العدد 4437 - الخميس 30 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ

فيروس «الإيبولا» يقوض الأمن الغذائي في غرب إفريقيا

يهدد تفشي “الإيبولا” في غرب إفريقيا، الذي يعطل الأنشطة الزراعية والأسواق، بتقويض الأمن الغذائي والتأثير سلباً على سبل عيش الملايين من الناس المعرضين للخطر بالفعل في غينيا وليبيريا وسيراليون ما لم يتم بذل المزيد من الجهد لتلبية احتياجاتهم الغذائية والتغذوية العاجلة، بحسب تحذيرات وكالات الإغاثة، التي تقول إنها لاتزال بصدد حصر الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ولكن نتائج التقييمات السريعة الأولية مثيرة للقلق بالفعل.

وجد برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 80 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عبر الهاتف المحمول في الجزء الشرقي من سيراليون يقولون إنهم يتناولون طعاماً أقل تكلفة منذ بدء تفشي المرض. وقد بدأ ثلاثة أرباع المستجيبين في تقليل عدد الوجبات اليومية وأحجامها.

وقال شيكو كونتيه، وهو بائع متجول في فريتاون عاصمة سيراليون: “إنني قلق جداً من عدم وجود قدر كافٍ من الغذاء كل يوم. لقد تسبب فيروس الإيبولا في الكثير من الضغوط الآن. لا توجد أعمال أو وظائف، وأواجه صعوبة في توفير الغذاء لأسرتي. أضطر لتجويع نفسي لفترة طويلة كل يوم حتى أستطيع توفير القليل من حصيلة مبيعاتي لشراء الطعام لأسرتي”.

وقد وجدت دراسة التقييم السريع التي أجريت في الشهر الماضي في سيراليون من قبل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن 47 في المئة من المزارعين عانوا من “تعطيل كبير” في عملهم بسبب تفشي الإيبولا.

وفي هذا الصدد، قال سيديكي كابا، وهو مزارع من شرق سيراليون: “لدينا هنا أكبر مزارع الكاكاو، ولكنها الآن تخضع للحجر الصحي بسبب الإيبولا، ولذلك لا يسافر الناس. في السابق، كنت أجمع حصاد محصولي - الذي يصل إلى 50 كيساً - أما الآن، فمن الصعب أن أجمع حتى 10 أكياس، ولذلك فإنني أخسر المال”.

وبينما قرر كابا البقاء، توقف العديد من المزارعين عن الذهاب إلى حقولهم خلال المرحلة الأكثر أهمية من الدورة الزراعية - في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب من هذا العام - عندما كان هناك سوء فهم واسع النطاق للمرض.

وفي منطقة كايلاهون في شرق سيراليون، تخلى ما لا يقل عن 40 في المئة من المزارعين عن أراضيهم للانتقال إلى المناطق غير المتضررة، وفقاً لوزارة الزراعة. وكان الكثير من العمال الموسميين، الذين يساعدون عادة في جمع الحصاد، إما يخشون العمل جنباً إلى جنب مع العمال الآخرين في الحقول أو غير قادرين على السفر بسبب قيود الحجر الصحي.

وقال يانكوبا فاندي الذي يزرع البن والكاكاو في منطقة كينيما في سيراليون: “عندما تكون بمفردك، لن تكون قادراً على القيام بأعمال كثيرة. في الماضي، كنت تستطيع أن تجد بعض العمال لمساعدتك في العمل، ولكنهم في الوقت الراهن، لا يسمحون بذلك”.

وفي ليبيريا، انخفض إنتاج الأرز بنسبة 10 في المئة في مقاطعة لوفا هذا العام بسبب الخوف المنتشر بين المزارعين، وفقاً لمنظمة الفاو. وفي مقاطعتي باركيدو وفويا، انخفض إنتاج الأرز بنسبة 15 في المئة.

أما في غينيا، لن تكون نتائج التقييم المشترك لأثر الإيبولا على الأمن الغذائي والثروة الحيوانية والزراعة، الذي سيستمر لمدة أربعة أسابيع والذي لايزال الآن قيد التنفيذ من قبل وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، متاحة حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، ولكن مديرية الزراعة الإقليمية في غويكيدو تقول إن إجمالي مساحة الأراضي التي تمت زراعتها هذا العام “انخفض كثيراً” مقارنة بالسنوات الماضية.

كما أدى إغلاق الأسواق وتعطيل التجارة والنقل وحركة البشر إلى نقص المواد الغذائية في العديد من المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء ليبيريا وغينيا وسيراليون، وخاصة تلك الموجودة في المناطق الحدودية.

من جانبها، قالت أداما كونته، التي تبيع الأرز والخضراوات في ضاحية بومباي تراس بالعاصمة فريتاون: “في الوقت الراهن، نجد صعوبة في الحصول على إمدادات منتظمة من المزارعين والموردين الآخرين. أصبح من الصعب جداً الذهاب إلى معظم المناطق التي عادة ما نشتري منها السلع بسبب هذا الإيبولا. ويخشى العديد من المزارعين الذهاب إلى مزارعهم وحصاد محاصيلهم، أو حتى إحضار منتجاتهم إلى فريتاون”.

وقد تم إغلاق 16 سوقاً أسبوعية على الأقل على طول الحدود بين غينيا والسنغال، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي. ولاتزال العديد من الأسواق الأسبوعية في ليبيريا مغلقة رسمياً أيضاً.

ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض الدخول

وفي الأماكن التي لاتزال المواد الغذائية متاحة بها، ارتفعت بعض الأسعار. ففي مقاطعة لوفا في ليبيريا، على سبيل المثال، التي كانت مركز تفشي المرض في البلاد، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع بنسب تتراوح بين 30 و75 في المئة خلال الفترة من أبريل/ نيسان إلى سبتمبر/ أيلول، بحسب تقارير منظمة الفاو. وارتفعت أسعار أنواع معينة من الأسماك إلى خمسة أضعاف تكلفتها قبل بدء تفشي المرض.

وفي سيراليون، ارتفع سعر الأرز المستورد بنسبة تزيد عن 15 في المئة في بعض المناطق، وفقاً لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET).

ويضاف إلى ذلك حقيقة أن دخول ومدخرات العائلات آخذة في التناقص، لأن الناس إما غير قادرين على العمل أو يخشون الذهاب إليه. وكلما زاد عدد ضحايا الفيروس أو المصابين به، تفقد الأسر أيضاً مصادر رئيسية للدخل.

العدد 4437 - الخميس 30 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً