواجبات المفروضة، وينبع من إرادة المواطنين بشكلٍ متساوٍ، ليشكل التزاماً طوعياً له كل القوة في تنظيم القوانين وبناء المؤسسات»، فإن عريضة العام 1992 اختصرت كل ذلك بالمطالبة بـ «ضمان أن تسود العدالة بين جميع المواطنين».

وتبعاً لتداعيات الأزمة الحالية، فإن العريضة الأخيرة طالبت أيضاً بتنفيذ مشروع شامل من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تركّز على مبانٍ واضحةٍ في التحوّل نحو نظام ديمقراطي في إدارة الدولة واحترام الحريات العامة والخاصة واحترام حقوق الإنسان وتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، والعمل على دعم وتبني حوار وطني يقوم على أسس تمثيلية سليمة ويعمل وفق مسئولية وطنية حقيقية تقوم على أسس الدفاع عن حق الوطن والمواطن.

السؤال الأهم هنا هو: هل ستأخذ الحكومة هذه المطالب بشكلٍ جدي أم أنها سترفضها كما رفضت الأخذ بالعريضة النخبوية؟ وهل سيضطر القائمون على العريضة الأخيرة إلى تحويلها إلى عريضةٍ شعبية؟ وهل ستقبل الحكومة حينها استلامها أم أنها ستعيد الكرّة وترفض استلام عريضة وقّع عليها مئات الآلاف من أبناء الشعب البحريني كما حدث للعريضة الشعبية في العام 1994؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4391 - الأحد 14 سبتمبر 2014م الموافق 20 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:48 ص

      تحويل العريضة علي البرلمان

      البرلمان هو الطرف المعني بمطالب الشغب !!!

    • زائر 6 | 3:36 ص

      ارجعوا الى الله

      ولاتنشدوا احدا غير الله وانبذوا الديمقراطية والفظوها وطبقوا شريعة الله وان لم تستطيعوا تطبيقها لاتنادوا بما يتعارض مع شريعة الله وسوف تفلحون
      ولكن لاحياة لمن تنادي

    • زائر 7 زائر 6 | 3:45 ص

      وهل حكم الله وحكم الاسلام هو الاستبداد بالحكم؟

      يا من تمقت الديمقراطية هل من حكم الله ان يستبدّ شخص بالحكم طيلة حياته يظل متحكما في رقاب المسلمين؟ ما اعجبكم تحاربون كل سبب يعطي للشعوب بعض حقوقها تحت شعار الاسلام والاسلام بريء مما تلفقونه باسمه فالاسلام دين العدالة والمساواة والحرية والكرامة وليس دين العبودية والاستعباد

    • زائر 8 زائر 6 | 3:48 ص

      هنا المشكلة

      تريدنا ان نطبق الشريعة و هذا شيء جميل و لكن السؤال هو اي شريعة نطبق و حسب اي مذهب ؟ نحن نعيش في بلد مختلط و العلمانية هي الحل

    • المتمردة نعم زائر 6 | 6:25 ص

      المتمردة نعم

      نعم العلمانية هي الحل على الاقل العلماني لديه ضمير ومباديء لن يقصي هذا وذاك من اجل دينه ومذهبه ولن يتحزب ولن يتمذهب ولن يتعنصر .بارك الله سعيكم ولتحيا الليبرالية

    • زائر 5 | 2:48 ص

      توضيح

      قدمت العريضة الى الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة غفرالله له من قبل وفد مكون من 5 اشخاص وهم الاستاذ المرحوم حميد صنقور، الشيخ المرحوم عبج الامير الجمري ، الشيخ عبد اللطيف آل محمود ، الاستاذ عبد الوهاب حسين و الاستاذ علي ربيعة (لست متأكد).

    • زائر 4 | 2:08 ص

      الديمقراطية

      الديمقراطية لا تكون الا مع العلمانية و فصل الدين عن الدولة و منع قيام احزاب على أساس طائفي و عرقي. انا مع الديمقراطية الكاملة بشرط إغلاق الوفاق و الأصالة و المنبر الإخواني و كل جمعية سياسية تستغل الدين و منع رجال الكهنوت من التدخل في الشأن العام

    • زائر 3 | 1:17 ص

      وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ

      صمّ بكم عمي فأي نداء ينفع؟ خلاص القمع والكتب هو الحلّ الأمثل لديهم فلا تحاولوا معهم

    • زائر 2 | 12:51 ص

      ولو أتيت الذين اوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك= ولو أتيتهم بتواقيع كل العالم ما اعاروها اهتماما

      الحال هو هو يا استاذ ولو أتيت لهم بكل تواقيع العالم من مات ومن بقي مليارات التواقيع لن يؤمنوا بحق هذا الشعب في المشاركة في حكم البلد

    • زائر 1 | 11:02 م

      لا نحتاج عرائض

      عمليات المناورة واللف والدوران ما عادت تفيد وفهم مغزاها شعب البحرين. أي مطالبات أو حقوق فمكانها الطبيعي هو بيت الشعب البرلمان. أما العرائض والنداءات فهي استعراضية لاستمرار حالة الشد والجذب بين الحكومة ومن يسمون أنفسهم بالمعارضة. ما عادت تنفع هذه الحركات لاخافة الحكومة أو مؤيديها.

اقرأ ايضاً