أعلن وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن بلاده لن تقوم بدور الوساطة لتغيير الموقف الأميركي - السعودي الرافض لأية مشاركة إيرانية في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، معرباً عن استعداد الكويت للتنسيق مع طهران خارج إطار هذا التحالف.

وأكد الجارالله، في تصريح لـ «راديو سوا» أمس الأول الثلثاء (16 سبتمبر/ أيلول 2014) نقلته صحيفة «الجريدة» الكويتية أمس (الأربعاء)، أن «طهران تلعب دوراً أساسياً في المنطقة وفي الوضع السوري، وقد تكون هناك مجالات للتفاهم معها خارج التحالف»، مضيفاً أن «العراق والولايات المتحدة لديهما اجتهادات وتصورات لطبيعة هذا التحالف، ونحن نحترم كل الآراء، ولا أعتقد أن هناك داعياً لتدخل الكويت للقيام بدور وسيط».

وأوضح أن التحالف لايزال يبلور تصوراته، مشيراً إلى أنه «سيكون هناك تصور نهائي لطبيعة وأطراف هذا التحالف».

إلى ذلك، وفي إجراء يؤكد وجود خلايا لتنظيم «داعش» في الساحة الكويتية، اتخذت النيابة العامة أمس الأول قراراً بحبس 7 متهمين موزعين على قضيتين منفصلتين بتهمة الارتباط بـ «داعش»، في وقت أعلنت مصادر أمنية وضع قيود على 13 شخصاً وردت أسماؤهم في التحقيقات مع الموقوفين.

وكشفت مصادر قضائية مطلعة لـ «الجريدة» أن النيابة أمرت بحبس المتهمين 10 أيام وأحالتهم إلى السجن المركزي، مضيفة أن المتهمين في القضية الأولى 3 أشخاص، أحدهم مواطن وزّع منشورات تؤيد «داعش»، والثاني «البدون» سهّل إيصال المنشورات ومواكبة توزيعها، ووافد مصري يعمل في مطبعة وافق على طباعتها.

وأضافت المصادر أن 3 مواطنين و «البدون» متهمون في القضية الثانية بالتمويل المالي وتحويل أموال إلى «داعش»، واعترف بعضهم بتحويل نحو 14 ألف دينار إلى سورية عن طريق أحد مكاتب التحويل بعد جمعها.

وأوضحت أن ثلاثة متهمين في القضية الثانية اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، في حين أنكرها الرابع على رغم دعوته في أحد المساجد إلى تأييد «داعش»، مشيرة إلى أن أحد المتهمين (البدون) أفاد في التحقيقات بأنهم لم يقوموا بأي أفعال سوى «انتظار وصول الخلافة الإسلامية إلى الكويت»، وأنهم على اتصال بأحد الأشخاص في سورية والذي يتولى الإفتاء في صلاحية الأشخاص الذين يمكن تجنيدهم لـ «داعش».

بدورها، قالت مصادر أمنية لـ «الجريدة» إن جهاز أمن الدولة وضع قيوداً في جهاز الحاسب الآلي وأوامر ضبط وإحضار على 13 شخصاً بينهم 10 مواطنين و3 من غير محددي الجنسية. وأضافت المصادر أن التحريات بينت أن هؤلاء ينتمون إلى الفكر التكفيري، ويعملون بشكل سري لتجنيد عناصر موالية لـ «داعش» وجمع الأموال وإرسالها إلى التنظيم في العراق.

في سياق متصل، قالت شبكة تلفزيون «إن بي سي» الأميركية في مقتطفات من مقابلة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني نشرت أمس إن روحاني أدان ذبح تنظيم «داعش» لأناس أبرياء قائلاً إن التنظيم يريد «قتل الإنسانية».

وأضافت أن روحاني قال في المقابلة: «من وجهة نظر المبادئ والثقافة الإسلامية فإن قتل نفس بريئة يعادل قتل الناس جميعاً». وأضاف «ولذلك فإن قتل وذبح أناس أبرياء هو في الواقع أمر مخجل لهم ومبعث قلق وأسف لكل البشر وكل البشرية».