العدد 4407 - الثلثاء 30 سبتمبر 2014م الموافق 06 ذي الحجة 1435هـ

هل يجب ترك مجلس النواب للمغامرين؟

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن الجمعيات السياسية المعارضة لا يمكنها المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ما لم يتم التوصل إلى حلٍّ للأزمة الراهنة، وهي أعلنت عن ذلك في أكثر من مناسبة، فلا الظروف السياسية مهيأة لذلك، ولا الشارع سيقبل من الجمعيات التراجع عن موقفها.

المسألة مرتبطة بشكل أساسي بحجم الإصلاحات التي يمكن أن تقدّمها السلطة، وما لم يتم تقديم إصلاحات جوهرية (بحسب رأي المعارضة)، فإن مشاركة الجمعيات السياسية ستعني فشلاً سياسياً أمام جماهيرها.

في هذا الوقت بدأت تظهر آراء أخرى، وهو انه في حال تأكد عدم مشاركة جمعيات المعارضة فلا يجب ترك مجلس النواب للمغامرين. المعارضة تقول ان مشاركتها في مجلس نيابي لا يمتلك الصلاحيات الكاملة، وفي ظل مجلس آخر معين، ودوائر انتخابية مفصلة بشكل طائفي، تبقي التيار المعارض أقليةً داخل المجلس، وإن ذلك خيار لا يمكن لعاقل أو سياسي أن يقبل به، وهذه قناعة أصبحت لدى الكثيرين.

على مستوى العالم، وفي مختلف دول العالم، هناك العديد من الأحزاب السياسية سواء في المنطقة أو العالم قاطعت انتخابات أجريت في بلدانها، حيث يعد مفهوم المقاطعة أسلوباً سياسياً يستخدم للضغط على جهة معينة لتحقيق هدف معين.

ومع ذلك هل يجب أن ينسحب قرار المقاطعة على جميع المواطنين؟ أم أن لدى الشخصيات الوطنية المستقلة حرية الاختيار؟ وهل الهدف من المقاطعة تصفير صناديق الاقتراع؟ أم الضغط من أجل تحقيق أهداف محددة؟ وهل ستعطى الحرية لمن أراد المشاركة دون ضغوط؟ أم أن البعض سيخوّن من سيشارك في عملية التصويت؟

من وجهة نظري فإن ترك المجلس النيابي وخصوصاً في الدوائر الانتخابية المحسوبة على المعارضة للمغامرين والباحثين عن المصالح الشخصية خطأ لا يجب الوقوع فيه، فلقد جرّبنا دخول مثل هذه الشخصيات إلى المجلس بعد انسحاب كتلة الوفاق، وما أدى ذلك إلى صدور العديد من القوانين التي أرجعتنا إلى الوراء سنوات طويلة، وصل الامر الى حل المجلس البلدي لمحافظة العاصمة، وغيرها.

من المصلحة العامة حتى وإن ارتأت الجمعيات السياسية المعارضة مقاطعة الانتخابات بشكل نهائي، أي عدم الدفع بكوادرها من الصف الثاني، أن يصل إلى المجلس شخصيات وطنية شجاعة يمكن أن تتخذ مواقف صلبة في وجه القرارات والقوانين المقيدة لحريات الناس، ولا يمكن أن ننسى في هذا الصدد ما قامت به مجموعة صغيرة من النواب الوطنيين في مجلس 2002 حين قرّرت قوى سياسية مقاطعة الانتخابات.

ولذلك فإن المواقف المسبقة وتخوين كل من سيترشح للانتخابات المقبلة، حتى وإن كانوا ممن عُرف عنهم النزاهة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية ورغبتهم الأكيدة في خدمة الناس والمجتمع، سيؤدي في النهاية لوصول مجموعة من المغامرين والاتتهازيين والباحثين عن المصالح الشخصية الذين سيزيدون من آلام الناس.

لا يجب فهم هذا الأمر على أنه وقوف ضد جمعيات المعارضة، ولكن يجب أن يُفهم على أنه سعي لعدم ترك المجلس النيابي (ناقص الصلاحيات) لمن سيأتي لكي يصب الزيت على النار.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4407 - الثلثاء 30 سبتمبر 2014م الموافق 06 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 10:17 ص

      على طاري المشاركة او المقاطعة

      انتون ثبتوا صوت لكل مواطن اول شي تالي تكلموا عن المشاركة.

    • زائر 28 | 7:14 ص

      السياسية تريد صبر لا فتوى

      يجب ان لا يترك المجلس النيابي للمب رياييل

    • زائر 26 | 6:37 ص

      الى الزائر"10"

      أخي الكريم رمي الناس بالحجارة ليست من مبادئنا ولا ثقافتنا يمكنك الاختلاف لكن من غير المنطق ترمي بزبالتك على الاخرين، الكاتب له رؤيته واعلن عنها وذلك حق انساني، ينبغي علينا أن نتحلى بكرم الاخلاق التي اكد عليها ديننا الحكيم.
      اخي الكريم عندما اعلن نبينا عن دعوته رموه الزنادقة بالحجارة ووو فهل تود أن تكون منهم أم تتحلى بخلك رسولنا الكريم الذي تمكن من نشر الدعوة باخلاقه العالية.
      ينبغي علينا أن نتقبل الرأي والرأي الاخر لان بدون ذلك لن نخرج من عنق الزجاجة.
      بحكم معرفتي بالكاتب يترفع على من تقدمت به.

    • زائر 23 | 4:37 ص

      فاقد الشئ لا يعطيه

      من سيدخل فقط سيكون دوره هو المشاكسة
      ولنا في مدرسة المشاغبين عبرة

    • زائر 22 | 4:27 ص

      وهل المشاركات السابقة اثمرت ؟

      بالعقل والمنطق لماذا اشارك في برلمان لن يقوم بتغيير حرف في اي تشريع يطلبه النواب ولماذا اعطيه الصيغة الشرعية امام الراي العالمي
      المقاطعة هي لايصال رسالة للمجتمع المحلي والدولي ان هناك خللل في هذا البرلمان
      اما من يقول تركه للمتردية والنطيحة نقول له في النهاية النظام بهكذا برلمان سيمرر مايعجبه سواءا كان بالمناضل او المعارض او الفاهم او المتردية والنطيحة
      واما من يقول حرية رأي نقول له اذا كانت قضية تمس المجتمع وتؤثر عليه سلبا ولها تداعيات وخيمة حينها لايعود الامر حرية شخصية

    • زائر 19 | 4:13 ص

      راي حكيم ارجو دراسته بعيدا عن عصبية بعض الزوار

      راي حكيم

    • زائر 17 | 2:45 ص

      مع كل الاحترام !

      من المحال و السذاجة أن يُعطى المجلس شرعيّة من أشخاص عاشوا معنا و رأوا ظلامتنا و استهدافنا و تهميشنا !
      و لكم في تجربة 2006 و 2010 أُسوة , لا يمكن تمرير أي قرار من دون توزيع دوائر عادلة !
      يعني اللي بيشارك بس " للمعاش " ! لا أكثر و لا أقل
      الناس للحين مشحونة و ما بتقبل بأي إنسان يزكّي الحكومة و يصعد فوق جرحها , حتى لو كانت الجمعيات نفسها !!

    • زائر 15 | 2:35 ص

      على جمعيات المعارضة ان تعيد حساباتها

      من يراهن على تصفير صناديق الاقتراع ولو ان هذا الامر لن يؤثر في سير الانتخابات وسيتم حسمها بالتزكية في المناطق المقاطعة حسب التوزيع الجديد وسيتم حساب جميع الأصوات الغير مشاركة وتضاف الى نسبة التصويت مثل ما حصل سابقا في بعض المناطق

    • زائر 24 زائر 15 | 5:35 ص

      وإذآ؟

      نستسلم!! لقد جربنا بما فيه الكفاية وبعد الذي جرى لايقبل عاقل الدخول في الفشل مرة أخرى بحجج واهية والثمن هو وأد المطالب الشعبية وقبر الارادة الشعبية على فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.

    • زائر 14 | 2:02 ص

      سيشاركون

      سيشاركون لا تحاتي هم فقط ينتظرون فتوى كي لا يثور شارعهم عليهم لأنهم خسروا كثيراً

    • زائر 13 | 1:55 ص

      لم توفق في مقالك ايها العزيز

      تناقض واضح ، بينت ان المقاطعة هدفها الضغط على جهة معينة ، ثم تقول لا يجب ترك المجلس كيف يستقيم الطرحين ؟؟ خاصة اذا ما عرفنا ان الجهة التي تريد ان تضغط عليها ستستغل تلك المشاركة لصالحها ولن تغير شيء ، اذا كان بالضغط وما حصلتوا شيء كيف بالمشاركة ولو بالقليل ؟؟ لم توفق يا عزيزنا فيما طرحت .

    • زائر 12 | 1:33 ص

      عدل كلامك

      لازم تدخل بعض الشخصيات الوطنية ما يصير جدي يلعبون علينة لازم نجاهد من الداخل والخارج كم قانون مشو علينة وكل واحد يعرف قوتة

    • زائر 11 | 1:31 ص

      الايمان بالشيء ونقضيه

      هذه خلاصة مقالك أخي الكريم .إن الدفع لانجاح شخصيات نظيفه يعني الدعوة للمشاركة ومنافسة الاخرين وهو بالنتيجة تحقيق نسبة مشاركة معقولة السلطة تريدها لتثبت شرعية المجلس وعدم شرعي. وجماهيرية المعارضة ومطالبها.
      وكل ذلك لماذا؟ على مكاسب محدودة جدآ جدآ قبال الخسارة الفادحة.
      يجب الاقرار ان مشاركة المعارضة بالاصل كانت فاشلة والدليل فبراير 2011م

    • زائر 9 | 1:24 ص

      رأي مطاطي

      واحد ربطوا أياديه ورجايله وربطوه بطابوقة ورموه في البحر وقالوا له أسبح .السؤال هل يمكنه السباحة ؟. هو ما ينطبق على المجلس بالضبط. فحضورك عندي كما كنت غائبا. ولا يجب الدعوة او التحشيد لمشروع هجين تحت مبررات واهية، فليدخل من يدخل حتى يثبت للناس حقيقة فشل هذه المشاريع وأعراض الجمهور عنها.

    • زائر 7 | 1:19 ص

      وهل مجلس كهذا يصلح لأن يكون ثمنا....

      هل يقبل شعب من الشعوب المتحضرة والمتقدّمة ان يعطي ............ فقط لأنها منحته مجلس كهذا؟
      يا استاذ جميل الثمن كبير الذي يراد منه دخول المجلس فهو .............من دون الحصول على ادنى مستوى المجالس المتعارف عليها عالميا فكيف تريدون للشعب الدخول في مثل هذه المهاترات
      استاذ جميل ما بغيت منك تحاول اقناع الناس بالدخول في مثل هذا المجلس

    • زائر 6 | 1:18 ص

      خير الكلام ما قل و دل

      رأي الزائر رقم 1 كفا و وفا

    • زائر 18 زائر 6 | 2:53 ص

      لازم ما نخون بعض

      كل واحد ورايه
      حر

    • زائر 5 | 1:10 ص

      الطرف الآخر مشحون .. لا أمل

      حتى لو وصل بعض الوطنيين فماذا سيفعلون. تذكر التميمي و خالد عبدالعال. القرار قرار النظام و المجلسين بصامين. لا تبيع الناس وهم. الدخول في البرلمان مضيعة للوقت. لا أمل.

    • زائر 4 | 12:58 ص

      والله من وراء القصد

      القصد هو : ان لا يترك المجلس النيابي للمتردية والنطيحة

    • زائر 3 | 12:43 ص

      راي غير حصيف

      ولك في اسامة التميمي عبرة اسقطو عضويتة بمجرد مصخ الموضوع وياهم فاكيد غيرة بيلقى مثل المصير

    • زائر 16 زائر 3 | 2:39 ص

      العقلانية !

      الحصول على عضوية البرلمان ليس معناه استعراض العضلات وتوجية اللكمات وإنما الطرح السياسي بدملوماسية لا تثير السخرية او الانفعال او التهريج

    • زائر 2 | 11:41 م

      رأي صائب

      رأي عاقل هكذا ينبغي أن يدركه الجميع.

    • زائر 10 زائر 2 | 1:24 ص

      اشلون ؟؟

      شارب شي انت ؟؟

    • زائر 1 | 11:15 م

      لا اوافقك الرأي .. احنا متى ذهبنا الى الامام حتى نرجع الى الوراء .. ما زلنا في نقطة الصفر بل تحت الصفر ... هل الشخص الذي سوف اعطيه صوتا سيغير من واقعي ..؟
      عندما دخلت الوفاق ب 18 مقعدا ما الذي تغير .. شيخ سلمان بنفسه قال نحن لم نستطع ان نوظف فراشا في وزارة .. الاستعجال خطورة ولها تداعايتها .. والله الموفق

    • زائر 8 زائر 1 | 1:20 ص

      صح لسانك

      لاغبار

اقرأ ايضاً