العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ

«الدوائر المغلقة» و«نسب التسعينات»... مصطلحات انتخابية تحتجب للمرة الأولى منذ 12 عاماً

تتأهب البحرين وللمرة الأولى منذ 12 عاماً خلت، لخوض تجربتها الانتخابية الرابعة، وسط غياب تام لقوى المعارضة.

غياب خلف تأثيرات لا تخطئوها العين في مستوى الندية والإثارة والتنافس، لا بل في احتجاب مجموعة مصطلحات انتخابية، رافقت المشهد الانتخابي في فصوله التشريعية الثلاثة الفائتة، بما في ذلك مصطلح «الدوائر المغلقة»، والذي ارتبط بشكل حصري بالدوائر التي حصدتها جمعية الوفاق، سواء عبر ممثليها البلديين في تجربة 2002، أو في التجربتين اللاحقتين في عامي 2006، و2010.

مصطلح الدوائر الانتخابية هذا، كان ولا يزال، مثار جدل بين من رأى سلبيته، منطلقاً في ذلك من اعتباره «دليلاً على عدم استقلالية رأي الناخب، ما يهدد نزاهة العملية الانتخابية وتساوي فرص مترشحيها».

قبالة ذلك، يرى آخرون أن الحديث عن دوائر مغلقة على مترشحي جمعية بعينها، «يعني بالضرورة قوة هذه الجمعية، ومؤشر لجماهيريتها التي يعجز المنافسون عن مجاراتها».

في السياق ذاته، تبدو نتائج انتخابات 2014 بشقيها البلدي والنيابي، والتي بات الكشف عنها قاب قوسين أو أدنى، على موعد مع طلاق بائن مع مصطلح «نسب التسعينات»، والذي مثل «ماركة مسجلة»، لعدد من مترشحي جمعية الوفاق، تحديداً بعد تمكن عدد منهم من حصد أكثر من 90 في المئة من أصوات الناخبين، في «سلوك» بدا تقليده عصياً على سواهم من المترشحين.

حينها، تمكنت «الوفاق» من اكتساح المشهد الانتخابي، وعبر تجاربه الثلاث الماضية، كما تمكن مترشحوها من حصد غالبية أصوات الناخبين، مخلفةً وراء ظهرها ما تبقى من أصوات لبقية المترشحين، من المدعومين ومن المستقلين، سواءً بسواء.

تصدر ذلك، ما حققه النائب السابق سيدحيدر الستري، بعد حصده (6476) صوتاً من أصوات ناخبي الدائرة السادسة بمحافظة الوسطى، محققاً على إثر ذلك 91.87 في المئة، في انتخابات 2006. فيما تمكن النائب السابق الشيخ حمزة الديري، من الحصول على 90.20 في المئة، عبر حصده (4507) صوتاً من أصوات الناخبين في قريتي سماهيج والدير، واللتان مثلتا الدائرة السادسة بمحافظة المحرق.

وقتها، لم يتمكن أشد المترشحين جماهيرية من خارج الدائرة الوفاقية، من الحصول على أكثر من ثلثي الأصوات. ذلك ما أظهرته نتائج الدائرة التاسعة في محافظة الوسطى في انتخابات 2006، حين تمكن رئيس مجلس النواب السابق خليفة الظهراني من حصد (3890) صوتاً، محققاً نسبة 70.34 في المئة.

ولاحقاً، تحديداً في انتخابات 2010، أعادت «الوفاق» الكرة، وكررت فعلتها في «سادسة الوسطى»، والتي منحت مترشحيها النيابي والبلدي91.96 و90.78 في المئة على التوالي، ليمثلها في مجلس النواب شيخ حسن عيسى، وفي المجلس البلدي صادق ربيع.

أما مترشحها البلدي في الدائرة الثانية من محافظة الوسطى عادل الستري، فقد كشر عن أنياباً وفاقية، أوصلته للمجلس البلدي دون عناء يذكر، حاصداً عبر ذلك (7692) صوتاً بنسبة بلغت 91.33 في المئة من أصوات الناخبين.

واليوم، ونحن على أعتاب تجربة انتخابية رابعة، فقد بات في حكم المؤكد خسارة هذه التجربة، كثيراً من أجواء الحماس، وسط توقعات بعجز جولتها عن الحسم السريع، وحاجة عدد متزايد من دوائرها الانتخابية لجولة ثانية.

العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً