يُعتبر علم النفس الرياضي والتدريب الذهني من الأمور الهامة في المجال الرياضي على الرغم من عدم الاعتماد عليه كثيراً في رياضتنا المحلية، ولذلك فإن وجود شخص متخصص ولديه شهادة عالمية في هذا المجال يُعد من النوادر فعلاً، وهذا ماينطبق على المدرب الذهني البحريني علي الباقري وهو معلم تربية رياضية مُعتمد في وزارة التربية والتعليم، وكان لاعباً سابقاً في كرة القدم بنادي سترة الذي تحدث عن تجربته في هذا المجال.

البداية

عن بدايته في هذا التخصص قال الباقري: «بدايتي كانت قبل 4 سنوات عندما أشار عليّ مرشدي ومعلمي حسين جعفر الأستاذ المساعد بجامعة البحرين أن أتخصص في علم النفس الرياضي عندما وجد عندي الاستعداد لذلك فقد كان هذا التخصص يستهويني، وبدأ جعفر يتحدى قدراتي عبر إرساله دراسات أميركية وأوروبية أجريت على حالات بعينها طالباً مني قراءتها وتحليلها ومن ثم مناقشة كل ذلك معه، البداية كانت صعبة جدا وخصوصا أن تلك المقالات والدراسات من مجلات علمية مشهورة وكانت غنية بالمصطلحات الجديدة التي كان فهمها يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، حتى وصلت لمرحلة أطلب فيها المزيد والمزيد، كل ذلك أكسبني خبرة كافية أن أنخرط في مجال علم النفس الرياضي وبدأت أحاضر للفرق الرياضية في جميع الألعاب ومختلف الأعمار ابتداء بالبحرين وصولاً للمملكة العربية السعودية».

التحديات والضغوط

وعما إذا كان يواجه بعض التحديات في هذا المجال قال الباقري: «كنت أواجه الكثير من الصعوبات والتحديات وأولها كان عامل الوقت إضافة إلى عملي، بعد ذلك ولله الحمد بدأ اسمي ينتشر وكانت الأندية تتواصل معي في البحرين وخارجها لمزيد من المحاضرات الذهنية، لكن ما كان يؤرقني آنذاك أنني لم أكن صاحب شهادة في هذا المجال وهذا ما كان حسين جعفر يكرره عليَّ دائماً بأنني وضعت قدماً لي في الاتجاه الصحيح وبقي أن أُثبت الأخرى عبر شهادة تختص في هذا المجال وهنا بدأت رحلة البحث عن المؤهل حتى وُفقت في يوم من الأيام عبر اكتشافي أحد المؤهلات العالمية والتي تقدمها إحدى أعرق المؤسسات في الولايات المتحدة الأمركية والتي يشرف عليها باتريك كون أحد أشهر المدربين الذهنيين في العالم، تلقفت الفرصة سريعاً وقدمت وقُبلت ولكن لم أكن أعلم أن ما كان ينتظرني تحد من نوع آخر لم أتوقعه، كان يتمثل في أن ما قدم لي من مادة علمية لدراستها يعادل في الصعوبة 5 سنوات قضيتها في جامعة البحرين ولكن الذي سهل المهمة هي السنوات التي قضيتها في بداية مشواري»

الشهادة الدولية

وأضاف الباقري «الحمد لله تخرجت وأصبحت مدرباً ذهنياً معتمداً على المستوى الدولي فكان المسمى العلمي لشهادتي مدرب محترف في التدريب الذهني، وأنا الوحيد على مستوى الوطن العربي وكان لي الفخر بأن باتريك أخبرني بأن أي عملاء يطلبون منه خدمات تدريبية في الوطن العربي سوف يحولهم عليًّ مباشرةً، وللعلم فإنني تخرجت بامتياز بعد الجهد المضنى الذي تكلل خيرا في النهاية بالحصول على الشهادة».

الخدمات المُقدمة

وعن الخدمات التي يُقدمها حالياً قال الباقري: «الآن أنا أعمل مع الفرق الرياضية واللاعبين ولكن بطريقة احترافية اذ أبدأ العمل مع الفرق أو اللاعبين عن طريق استبيان ثم أحلل النتائج لأحدد المهارات الذهنية التي يحتاجونها ومن ثم أبدأ مرحلة التدريب الذهني عن طريق جلسات فردية مع اللاعب أو جماعية مع الفريق ولكل برنامج خصوصياته التدريبية، البعض من اللاعبين يحتاج إلى شهر واحد من التدريب على المهارات الذهنية والعض يحتاج إلى أكثر، كذلك الوضع بالنسبة للفرق، أنا حالياً أعمل مع 4 لاعبين محترفين على مستوى البحرين في كرة القدم والسلة أما بالنسبة للفرق الرياضية فأعمل مع 3 فرق في نفس اللعبتين، الجيد في الأمر أن المدربين وإدارات الأندية أصبحوا يعون أهمية التدريب الذهني للاعبين بعد أن كان التدريب محصوراً في الجانب البدني، كما بدأ الوعي ينتشر بين اللاعبين أنفسهم فأصبحوا يسعون لتلقي هذه الجلسات بقناعات شخصية وهذا مدعاة للاستبشار بتطور مستوى التفكير والوعي الرياضي بالوطن العربي، وأيضاً كان لي عمل مع نادي الخليج السعودي».

شكر وتقدير

وقدم الباقري في ختام حديثه شكره وتقديره لوالديه على خالص الدعاء، كما شكر زوجته التي قدمت لي كافة أشكال الدعم ومازالت تقدم، ولم ينس من مازال يسانده ويدعمه بالإرشاد والتوجيه والتخطيط والذي لم يبخل عليه يوماً بعلمه وهو حسين جعفر.