العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ

لنتكلّم قبل يوم الصمت الانتخابي الأعظم!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلثاء الماضي، صور رسائل وزّعتها هيئة الانتخابات العليا، تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات.

كانت أول رسالةٍ حظِيت بأعلى عدد من «الريتويتات»، موجّهةً إلى السيد توماس كلارنس بيتر وزاريو فرناندس، تدعوه للمشاركة في الانتخابات باعتباره مواطناً من قرية المقشع التاريخية. أما الرسالة الثانية فمرسلةٌ إلى الأمين العام لجمعية «وعد» إبراهيم شريف، تدعوه لممارسة «حقّه الانتخابي» بينما يقضي فترة سجنه في سجن جو، برفقة المجموعة المعروفة بـ «الرموز»، وهم من أوائل من تمّ اعتقالهم بعد حراك فبراير 2011.

شخصياً شككت بالخبر رغم نشر صورة للرسالتين، وزاد شكّي حين قيل بأن رسائل أخرى وجّهت إلى مواطنين متوفين من سنوات، حتى وصلني (مسج) من أختي تفيد باستلامهم رسالة مشابهة تدعو والدي (رحمه الله)، المتوفّى منذ عشر سنوات، للتصويت في مركز الاقتراع في «مدرسة كرانة الابتدائية للبنات»، مع أنه رحمه الله (كان) من سكنة منطقة الخميس من البلاد القديم!

يجب الاعتراف بأنها خدمةٌ غير مسبوقة على مستوى العالم أجمع، بتذكير المواطن بممارسة حقّه في الانتخاب، حياً كان أو ميتاً، فلم أسمع طوال أربعين عاماً من متابعتي للصحف والمجلات ونشرات الأخبار، (وحالياً تويتر والفيسبوك وحتى الواتس أبّ)، أن هناك دولة ديمقراطية في العالم تهتم بمشاركة مواطنيها في الانتخابات بمثل هذه الدرجة من الاهتمام.

لكن ما يثير الشكّ مرةً أخرى، هو أن لدينا حكومةً إلكترونيةً ذات خبرة عميقة، إلى درجة أنها اكتشفت الأموات في فواتير الكهرباء لتلزم الأحياء بدفع المتأخرات، فكيف لم تتمكن من فرز الأموات عن الأحياء في إرسال الرسائل الداعية للمشاركة في الانتخابات؟ أم أن واجب التصويت لا يسقط من رقبة الإنسان حتى بعد موته فيظلّ مطلوباً منه أن يختار نائباً أو نائبةً عنه ليبايعه... وإلا مات ميتةً جاهلية؟

وصلت رسالة والدي يوم الثلثاء عصراً، قبيل الغروب بدقائق معدودة. ولذلك بدأ يتكوّن لدي شعورٌ بأن الرسائل موجّهة فقط للأجانب والسجناء والأموات، ولكن عند خروجي من مسكني عند الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة مساءً، تعثّرت بمظروفٍ أبيض، مدسوس تحت فرجة الباب، فالتقطته ظناً بأنه رسالةٌ من البنك أو شركة التأمين، لكنّي فوجئت بنسخةٍٍ من الرسالة نفسها، تذكّرني أنا أيضاً، بواجبي الشرعي والوطني بضرورة التصويت في الانتخابات.

الرسالة - أصارحكم أعزائي - كُتبت بعباراتٍ رقيقةٍ جداً، وأعترف لكم بأني إنسانٌ عاطفيٌ جداً، تؤثّر فيّ الكلمات الرقيقة وتأسرني العبارات الأدبية العذبة المكتوبة بلغة طه حسين رحمه الله، مثل «لقد تعايش آباؤنا وأجدادنا على مدى عقودٍ طويلةٍ من الزمنِ على هذه الأرضِ الغاليةِ في وئامٍ وانسجامٍ مُمَيّز، فتَشَكّلَتْ هويتُنَا الوَطَنِيةُ الأصيلة». وشعرت بالفرح وأنا أقرأ كلمة «تعايش»، ولكن سرعان ما داهمني شعورٌ مفاجئٌ بالحزن وأنا أقرأ كلمتَيْ «أباؤنا وأجدادنا»، فمنعت دموعي من النزول لأحافظ على رباطة جأشي وأكمل قراءة الرسالة، فلا يليق بك البكاء وأنت تقرأ رسالة تاريخية!

وأنا أنهي هذه الرسالة الأدبية الرقيقة التي سيطرت على مشاعري وهزت كياني من الأعماق، قفز إلى ذهني فجأةً صورة ملصق دعائي وزّعته «الأوقاف السنّية» للجمهور الكريم لحضور «سلسلة الندوات العلمية التربوية» بعد صلاة العشاء مباشرةً في أحد الجوامع بالرفاع، تحت عنوان «المشاركة في الانتخابات واجب شرعي ووطني»، وفجأةً سألت نفسي: يا هذا... أليست هذه الأوقاف نفسها التي كانت تحارب استخدام «دور العبادة» في الأمور السياسية... فماذا جرى يا أخا العرب؟ وما دخل «سلسلة» الندوات «العلمية» و«التربوية» بالتصويت في الانتخابات؟

عموماً... لم يبق إلا يوم واحد يمكنكم فيه الكلام، أما غداً فهو يوم الصمت الانتخابي العميق، فيمكنكم الحديث كما تشاءون اليوم الخميس، وبعد 24 ساعة عليكم أن تسكتوا وتبلعوا ألسنتكم... لتدخلوا مرحلة الصمت الأكبر!

*إضاءة: قيل لعبدالمطلب رحمه الله في تفسير رؤياه الغامضة عن حفر طيبة (زمزم): «لا تُنزف أبداً ولا تُذم. تسقي الحجيجَ الأعظم. وهي بين الفَرثِ والدم. عند نقرةِ الغرابِ الأعصم. عند قرية النمل».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 7:18 م

      احسنت سيدنااا

      رااااااائع ..

    • زائر 35 | 7:08 ص

      هكوك أسلي

      الجيل القادم هو جيل توماس وراجو ورأفت وسلام يابحرين العروبة

    • زائر 34 | 6:52 ص

      انا وصلتني الرسالة باسم ابو زوجتي :عمي:

      وانا وزوجتي من ضمنها وعمي المتوفي

    • زائر 32 | 5:12 ص

      الفاتحة

      أهم شي في الرسالة انهم دكرونا نقراء الفاتحة حق امواتنا

    • زائر 31 | 4:38 ص

      مسءووول

      الإضاءة يعني 6 كشافات 400W صوديوم مركبة علي سور زرنوگ جارنا في الخميس و علي سورنا مفيش

    • زائر 30 | 4:31 ص

      أعجبنى كثيرا

      مشكور يا بو هاشم روعة صراحه ...يا أخى وانا اقراء الموضوع أتصورت موسيقى تصويرية على الجميل هههههه... أتنمى من إدارة الوسط اضيف خدمة الموسيقة التصويرية أشكرك جزيل الشكر

    • زائر 28 | 4:27 ص

      الذبذبات هي الحل في وزارة العدل

      سيدنا العزيز الم تطلع على الاجهزة الجديدة التي صنعت خصيصا الى التواصل مع الاموات اثناء الانتخابات والمتمثلة في جهاز الذبذبات الكهرو مغناطيسية وجهاز الاستشعار عن بعد وجهازcbc المتخصص في التواصل مع الروح في السماء السابعة فالوزارة تعلم علم اليقين انها قادرة على التواصل مع الاموات من خلال هذه الاجهزة فلماذا تستغربوا وتستكثروا على الوزارة عندما يكون عندها هذا الامتياز وهذا السبق الغير مسبوق عند احد في العالم إلاوزارة عدل البحرين انها اجهزة الاستشعار التي تسبق فشل الانتخابات مع وجود الاجهزة

    • زائر 27 | 3:03 ص

      اختلف معاك يابو هاشم

      شفنا امس تقرير في تلفزيون العائلة يظهر لنا كيف ان ( المواطنين في احدى الدول ادلوا بأصواتهم ) وكانوا يتكلمون اللغة المحلية ملحونة بأصولهم الأم ، فكانوا في غاية الروعة يابوهاشم ، خاصة ان واحدة منهم تلحن وهي تتكلم عن الأنتخابات برغم مرضها ، يا لله شو كانو حلوين على قولة اخوانا الأردنيين .

    • زائر 26 | 2:26 ص

      أبوأيمن

      هذا حقك ، أن تختار الصمت في يوم الانتخاب (أو حتى النوم) ، أما أنا فسوف أسمع صوتي وأختار من يمثلني في المجلس. إختر ما تريد (الصمت أو غيره) ولا تحجر على الناس أن يختاروا ما يريدون ومن يريدون

    • زائر 29 زائر 26 | 4:31 ص

      الأخ فاهم غلط

      يا بو أيمن ولك يا ابني افهم يوم الصمت الأنتخابي يقصدون به ان تتوقف كل عمليات الدعاية والأعلان واي اشياء تخص المرشحين الى يوم الأنتخاب ، يالحبيب مو الصمت الحجر على الناس من قبل الكاتب يالحبيب ما تدري وين الله حاشرك اول مرة تنتخب انت يبين .؟؟

    • زائر 24 | 1:54 ص

      ههههههه

      طه حسين! قويه!!

    • زائر 21 | 1:35 ص

      المسالة واضحة

      كالشمس في وضح النهار يعني كلكم تعرفون المسالة والخطا وارد لكن اللي للحين ما عرفته ليش يحتفظون باسماء المتوفين في سجل الاحياء هاي نبي نعرفه جدي اخذ له خمسة عشر سنه او عشرين سنه في قبره اتجيه ورقة للانتخاب احنا قلنا يمكن طالع لينا بيت اسكان او ورثه نسينها

    • زائر 19 | 12:32 ص

      الله يوفق الجميع

      ان شاءالله مع التصويت من اجل البحرين

    • زائر 17 | 12:24 ص

      طرارة واستجداء

      جاؤا يستجدون منا المشاركة والتصويت في حين انهم سرقوا كل حقوقنا وكرامتنا

    • زائر 16 | 12:07 ص

      جبتها في الصميم تعايش اباءنا

      تعايشنا مع بعض وضعوه في التاريخ وربما سيدرس في بعض المدارس بالمناسبه لقد استلمت رساله في منزلي مرسله الي ابو زوجه ابني المتوفي من اكثر من عشر سنوات لا اعرف كيف ارسل لهم عنوان بيتي وللعلم ابني تزوج ابنته بعد موته بعشر سنوات اريد تفسير لذه المسئله حيرتني تري مو حلم هذا واقع والله

    • زائر 15 | 12:01 ص

      احسنت سؤال؟؟؟؟؟؟؟

      احسنت سيد سؤال الي اللجنه ا لانتخابات كل قيمه الرسائل التي تم توزيعه على النخبين؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 14 | 12:01 ص

      رجاء للكاتب

      ارجو الكاتب ان يشرح إضاءته فوالله لم افهم شيئا منها ولا المقصود منها .. رجاء .. الم يقولوا الفتيات ناقصات عقل ودين . أنا واحدة منهن . حاولت ان افهم الإضاءة ولكن دون جدوى

    • زائر 20 زائر 14 | 1:16 ص

      لاتستهيني بعقلك فالامام علي يقصد ناقصات عقل لان الامراتين عن رجل وناقصات دين لقعودهن عن الصلاة والقران صريح اذ قال من عمل من ذكر او انثى

      اما السيد طرح هذه الاضاءة لتنوير العقول ولغرض في نفسه فالقصة هي ان عبد المطلب راوده حلم وهو نائم في حجر اسماعيل ان احفر طيبة قال وما طيبة وفي ليلة ثانية فرائ احفر برة قال وما برة وجاءه الطيف ليلة ثالثة وامره ان يحفر المضنونة فقال وما المضنونة وجاءه في الليلة الرابعة ان احفر زمزم فقال وما زمزم فقال لاتنزف ولا تذم وهو ماذكره السيد عند قرية النمل فذهب عبد المطلب فحفر بئر زمزم مع ابنه الحارث والقصة مفصلة لايسعها التعليق

    • زائر 13 | 11:48 م

      سيدنا العزيز

      وصلت الرساله سيدنا الغالي لكن ضيعتنا يوم تكلمت عن عبد المطلب .ممكن شرح

    • زائر 11 | 11:00 م

      ان والدي المتوفى 1989شارك في جميع الانتخابات

      فاسمه موسوم في قوائم وسجلات انتخابات 2002 ، 2006 ،2010 وما ادري يمكن لم يلغى في انتخابات 2014 الا اذا طلب الاعفاء ليرقد مطمأن قرير العين ان الانتخابات جارية جارية بالاموات والاحياء معا وهذه هي الوطنية الحقة والانتماء للوطن .

    • زائر 9 | 10:35 م

      القوم لهم مستشارون سياسيون حتى النخاع

      ولا تحسبن ياسيد بان الامر دعابة او استجداء السلطة لنا . كلا والف كلا وانما هي خطوات مدروسة بعمق وتروي فالسلطة غير مكترثة بالمعارضة شاركت ام قاطعت وهي تريد لهذا المكون بعدم المشاركة اما في المحافل الدولية فيختلف الامر تماما فهي ستوثق هذه الرسائل وتطحها عند الضرورة وان السلطة قامت بدورها ودعت الجميع للمشاركة بارسال الرسائل التقليدية والالكترونية ولم تالو جهدا الى صنعته من اجل مشاركة الجميع ويبقى القول نحن نريد وهم يريدون والله يفعل مايريد ولكي اقف امام الله وليس في عنقي بيعة لظالم فخياري المقاطعة

    • زائر 10 زائر 9 | 10:59 م

      الأوقاف السنية والدعوة للإنتخابات

      عزيزي أستاذي يا زعم ما تدري أن الأوقاف السنية تحارب استخدام «دور العبادة» في الأمور السياسية بس على الشيعة ومو كل الشيعة .. وإنما المعارضة واللي فيه خير يتحجى

    • زائر 7 | 10:05 م

      الله فاضحنهم

      كانوا يخططون لشيء والله لهم بالمرصاد.لقد انكشف مخطط استخدام اصوات الاموات للتغطية على الفضيحة القادمة في تصفير الانتخابات.

    • زائر 6 | 10:04 م

      هذه هي قمة الديمقراطية

      ان تدعو الااموات للمشاركة في الانتخابات!!!!!!

    • زائر 5 | 9:58 م

      هو نوع من أنواع التسول والاستجداء والشحاذة

      لا يتسجدي الآنسان أو يتوسل من الناس مالا للمساعدة إلا نظرا للعوز الذي هو فيه وهاي السلطة الآن تستجدي المواطنين للتصويت حتى وصل الاستجداء إلى الأموات والمسجونين والمسقطة جنسياتهم والمطاردين ، عجبا فإذا كنتم واثقين من انتخاباتكم فلماذا هذا التسول ؟ اليست لكم عزة نفس ، أم أن النفس اصابها الهزال وشعرت بخيبة الأمل ؟ نقولها لكم صراحة لن نعطي مرشحين أصواتنا لتعديل أوضاعكم وتكونوا في خانة الأغنياء ويزداد المواطن فقرا أكثر مما هو فيه، لن نعطيكم أصواتنا لتعطوننا وعودا في الهواء وتبيعوننا سمكا في البحر .

    • زائر 4 | 9:48 م

      توماس بعد اجداده تعايشوا على هذه الارض

      حلوه تعايش آباؤنا واجدانا على هذه الارض علما بان بعض منهم قبل ان يأتي البحرين لا يدري ان تقع فكيف بابوه وجده

    • زائر 3 | 9:39 م

      كلام لطيف

      والله يا ابو هاشم كله مفهوم الى ان وصلنا الى الإضاءة فضاعت البوصلة

    • زائر 18 زائر 3 | 12:32 ص

      أم محمد

      بالضبط ضاعت عندي البوصلة أني بعد وما فهمت شي بس مقالك اليوم يبو هاشم هذا ماشعرت به وأني أقرا الرسالة التاريخية على قولتك.

    • زائر 2 | 9:38 م

      رااااااائع

      كعادتك راااااائع

    • زائر 1 | 8:56 م

      انا حي ارزق ولم يصلني شيء

      انا حي ارزق وللحين ما وصلتني رسائلكم !! تذكرون الاموات وتنسون الاحياء

اقرأ ايضاً