حقق «أحمرنا الشاب» الحلم الذي طال انتظاره وشاهدنا لأول مرة تأهل منتخب بحريني بلعبة الكرة الطائرة إلى نهائيات كأس العالم (من دون أن تكون البحرين مستضيفةً للحدث أو مدعوة للمشاركة فيها)، ليصبح هذا التأهل تاريخياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فـ «شكراً جزيلاً لأبطالنا الشباب وإلى كل القائمين على هذا المنتخب... وألف مبروك هذا التأهل التاريخي المستحق».

«الأحمر» نجح يوم أمس من تجاوز «عقبة تايبيه» بنجاح ليواصل مسيرته المظفرة في بطولة آسيا لمنتخبات الشباب للكرة الطائرة الـ(17). إذ استطاع نجوم «أحمرنا» من تحويل تخلفهم بالنتيجة بشوط دون رد إلى فوز مقنع بنتيجة (1/3) أهله لبلوغ دور الأربعة لملاقاة إيران.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء بواقع: (27/25، 19/25، 17/25، 21/25).

مجريات اللقاء

وبالعودة للمباراة، نرى أن البداية في الشوط الأول كانت ضعيفة من الجانبين جراء ارتكاب الأخطاء بمهارة الإرسال والهجوم وإن كان منتخبنا يقدم أداءه بشكل أفضل بالهجوم عبر محمود عبدالواحد وسيدعلي محمد (5/5).

وعلى رغم تمكن «الأحمر» من أخذ زمام المبادرة بعد تنوع هجومي مثالي من خلال تفعيل مركز (3) عبر يوسف خالد الذي برز بالصد أيضاً واستمرار تايبيه بارتكاب الأخطاء المباشرة... إلا أن معاناة محمد عنان في الشق الهجومي أدت لتراجع الأداء عند «الأحمر» وهذا استثمره جيداً «تايبيه» في ضغطه بالإرسال الموجه أيضاً لتنقلب المعطيات لصالحه (15/14).

ومع دخول الشوط في نقاطه الأخيرة نجح «تايبيه» بأخذ التفوق مع نجاح لي شينغ بالصد أمام محمود واستمرار ارتكاب عنان الأخطاء (22/19).

غير أن «الأحمر» استطاع أن يعود لأخذ زمام المبادرة بعد أخطاء مباشرة ارتكبها منافسه كما أن محمود عبدالواحد نجح في اصطياد لي شينغ (23/22). لكن هذه العودة لم يكتب لها النجاح لأن محمد عنان ومن ثم سيدعلي محمد ارتكبوا أخطاء هجومية مباشرة كلفت «الأحمر» خسارة الشوط بنتيجة (27/25).

في الشوط الثاني، فرض منتخبنا أداءه على منافسه منذ البداية والفضل كله يعود لتميز سيدعلي محمد من جهة، وعودة محمد عنان لجزء من قوته الهجومية من جهة ثانية طبعاً دون نسيان الأداء الجيد نسبياً الذي يقدمه محمود عبدالواحد إما بالإرسال أو الهجوم وإن كانت هناك بعض الأخطاء أيضاً (9/4 ثم 13/8).

وبفضل الضغط بالإرسال الموجه على تايبيه والذي أدى لعدم استقرار الكرة الأولى عند المنافس نجح دفاع «الأحمر» بإخراج عدة كرات ترجمها بطريقة رائعة سيدعلي محمد الذي فرض نفسه النجم الأبرز بهذا الشوط طبعاً دون إغفال فعالية الصد التي أظهرها المعد عبدالرحمن خالد (18/12 ثم 21/14).

وعلى رغم عودة أخطاء الاستقبال عند منتخبنا والنجاح الهجومي الذي قدمه لاعبو تايبيه إلا أن بروز سيدعلي محمد استمر وهذا قاد «أحمرنا» لكسب الشوط بنتيجة (25/19).

في الشوط الثالث، كان التكافؤ النسبي حاضراً والسبب يعود لكثرة الأخطاء المرتكبة من الجانبين، إلا أن فعالية بعض الضاربين لدى «الأحمر» مكنته من أخذ الأسبقية النسبية (8/6 ثم 11/9).

غير أن منتخبنا سرعان ما أخذ التفوق الكبير والفضل يعود للفعالية الدفاعية بقيادة محمد أحمد ومن ثم النجاح الهجومي لضاربي مركز (4) سيدعلي ومحمود طبعاً دون إغفال فعالية يوسف خالد وعبدالرحمن خالد بمهارة الصد أمام القوة الهجومية لدى تايبيه إما بمركز (3 أو 4) (16/11).

ومع ارتفاع مستوى محمد عنان في الشق الهجومي سواءً تعلق ذلك بالضرب القوي أو الذكي نجح «الأحمر» في الحفاظ على تفوقه مع جماعية انتهجها المعد في نهاية الشوط لينتهي الشوط بنتيجة (25/17) لمنتخبا. علماً بأن تايبيه أهدت منتخبنا الكثير من النقاط جراء الأخطاء المباشرة المرتكبة.

في الشوط الرابع، وعلى رغم أن منتخبنا تفوق منذ البداية بفضل إرسال قوية لمحمود عبدالواحد وفعالية هجومية رائعة لمحمد عنان إلا أن المنتخب عانى من تراجع ملحوظ في الأداء وهذا استفاد منه تايبيه على رغم أخطائه هو الآخر ليدخل الشوط في مرحلة من التكافؤ (18/18). إذ تميز من جانب تايبيه قائده لي شنيغ ويو هان في الصد والهجوم.

غير أن إرسال موجه اتبعه منتخبنا أدى لتضييق الخناق على أبرز الضاربين عن المنافس ومكن الدفاع من البروز بشكلٍ لافت ليبدأ بعدها «العائد بقوة لمستواه» محمد عنان في حصد النقطة تلو الأخرى على رغم استبسال دفاع المنافس لينتهي الشوط بحرينياً بنتيجة (25/21) وبالتالي المباراة بنتيجة (1/3) لتبدأ بعدها الاحتفالات البحرينية ببلوغ نهائيات كأس العالم.

اليوم نواجه إيران

هذا، وسيخوض منتخبنا اليوم عند الساعة (6:30) مساءً مباراة الدور نصف النهائي وذلك عندما يلاقي المنتخب الإيراني أحد المرشحين لإحراز اللقب الآسيوي. فكل التمنيات بأن يظهر منتخبنا بوجهٍ قوي يؤهله لتقديم مباراة كبيرة أمام «العملاق الإيراني» وخصوصاً أن الهدف الرئيسي قد تحقق والآن لابد أن نلعب بأريحية وبلا ضغوط.

وفي مواجهة دور الأربعة الثانية والتي ستقام عند الساعة (4) عصراً، ستتكرر مواجهة الصين مع كوريا الجنوبية ولكن بحسابات مختلفة هذه المرة. إذ الوصول للنهائي هدف المنتخبين.