العدد 4397 - السبت 20 سبتمبر 2014م الموافق 26 ذي القعدة 1435هـ

النويدري: بصمات الناصري لاتزال موجودة لدى المهتمين بتراث البحرين

الباحث في التاريخ البحريني سالم النويدري
الباحث في التاريخ البحريني سالم النويدري

قال الباحث في التاريخ البحريني سالم النويدري: «هذا الرجل الذي ينكره الكثير من الناس، إلا أن بصماته لاتزال موجودة لدى كل المهتمين بتاريخ البحرين وتراثه».

وأوضح النويدري أن «المرحوم كان يمتاز بالعصامية ونتصور أنه كان يعمل صفاراً مع والده، وهي مهنة هذه الأسرة طيلة صباه وشطراً من شبابه، ولم يتتلمذ على المرحوم الخطيب الشهير ملا عطية الجمري إلا بعد أن تجاوز 19 عاماً من عمره، حيث قضى هذه الفترة في سوق الصفافير عاملاً كادحاً».

وأردف «ومن ثم فجأة خرج إلى عالم الخطابة خطيباً وإلى عالم الشعر شاعراً بالعامية والفصحى، حيث امتاز بالشعر العامي، ولعل أستاذه الجمري كان يمتاز بألوان من الشعر العامي، ولكن الناصري لا أقول تفوق عليه، ولكنه عرف ين الناس برواج ما كتبه في هذا المجال وخاصة في الأبوذية، وخاصة فيما عرف واشتهر بعد ذلك بالهوسات، التي لاتزال تتردد في محافل الأعراس والمواليد حتى الآن».

وتابع النويدري «الرجل له من العصامية الواضحة في هذا المجال، خطابته بشكل عام تقليدية بحتة، من حيث الموضوعات والأطوار، التي كان يقدمها بالطريقة العراقية، حيث كان قد عاش مدة تصل إلى 8 سنوات في منطقة القصبة قرب الأهواز، وأخذ منها لهجته في الخطابة، ورغم أن لهجته كانت محلية إلا أنها كانت مشوبة باللهجة العراقية».

وبيّن أن «الناصري لم يكن مشتهراً بالخطابة، حيث كانت خطابته تقليدية عامة، ولم يتميز بها على أقرانه، وإنما امتاز بإنتاجه الأدبي المدون، وهذا الذي أحدث له قاعدة من التفرد والانتشار».

وأكمل «مؤلفاته تتمحور حول الشعر، سواء أكان الشعر من نظمه أم لا، وهناك دواوين من نظم غيره، هو صنعها، فكان يتابع الكثير من الشعراء ويجمع شعرهم، فكان يسهر ليله ونهاره لإخراجها وإلا لكانت لم تكن شيئاً مذكوراً، وهناك أيضاً دواوين له ولغيره، وكان يؤثر الآخرين على نفسه كديوان تنفيه الخاطر وديوان خطباء البحرين، وهو من أول ما كتب، وهو مشترك بينه وبين عدد من الشعراء في البحرين، كما أن شعر أحمد بن رمل، لولا الناصري لما رأينا ديوانه، وكذلك ديوان بن سليم».

وأشار إلى أن «المجال الآخر، هو السيرة التاريخية، كتب في الحمزة بن عبدالمطلب، والعباس والسجاد والقاسم بن الحسن ومسألة زواجه».

وأضاف النويدري أن «الأمر الثالث الذي راج له، أيضاً الكتابة في تراث البحرين، وله عدة مؤلفات، ومنها مؤلف عن قرى البحرين لايزال مخطوطاً غير مطبوع، حيث كان للباحثين نظرات فيما أخرجه الناصري نقداً بالسلب والإيجاب». وتابع «أما فيما يتعلق بعلاقتي الشخصية به، فقد كنا نعيش في وسط بيئي اجتماعي واحد، فيما يعرف لدينا بفريق الحطب بالمنامة، ومنذ نعومة أظافري كنت أراه خطيباً في مأتم الصفافير الذي ارتبط به، وهو المأتم الذي تعلمت فيه القران».

وذكر أن «الناصري كان له مجلس أسبوعي في يوم عصر الجمعة طوال العام، وكنت ممن يحضر هذا المجلس وكنت في بداية عهدي بالصبا، وكنت أشتاق لأن أتدرب خطيباً على يد زميل آخر له». وأفاد النويدري «كنت أسمعه وأعجب بما يطرح، ثم انقطعت عنه فترة من الزمن، حيث كنت مسافراً، ثم هو واصلني بالزيارة، حيث أجهد بالعمل في استخراج الدواوين الشعرية، وبلا تردد استجبت».

وتابع «أنا اعتبره بمثابة الوالد، وكانت ألفاظه فيها من التودد ما يتودد به الأب إلى ابنه، وأخبرني بأن هناك ديواناً يتمنى أن يجهزه، وهو ديوان الملا حسن آل ماجد، حيث له تراث ضخم في مجال الشعر الفصيح، وفعلاً قبل وفاته بسنتين تقريباً قدمته إليه بعد معاناة كبيرة وثقتها في مقدمة الديوان».

وواصل النويدري «وأنا أعمل في ذاك الديوان، أتى لي بديوان آخر للحاج طه العرادي المتوفى العام 1943، قبل مولدي بسنتين أو ثلاث، ولم أكن قد قرأت له إلا قصيدتين أو ثلاثاً، وقد صنفته من شعراء الإحياء، وهذا الرجل كان في الكثير من المجالات مبدعاً، وكان يعتبر من الرعيل الأول في جيله، وكان على عكس الديوان السابق مرتباً وبخط جميل».

العدد 4397 - السبت 20 سبتمبر 2014م الموافق 26 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً