العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ

البحرين... اليوم التالي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان أول سؤال طُرح في المؤتمر الصحافي بعد إعلان الجمعيات السياسية المعارضة مقاطعة الانتخابات المقبلة السبت الماضي: ماذا ستفعلون؟

في التعليقات على الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و «الفيسبوك» و «الانستغرام»، تردّد السؤال نفسه. فالمعارضة لديها شارع حركي ناقد، يتمتع بمستوى من الوعي السياسي. وهذا الشارع له مطالب وتطلعات سياسية، ويتعرض منذ سنوات طويلة للكثير من الضغوطات. وقد زادت هذه الضغوط وتضاعفت في أعقاب حراك فبراير/ شباط 2011، فزاد معها تصلباً وتمسكاً بما يراه مطالب مشروعة وعادلة ومؤجلة.

هذا الشارع دفع كلفة الحركة السياسية في التسعينيات، وعاد ليدفع الكلفة مضاعفةً مرةً أخرى في حراك 2011، ضحايا وسجناء ومعتقلين بالآلاف وضعفهم من المفصولين من أعمالهم. وفيما كانت الإجراءات العقابية للسياسيين محصورةً بالحركيين طوال العقود الماضية، أصبحت عامة وشاملة في الأعوام الثلاثة الأخيرة. بل إن سياسة العقاب الجماعي أصبح لها دعاةٌ ومحرّضون في الصحافة والتلفاز، يتبنون خطاباً طائفياً يقتحم حدود العنصرية العمياء (وهي إحدى إقرارات تقرير بسيوني). وفي إحدى الانتكاسات الحقوقية، تم تشريع محاسبة الآباء على ما يقوم به الأبناء، في مخالفةٍ صارخةٍ لأبسط البديهيات في قوانين الأرض والسماء، فـ «الجرم فردي»، «ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى». كل ذلك أصبح الشارع السياسي يدفع كلفته.

هذا الشارع ومع ما أثبته من التزام كبير بالخطوط العامة للحركة السلمية، وثقته بالجمعيات السياسية ذات التاريخ الوطني، إلا أنه لم يكن مستعداً للسير معها في أي خيار. فهناك مزاجٌ عامٌ يحكم هذا الشارع، فرضته درجة الوعي وطبيعة التطلعات وحجم التضحيات واشتداد المعاناة.

هذا الشارع ليس مجوّفَاً سياسياً، بحيث يسلس قياده لأيٍّ كان، فهناك واقع سياسي مأزوم، لا يحمل بشارات، مع انسداد أفق الحل السياسي الذي يرضي الجميع. وهناك ثلاث سنوات وثمانية أشهر حافلة بالآلام والمعاناة لقطاع كبير من الشعب، من سجن واعتقالات وفصل من الأعمال وضحايا ومصابين.

والأبعد من ذلك، ولكي نوسّع دائرة الرؤية، أن هذا الحراك لم يأتِ من فراغ لينتهي إلى فراغ، وإنّما جاء على خلفيةٍ من ظلال «الربيع العربي»، الذي طرح شعارات كبرى عن الحرية والكرامة والمساواة، تجاوبت معها الأجيال الشابة في عددٍ من الأقطار العربية. صحيح أن هذا الحراك لم يصل في أغلب الحالات إلى إحقاق حقوق الشعوب العربية، وعاد الكثير من الأنظمة العربية إلى عادتها القمعية القديمة، إلا أن الطاقة التي أطلقها الربيع العربي لم تنتهِ بعد، وسيبقى مفعولها وتأثيراتها لعقودٍ قادمة، قد تغيّر وجه المنطقة وإلى الأبد.

اليوم... لا يمكن لأي طرفٍ في البحرين، أن ينفي وجود أزمة سياسية عميقة تمسك بخناق البلد، ولا يمكن المضي في تجاهل كل ما جرى وكأن شيئاً لم يكن. فالقوانين التي مرّرها البرلمان في أيامه الأخيرة، وتخلّى بموجبها عن عدد من صلاحياته وفرض على نفسه قيوداً إضافية، جعلت الحديث عن القدرة على الإنجاز ضرباً من المزاح الثقيل. وهو أمرٌ تدركه المعارضة والموالاة معاً، خصوصاً من دخلوا البرلمان، ونذكّر بما قاله علي سلمان (الوفاق) من أن الإنجاز في برلمان 2010 يساوي صفراً، بينما صرح عادل المعاودة (السلف) في الفترة نفسها بأن الحكومة كسرت مجاديفه. كان ذلك التقييم الصريح جداً في العام 2009.

من المؤكد أن الدولة تستطيع إجراء الانتخابات، مثلنا مثل الدول العربية الأخرى، وإعلان نسبة المشاركة التي تتمناها، ولكن السؤال الذي سيواجهها: ما الذي تغيّر؟ وماذا ستفعلون أنتم أيضاً في اليوم التالي؟ من هنا فالأزمة مستمرة ومكلفة للسلطة كما هي للمعارضة، ومن يقول بغير ذلك عليه أن يقدّم الدليل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:57 ص

      يا زائر رقم 3

      تقرير بسيوني يشهد. تقارير منظمات حقوق الانسان الدولية تشهد. تقارير منظمة العمل الدولية تشهد. بس اقول خلك نايم احسن لك ترى لو عرفت الحقيقة شاب راسك.

    • زائر 11 | 5:47 ص

      عمركم

      عمركم شفتون حكومات مظلومه الشعوب هى المظلووومة المشتكى الله والله اصبر شعب البحرين من ظلم الحكومة

    • زائر 10 | 5:26 ص

      كلااااااااااااام

      الجمهور اغلبه تبع لانكص على روحنا والقليل من جمهورهم من لديه استقلالية احكي الواقع كما ياقاسم

    • زائر 9 | 4:46 ص

      فاشل

      طرح تبريري ، من تسميهم بالمعارضة هم هواة بالعمل السياسي ، تسببوا في ويلات ، هل سجن او شرط احد من أولادهم ؟؟ من يدفع ثمن التهور السياسي والأخطاء .. طبعا نحن فقط انا هم فلا يزالوا فوق مقاعدهم

    • زائر 7 | 2:10 ص

      لم يتغير الوضع

      منذ الدوله الامويه ثم العباسيه كلما جاءت امه لعنت اختها والضحيه هو الشعب المسالم الذي تكالبت عليه قوى الشر والعدوان

    • زائر 3 | 12:40 ص

      زائر

      دائما مانهول معتقلين بالالاف من وين مصادرك وضعفهم من المفصولين وهذا غير صحصيح فالكثير ارجعوا الي أعمالهم ورجع الي اتحاد العمال الحر وحركته والتزام البحرين دوليا بحق الذين فصلوا

    • زائر 5 زائر 3 | 1:25 ص

      المصادر

      المصادر يالطيب الي انت تتجاهلها من محاديرك لو بتقول ما تدري

    • زائر 6 زائر 3 | 2:03 ص

      لول

      ضحكتني الاتحاد الهر - البهرين

    • زائر 8 زائر 3 | 4:44 ص

      والله

      لو امطرت السماء حرية ،لو ضعت فوق راسك مضله.
      العبد عبد

    • زائر 2 | 12:39 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،ماذا جنى الشعب من الانتخابات التي سبقت ،،فقر وجوع واضطهاد ،،وتفرقه عنصريه ملموسه وقمع بلا هواده،،وكأننا نعيش زمن الجاهليه الوسطى ،، اتريدوننا ان ننتخب من ،،الديره في انتكاسه شديدة الانحدار ،،لن نصوت للحراميه ولن نصوت لقاطعي الارزاق ولم ولن نصوت ل هادمي بيوت الله ،،اللهم فك قيد احباب الوطن ،،وارجع الحق لاصحابه ،،السلام عليكم .

    • زائر 1 | 12:14 ص

      قرى محاصرة ومسيجة والحراك مستمر

      الاعتقالات لا تتوقف والحراك الثوري ايضا لا يتوقف ولن يتوقف والسجون في حراك دائم والشارع ايضا في غليان دائم حتي يأتي يوم ل. كالايام, يوم لم يتوقعه احد كما لم يتوقع 14 فبراير احد سيأتي ذلك اليوم

اقرأ ايضاً