العدد 4406 - الإثنين 29 سبتمبر 2014م الموافق 05 ذي الحجة 1435هـ

أولياء أمور يشكون رفض «السلمانية» استقبال أطفال التوحد

دعوات لإنشاء قسم خاص لعلاجهم وتأهيل الكوادر الطبية للتعامل معهم

شكا أولياء أمور من «رفض» مجمع السلمانية الطبي استقبال أبنائهم المصابين بالتوحد للعلاج، بحجة عدم علمهم بطريقة التعامل مع هذه الفئة، إذ نقل ولي أمر طفل (15 سنة) مصاب بـ «التوحد»، أبو ماجد لـ «الوسط» ما وصفه بمعاناة هذه الفئة، وقال: «مجمع السلمانية الطبي يفتقر للكوادر الطبية المهيأة لاستقبال الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما الغير قادرين على التواصل والتعبير كأطفال التوحد والتخلف العقلي والمصابين بمتلازمة داون».

وأكد على أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة هم مواطنون وعلى الدولة واجب توفير العلاج لهم والتعامل معهم بصفة خاصة، مشيراً إلى أن كثيراً من أولياء الأمور يتعرضون لمشاكل في الحصول على العلاج لأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية.

وبيَّن أن المشكلة تزداد سوءاً في حال كان أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود وغير قادرين على علاج أبنائهم في المستشفيات الخاصة، إذ قال: «نعاني كثيراً حينما يتعرض أبناؤنا لأبسط وأخف الأمراض والتي لا تتطلب الكثير لعلاجها وذلك لعدم قدرة الأطباء على التعامل مع هذه الفئة ولغياب الآلية الصحيحة للتواصل معهم».

هذا وأشار إلى ضرورة أن تقوم وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدشين ورش عمل ودورات تدريبية تستهدف الكوادر الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين حول آلية التعامل مع الأطفال المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتحدث عن ما تعرض له في مجمع السلمانية الطبي، إذ بين أن ابنه منذ زهاء الشهرين تعرض لفيروس في أنفه وانتشار «الثؤلول» في وجهه وتطلب علاجاً، منوها إلى قصده لاثنين من المستشفيات الخاصة واللذين أبديا عدم قدرتهما على علاجه كونه مصاباً بالتوحد ويبلغ 15 عاماً، ويصعب السيطرة على سلوكه.

وتابع أنه قصد مجمع السلمانية الطبي برفقة ابنه وبعد طول انتظار تم تحويلهم من طبيب لآخر، إذ قال: «الجميع يعلم أن الطفل المصاب بالتوحد هو طفل غير قادر على التواصل ويخاف الناس لذا من الضروري تفهم هذا الأمر ومحاولة تقليل ساعات الانتظار بالنسبة لهذه الفئة أثناء تلقي العلاج مراعاة لظروفهم الصحية والنفسية».

وأضاف أنه تم تحويلهم على الطبيب المختص والذي بدوره حولهم إلى طبيب آخر، فيما لفت إلى صدمتهم برد الطبيب والذي أشار إلى عدم قدرتهم على علاج ابنهم نظراً لعدم وجود خدمات لهم على حد قولهم.

وتساءل حول مدى قانونية ذلك وعلم وزارة الصحة بهذا الأمر، فيما لفت إلى أنه لجأ إلى الإدارة لتسجيل شكوى وتم تحويله مجدداً إلى القسم المختص وأن الطبيب المختص حينما رآه سجل رقم هاتف العائلة لتسجيل موعد جديد، مستدركا بأنه مرت أسابيع على وعد القسم بعلاج ابنهم دون أن يحصلوا على رد.

وواصل أنه قام بمراجعة مجمع السلمانية الطبي مجدداً وتم إخباره بأنه تم تحويل الحالة لطبيب آخر نظراً لكون الطبيب الأول في إجازة، مضيفا أنه تم أعطاؤهم موعداً جديداً وحينما حان وقت الموعد وقصدوا المستشفى لعلاج ابنهم أخيراً، تم تأخيرهم من السادسة والنصف صباحاً وحتى العاشرة صباحاً، إذ قال: «ابني كان صائماً والمصاب بالتوحد لا يمكن معاملته كشخص سوي، ونظراً لتأخرهم في إدخاله لغرفة العمليات للعلاج قام بالصراخ لإحساسه بالجوع أولاً ولخوفه من الناس ثانياً وبعد كل ذلك لم يتمكن الأطباء أيضاً من علاجه وإعطائه إبرة تخدير في أقل تقدير».

وتابع أنه أدخل لغرفة العمليات ولم يتمكن الأطباء من التعامل معه، فيما رأى أن معظم الكادر الطبي غير متعاون وغير قادر على علاج هذه الفئة من المرضى، إذ قال: «يتم النظر لابننا ومن في مثل حالته ومعاملتهم كالمجانين أو القادمين من كوكب آخر».

وتابع أنه وبعد كل تلك المعاناة والانتظار وإدخاله لغرفة العمليات بمساعدة العائلة تم إخبارنا بأنهم غير قادرين على علاجه لنظراً لعدم قدرتهم على السيطرة عليه، وقال: «مازال ابني مريضاً وحالته تزداد سوءاً، الأمر الذي دفعني لمخاطبة مركز عالية للتدخل المبكر والذي قام مشكوراً بمساعدتنا وقصدنا المستشفى العسكري لعلاج ابننا».

وبيَّن أنَّ ما تعرض له مع ابنه يتعرض له كثير من من هم في مثل حالته وعائلاتهم نظراً لعدم وجود الخدمات الطبية المتخصصة لهم، فيما رأى ضرورة تدشين قسم في مجمع السلمانية الطبي للتعامل مع هذه الفئة لتمكينهم من تلقي العلاج.

يذكر أنه تم إنشاء «مركز عالية» تلبية للاحتياجات الفردية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في السلوكيات والتواصل؛ الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و8 سنوات من العمر في وقت القبول، على أن يتم توفير مدرس لكل نسبة من الطلاب ومدرس بكل فصل، ويتم توفير العلاج السلوكي المكثف (IBT) في تحليل اللغة على أساس السلوك التطبيقي (ABA) بالبيئة التعليمية حيث يتم تدريس منظم للغاية لاكتساب المهارات الأساسية، والأنشطة الفنية، والتنشئة الاجتماعية، والتلقين/ التلقائية، وتعميم المفاهيم/ المهارات الرئيسية. يتم تنمية هذه المهارات في كل برنامج تعليمي للطالب بصفة فردية لتلبية أسلوب التعلم والاحتياجات الفريدة الخاصة به، ويعتبر الهدف العام هو إعداد الطالب لإعادة إلحاقه بالمدرسة، فيما لايزال المئات من المصابين بالتوحد على قوائم الانتظار للحصول على مقعد دراسي في المركز.

العدد 4406 - الإثنين 29 سبتمبر 2014م الموافق 05 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:45 ص

      أطفالنا بحاجه برعايه اكبر

      الاطفال المصابين بالتوحد في البحرين في تزايد كبير .. والمراكز التأهيلية مكتظه ًو محدوده جدا .. مركز عاليه مثلا هناك فوق الثلاثمائة طفل في لائحة الانتظار وكذلك الحال بالنسبة لمركز الوفاء .. أطفالنا مواطنون بحرينيون ومن حقهم التمتع بحق التعليم كحال اي مواطن بحريني ..
      كل الشكر والتقدير لجريدة الوسط على هذه الباذزه الطييه

    • زائر 6 | 5:44 ص

      أطفالنا بحاجه برعايه اكبر

      الاطفال المصابين بالتوحد في البحرين في تزايد كبير .. والمراكز التأهيلية مكتظه ًو محدوده جدا .. مركز عاليه مثلا هناك فوق الثلاثمائة طفل في لائحة الانتظار وكذلك الحال بالنسبة لمركز الوفاء .. أطفالنا مواطنون بحرينيون ومن حقهم التمتع بحق التعليم كحال اي مواطن بحريني ..

    • زائر 5 | 4:30 ص

      شكر

      شكر وتقدير لجريدة الوسط لتحملها في بث هموم المواطن وخاصة أبنائنا المعاقين فلهم منا شكرنا وتقديرنا حتى يطلع المسئولين في التربية والصحة والتنمية ونواب الشعب على المعانات التي نتحملها نحن أوليا أمور المعاقين

    • زائر 4 | 3:39 ص

      اللهم شافي كل مريض

      مؤلم حال اطفال التوحد ولا.. عزاء لوالديهم في توفير الرعاية الخاصة بهم..

    • زائر 3 | 3:38 ص

      Autism rates continue to rise

      معدل حالات الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال مستمرة وبتصاعد في الولايات المتحدة الأميركية والتمهة ملقاة على مصادر التلوث الكهرومغناطيسي الرقمي اللاسلكي

    • زائر 2 | 1:21 ص

      علاج الأسنان مثالاً

      ليس بامكان علاج اسنان أطفال التوحد إلا بالصعوبة البالغة وتحت التخدير الكامل للسيطرة على سلوكهم وهذا ما لا يجده أولياء أمورهم لذلك لا يحصلون على رعاية خاصة. أين الاهتمام بفئة المعاقين؟!

    • زائر 1 | 12:39 ص

      التقنيات الرقمية اللاسلكية

      حسب الدراسات العلمية الموثوقة المستقلة عن نفوذ قطاع التقنيات اللاسلكية تؤكد أن هناك علاقة سببية وطيدة بين مرض التوحد وتعرض الرضع بشكل مبكر للاشعاعات الصادرة عن الهوائيات والأجهزة الرقمية الذكية وليس فقط تسبب المرض انما تعيق الشفاء لذا ينصح بإبعاد الرضع والاطفال عن مصادر الموجات اللاسلكية خصوصا الواي ماكس والواي فاي و2جي و3جي ومابعد 3جي، وحتى المايكروويف بالمطبخ وأجهزة المراقبة الرقمية للرضع monitors

اقرأ ايضاً