تعودت أنا وأصدقائي منذ أن كنت في مرحلة الحضانة فالروضة فالمدرسة، بأن نجتمع معاً ونتبادل الحديث ونتشارك في طعامنا في وقت الاستراحة (الفسحة)... فقد كانت معلمتنا دائماً ما تردد لنا عبارة “خير الزاد ما تكاثرت عليه الأيدي”، وبالفعل ما أن يفتح كل منا علبة الطعام الخاصة به حتى نأخذ بتبادل أطعمتنا معاً ونحن فرحون.
بالنسبة لي فأنا مازلت أتشارك مع أصدقائي في أكل وجبتي، وهذا حال الكثير من الطلاب في المدرسة، فيما نحن نرى النقيض في تصرفات طلاب آخرين، فأمه أو من يجهز وجبة الطعام التي يحملها معه إلى المدرسة يضع له في الحقيبة ما لذ وطاب، وبدل أن يتشارك به مع أصدقائه، فهو يأكل ما يريد ويرمي ما لا يريد في سلة المهملات، فيما هناك الكثير من الطلاب في المدرسة من هم بحاجة للمساعدة وتجدهم لا يأكلون شيئاً طوال الوقت... بل إن بعضهم يرفض الذهاب لقسم الإشراف الاجتماعي لأخذ المعونة التي تقدم للطلاب... بكل تأكيد فإن تصرف أولئك الطلاب خاطئ، وغير مسئول، وخصوصاً مع وجود طلبة محتاجين في المدرسة.
بينما كنت أتناقش مع أحد أصدقائي بشأن هذه الظاهرة المنتشرة في المدرسة اقترح أن نقوم نحن الطلبة بأخذ ما يزيد عن حاجتنا من طعام إلى المشرف الاجتماعي في المدرسة، وهو بدوره يعرف الطلبة المحتاجين ويقدمه لهم كهدية. فيما اقترح آخر أن نبادر نحن الطلاب في فترة الاستراحة بدعوة أكبر عدد من الطلاب للمشاركة معنا في وجبة الاستراحة، وبذلك نكون قد رفعنا الحرج عن الطلاب المحتاجين. كما اقترح آخر بأن تقوم الهيئة الإدارية في المدرسة بدعوة الطلاب في طابور الصباح بوضع ما يزيد عن حاجتهم من طعام يحملونه معهم، بدل أن يقوموا برميه في سلة المهملات، في صناديق أو سلال لإعادة توزيعها على الطلاب، وبدل أن توزعها الإدارة، تكتب لافتة إن كنت جائعاً، فخذ ما تريد من طعام، وللتوضيح تكتب عبارة “مجاناً” بذلك يكون من حق الطلاب جميعاً استخدام تلك الوجبات.
أفكار كثيرة تدور في أذهان أولئك الطلاب، لماذا لا تقوم المدارس بإرشاد الطلاب بشأن هذه الظاهرة، وأن تقدم حلولاً لتفادي رمي الطلاب لوجباتهم في سلة المهملات.
مناهل
العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ