العدد 4405 - الأحد 28 سبتمبر 2014م الموافق 04 ذي الحجة 1435هـ

الحاجة لخطوات عملية في سبيل خلق تيار ديمقراطي موحد

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم السبت الماضي عقدت بمقر جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي ورشة العمل الثانية حول “وحدة التيار الديمقراطي”، والتي جاءت استكمالاً لورشة عمل سابقة تم تنظيمها في شهر أبريل/ نيسان الماضي، وحضرها ممثلون عن جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد” وجمعية التجمع القومي، إلى جانب ممثلين عن جمعية المنبر وعدد من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية المستقلة، بهدف وضع أسس لخلق تيار أو تكتل مستقل يمثل الفكر التقدمي في البحرين.

وعلى الرغم أن الوجوه لم تتغير خلال الاجتماعين، إلا أن الشعور العام كان مختلفاً تماماً خلال الاجتماعين، حيث طغى خلال الاجتماع الأول شيء من التوجّس، وإرث الخلاف الماضي بين هذه الجمعيات، وربما الكثير من اليأس من إمكانية إذابة الخلافات الأيدلوجية والسياسية، في حين مثّل الاجتماع الأخير صورةً مغايرةً بعض الشيء، ما يعني أن المجتمعين بدأوا في خطوات أولية يمكن أن تؤدي إلى مسار آخر نحو تكتل جديد.

المجتمعون ناقشوا خلال الاجتماع مجموعة من الأفكار، وحاولوا الإجابة عن أسئلة مفصلية من أجل تشكيل هذا التيار، مثل “في ظل عجز الدولة وانقسام المجتمع هل حان الوقت لتأسيس التيار الديمقراطي المستقل؟ وهل هو قادر على تجاوز تلك الانقسامات؟ وما هي الآليات العملية الكفيلة بتأسيس تيار ديمقراطي موحد ومستقل؟ وهل تكفي المشتركات لبناء تحالفات ناجحة بين التيار الديمقراطي والقوى السياسية الأخرى؟ وهل التحالفات السياسية مع القوى الأخرى تعيق قيام التيار الديمقراطي؟”.

مما يجب التأكيد عليه، هو أن هذا التيار الجديد لا يعني بديلاً عن التحالفات السياسية القائمة، أو أنه سيكون ضدها، فهناك مشتركات كثيرة مع القوى السياسية الدينية المعارضة، وهذه المشتركات من الأهمية بحيث لا يمكن تجاوزها، فالجميع يناضل من أجل العدالة والمساواة والديمقراطية وإشاعة حقوق الإنسان ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر وسيادة القانون، وإجراء إصلاحات حقيقية تنهي الأزمة السياسية في البلاد.

هذه المشتركات تمثل في هذه الفترة أهم القضايا بالنسبة للمواطن البحريني، ولذلك فإن الإجماع عليها والعمل من أجل تحقيقها، يمثّل الفقرة الأولى من برنامج العمل السياسي لأية جمعية معارضة.

ومع ذلك فإن من مصلحة الجميع أن يتوحد التيار الديمقراطي ليكون رقماً في المعادلة السياسية، كما أن من مصلحة الجمعيات السياسية الدينية أن يكون لها حليف تقدمي قوي ومؤثر، له شارعه الخاص وإمكاناته الخاصة وفكره المستقل، حيث أن جميع ذلك سيرفد العمل الوطني بقوة ضاغطة إضافية.

من هنا تأتي أهمية أن يتم اتخاذ خطوات عملية في سبيل ولادة هذا التيار الذي طال انتظاره كثيراً دون مسوغات حقيقية. البعض طرح فكرة أن تتخذ الجمعيات الديمقراطية الثلاث وبقرار تاريخي شجاع مثل هذه الخطوة، وتعلن عن تشكيل تكتل سياسي جديد وبشكل سريع وبالإمكانات المتوفرة، هذا التيار الذي لن يلغي الآخر ولكنه لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يلغي نفسه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4405 - الأحد 28 سبتمبر 2014م الموافق 04 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:09 م

      الديمقراطية

      هي مطلب وطني يعني بامتزاجها بصورة لا مثيل لها من السهل تحقيقها فعليا في بلد كالبحرين تشاركت الأطياف الكثير مع شعب يؤمن بحق الاخر

    • زائر 3 | 8:05 ص

      فك التحالف مع الوفاق

      يجب فك التحالف مع الوفاق كي يعود الشارع التاريخي للتيارات اليسارية و القومية و هو الشارع المحرقي الذي لن يقبل ابداً بالتحالف مع الوفاق او حتى الجمعيات الدينية السنية

    • زائر 2 | 3:47 ص

      خوي جميل كلامك مستهلك

      ........................ ( الحاجة لخطوات عملية في سبيل خلق تيار ديمقراطي موحد ) بعدين من كالك إلي تعنيهم كانوا في يوم من الأيام ديمقراطيين ثم مزايداتهم للديمقراطية هل يجسدوها داخل جمعياتهم الم ترى انصح أن تغير النظارة أن هؤلاء رابضون على نفس الجمعيات منذ 2001 دور على غيرها مأكول خيره ومستهلك

    • زائر 1 | 3:11 ص

      فصل الدين عن السياسه هو الحل

      هل سيفعل هذا التيار ما عجزت عنه جمعية الدكاكين الموجودة ، ويكون حليف للأحزاب الدينية !! ، المطالبه بفصل الدين عن السياسه هو الحل الصائب للبحرين وليس التظامن مع الجمعيات الاسلامية التي تؤتمر بأفتاء ديني وهذا ما لا نريده ،، الفكرة جيده ولكن التنفيذ صعب في الوقت الحالي ،، شكرآ للوسط

اقرأ ايضاً